مع اقتراب أربعينية الإمام الحسين (ع)

سيستان وبلوشستان تستعد لاستضافة السيّاح الباكستانيين

يُعرف اهالي سيستان وبلوشستان بحسن الضيافة في البلاد، ومع اقتراب أربعينية الإمام الحسين(ع)، يستعدون سنويًا لاستقبال وضيافة الزوار الباكستانيين المشاركين في مسيرة الأربعين لريحانة الرسول الاعظم(ص).

يُعرف اهالي سيستان وبلوشستان بحسن الضيافة في البلاد، ومع اقتراب أربعينية الإمام الحسين(ع)، يستعدون سنويًا لاستقبال وضيافة الزوار الباكستانيين المشاركين في مسيرة الأربعين لريحانة الرسول الاعظم(ص).

 

 

تُعد محافظة سيستان وبلوشستان، بمساحتها الجغرافية الواسعة وموقعها الحدودي الخاص، جسرًا للتواصل بين إيران والدول المجاورة. وتضم المحافظة ثلاثة منافذ حدودية رئيسية: زابل لدخول الزوار الأفغان، وريمدان وميرجاوه للزوار الباكستانيين، مما جعلها أحد المعابر الأساسية لعشاق أبي عبدالله الحسين(ع). ففي كل عام، يصل آلاف الزوار الباكستانيين من المناطق النائية والصعبة في باكستان، متحملين مشاق الطريق، إلى هذه الحدود ليواصلوا رحلتهم عبر إيران نحو كربلاء المقدسة. وتُعد هذه الرحلة المعنوية رمزًا للحب والولاء اللامتناهي للإمام الحسين(ع)، الذي تجاوز الحدود الجغرافية وجمع قلوب المسلمين معًا.

 

يتمتع اهالي سيستان وبلوشستان بحسن ضيافة لا مثيل له وولاء خاص للإمام الحسين(ع)، وكانوا دائماً مضيافين وودودين للزوار الباكستانيين. هذه الضيافة متجذرة في الثقافة الإيرانية الإسلامية الغنية، التي تعتبر استقبال الزوار ليس مجرد واجب، بل شرف عظيم. إن حب الإمام الحسين(ع) وتذكر ملحمة كربلاء دفعا أهل هذه المحافظة إلى تسخير كل إمكانياتهم وقدراتهم في خدمة الزوار. هذا الإخلاص القلبي جعل ليس فقط المواكب ودور الضيافة، بل حتى بيوت الناس، تفتح أبوابها أمام الزوار وتستقبلهم بحرارة وود خاصين.

ومع اقتراب أربعينية الإمام الحسين(ع)، تستعد محافظة سيستان وبلوشستان مرة أخرى لاستقبال أفواج عشاق الإمام الحسين(ع). هذا الاستعداد يتجلى ليس فقط في الخدمات والبنية التحتية، بل في روح وثقافة سكان هذه المحافظة أيضاً. فالأربعين بالنسبة لأهالي سيستان وبلوشستان ليست مجرد مناسبة دينية، بل رمز للوحدة والأخوة والصمود في مواجهة العدو المشترك، خاصة ضد الكيان الصهيوني. وتسعى هذه المحافظة بكل إمكانياتها لتسهيل طريق الزوار وترك ذكرى لا تُنسى من الضيافة الإيرانية الإسلامية في قلوبهم.

 

إعداد ٥١ موكباً لاستقبال الزوار

قال أمين لجنة الأربعين في محافظة سيستان وبلوشستان: تم تجهيز ٥١ موكباً في جميع أنحاء المحافظة لخدمة زوار الأربعين الحسيني الباكستانيين. كما تم تجهيز ٥ دور للزوار في مدينة زاهدان لاستقبال الزوار.
وأضاف رضا بختياري: من المتوقع أن تفرض الحكومة الباكستانية هذا العام بعض القيود على الحدود لمنع دخول الزوار إلى إيران. وفي هذا السياق، تم التخطيط للسماح فقط للزوار الذين يسافرون بسياراتهم الخاصة بالعبور من منفذ ريمدان ومواصلة طريقهم من ريمدان إلى تشابهار دون توقف.
وأضاف: إن الشيعة وأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، وخاصة أهالي مدينتي دلغان وإيرانشهر الكرام، قد استضافوا الزوار في منازلهم العام الماضي، ومن المتوقع أن يستضيف عدد أكبر من أهالي هذه المحافظة زوار الإمام الحسين(ع) هذا العام.

 

2000 متطوع لخدمة الزوار الباكستانيين

وقال بختياري: بشكل عام، تقدمت 9 مدن في محافظة سيستان وبلوشستان لتقديم الخدمات للزوار خلال أيام الأربعين، ومن المتوقع أن يزداد عدد المدن المستضيفة في السنوات القادمة.
وفي ختام حديثه أشار إلى أن حوالي ألفي متطوع شرفي يتم تنظيمهم سنوياً في مجالات الإمداد، النظافة، الإعلام، الدعم، والنقل، بالإضافة إلى متطوعين متخصصين مثل صيانة الهواتف المحمولة، لتقديم الخدمات للزوار الباكستانيين في جميع أنحاء المحافظة.

 

الخدّام المتطوعون

أحد الخدّام المتطوعين لزوار الحسين(ع) من دولة باكستان قال في هذا الشأن: أنا وعائلتي نستعد كل عام في أيام أربعين الإمام الحسين(ع) لاستضافة الزوار ونفخر بهذه الخدمة أيضاً.

وأضاف رامين صياد: بالنظر إلى الظروف التي نعيشها، للأسف لا نستطيع الحضور والمشاركة في مسيرة الأربعين في العراق، ولكن الله أنعم علينا ومنح هذا التوفيق لأهالي سيستان وبلوشستان ليخدموا في ميدان آخر، ورغم أننا لا نستطيع بأنفسنا زيارة الإمام الحسين(ع) في يوم الأربعين، إلا أننا في محافظتنا نخدم ونقبّل أيدي الزوار الذين يأتون من دولة باكستان الصديقة والشقيقة إلى العتبات المقدسة رغم المشقات والصعوبات الكثيرة.
وتابع: لست وحدي في هذه الخدمة، فزوجتي وأولادي يرافقونني أيضاً، ومن أجمل ما في هذه الخدمة هو الحضور العائلي لأهالي سيستان وبلوشستان المضيافين في خدمة زوار الحسين(ع) من دولة باكستان، حيث يشاركون سنوياً دون أي مقابل وبحماس وحب كبيرين وبشكل تطوعي في هذه المهمة.

 

 

المصدر: الوفاق