أكّد وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات الحرفية على ضرورة مواجهة التحديات المقبلة بمنهج استراتيجي، ووصف السياحة بأنها رمز للاستقرار الاجتماعي، ومحرك لإعادة الإحياء الاقتصادي، ورواية للحضارة الإيرانية في مرحلة التحول. وقال: في ظل الظروف الحرجة اليوم، فإن تطوير السياحة ليس خيارًا، بل ضرورة لإبراز قدرات الشعب الإيراني على المستويين الوطني والإقليمي.
وصرح سيد رضا صالحي أميري يوم الاثنين 7 يوليو 2025 خلال زيارته لقطاع السياحة واجتماعه التخصصي مع مديري هذا المجال: نحن الآن في مرحلة تاريخية نواجه فيها ظاهرة متعددة الأبعاد تُسمى الحرب؛ لقد تجاوزنا مرحلة ما قبل الحرب، ونحن الآن في خضم تحولات جيوسياسية وثقافية واجتماعية. هذه التحولات أكّدت أكثر من أي وقت مضى ضرورة إعادة تعريف الوظائف الوطنية للسياحة.
وأكّد صالحي اميري على ضرورة إعادة هيكلة السياسات في هذا القطاع، قائلًا: اليوم، نحن بحاجة إلى سياسات نشطة وديناميكية وقائمة على التحليل بدلًا من النهج السلبي؛ نهج يُعطي الأولوية للسياح المحليين ويستهدف الأسواق الإقليمية مثل آسيا الوسطى والقوقاز والخليج الفارسي كآفاق استراتيجية للتنمية. يجب تفعيل القدرات الدينية والتاريخية والثقافية لإيران بمشاركة القطاع الخاص ورؤية مستقبلية لازدهار السياحة.
وأشار صالحي أميري إلى أهمية تقديم صورة دقيقة وإيجابية عن إيران على الساحة العالمية، قائلًا: في عالمٍ تتشكّل فيه الصورة العامة غالبًا عبر وسائل الإعلام، يجب أن نعزز قدرتنا على سرد رواية صحيحة ومفعمة بالأمل عن إيران الثقافية. الأمان النفسي للسياح، وتعزيز الدبلوماسية السياحية، والمواجهة الذكية للروايات المشوهة، هي من المتطلبات الأساسية لهذا المسار.
وأكّد صالحي اميري أيضًا على ضرورة وضع سياسات تعتمد على الفروق الإقليمية، مشيرًا إلى اجراء تحليلات متخصصة حول تأثيرات الحرب على المحافظات والمناطق المختلفة في البلاد لاعتماد نهج متمايز حسب درجة التأثر. نركّز بشكل خاص على المحافظات الأقل تضررًا كمحاور نشطة لتطوير السياحة خلال مرحلة إعادة الإعمار. وفي الوقت نفسه، نعمل على التخطيط اللازم للمحافظات الأكثر تضررًا لتحسين البنية التحتية تدريجيًا وإحياء قدراتها السياحية.
وأثنى صالحي أميري على جهود مجتمع الفنادق ووكالات السفر ومرشدي السياحة المحلية والعاملين في هذا القطاع خلال الأزمات، قائلًا: وقف هؤلاء الأعزاء بكل طاقاتهم ومسؤوليتهم إلى جانب الشعب، وأثبتوا أن السياحة ليست مجرد صناعة اقتصادية، بل هي رسالة وطنية وحضارية.
وأشار صالحي اميري إلى الدور المفاهيمي لعاشوراء في الهوية الثقافية للشعب الإيراني، قائلًا: عاشوراء ليست مجرد حدث تاريخي لنا، بل هي مصدر معنوي عميق لفهم مفاهيم مثل المقاومة والعزة والكرامة والتضحية. في هذا الإطار، يمكن للسياحة أن تكون حاملة لرسالة عاشوراء والمعرفة الحسينية في شكل تجربة معاشة للعالم.
واختتم مؤكدًا: عجلة هذه الأرض لن تتوقف أبدًا عن الدوران. السياحة هي تجسيد لحياة المجتمع الإيراني وقابليته للتفاعل وأمله. لذا، يجب على جميع المؤسسات المعنية أن تمهّد الطريق للتحول والنهوض في هذه الصناعة الحضارية بنظرة شمولية ووطنية. كسب ثقة الشعب ورضاه هو أكبر رأس مال لدينا، ونفخر بأننا نخدم شعبًا جسّد الصمود في أصعب الظروف.