والحفاظ علی محمية غزال ريم مشداخ

مجموعة تطوعية تنشط في حماية البيئة في هور العظيم

تسعى هذه المجموعة من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية والداعمة لاستدامة البيئة والمحافظة عليها ونشرها، ورفع نسبة الوعي لدى أفراد المجتمع عبر الاهتمام بالبيئة والمنظر العام

2023-02-22

الوفاق/ خاص

عاشور الكناني

تنشط مجموعة تطوعية في مدينة بستان الحدودية بمحافظة خوزستان لحماية البيئة وتقوم بجولات دائمة للمساعدة في نشر الوعي بين الناس من الصيادين والسكان المحليين، بعدم التعرض لحيوانات المنطقة.

يشارك أكثر من 100 متطوع في هذه المجموعة في الحفاظ على مستنقع هور العظیم، غابة النبعة ومنطقة ام الدبس الرملية بالاضافة الى محمیة غزال ريم مشداخ.

وتأتي المبادرة دعما لجهود السید باقر الموسوي في الحفاظ علی محمية غزال ريم مشداخ منذ سنين وسعيه في معالجة الآثار السلبية والحماية البيئية، للوصول إلى بيئة نموذجية ذات استدامة إلى جانب زيادة الوعي والاهتمام بنظافة البيئة والسلوكيات المتعلقة بها.

جدیر بالذکر أن السيد باقر الموسوي45 عاما من اهالي مدينة بستان وهو طالب جامعي في فرع هندسة البيئة  ينشط بمفرده منذ 15 عاما في مجال البيئة وتسعى هذه المجموعة من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية والداعمة لاستدامة البيئة والمحافظة عليها ونشرها، ورفع نسبة الوعي لدى أفراد المجتمع عبر الاهتمام بالبيئة والمنظر العام، علاوة على نشر ثقافة التطوع للحفاظ على البيئة.

غزال ريم مشداخ في أمان المتطوعين

احد أهم اهداف هذه المجموعة هي رقابة غزال ريم مشداخ وإيقاف الصيد الجائر والعشوائي لهذا الغزال المهدد بالانقراض والحيوانات البرية الأخرى لمساعدتها على النجاة.

تم تسجيل هذا النوع من الغزال المسمى «غزال ريم مشداخ» في بنك الجينات العالمي عام ۲۰۱۸؛ اللافت ان الغزال معروف بشكل كبير في ذكريات اهالي المنطقة والشعر والادب العربي ويستخدم في كثير من الأحيان في قصائد الحب، وبصرف النظر عن كونه رمزا للحب، فقد ارتبط الغزال بجمال النساء في الأدب العربي، وكان هذا فيما يتعلق بسمة كونه حيواناً رشيقاً وذو مظهر جذاب يخطف الأنظار من بعيد.

ويعزو ناشطو حماية البيئة أسباب انقراض غزال الريم لتغوّل الصيادين عليها وغياب قوانين رادعة أدت إلى إبادتها عن آخرها في مدة وجيزة.

يعيش في هذه المنطقة مايقارب الـ ۱۰۰ غزال “ريم” الذي يتكاثر في البادية وازدادت أعداده بعدما کانت اقل من ۶۰ عددا في بدایة العام الحالي بحسب ما قال سید باقر الموسوي الناشط البارز في مجال البیئة في مقابلة مع مراسل صحيفة الوفاق.

واضاف الناشط «أسسنا هذه المجموعة التطوعية لتكثيف مراقبة المنطقة، حيث لم يتم تسجيل أي واقعة صيد جائر خلال الاشهر الماضية ما أسفر عن زيادة في أعداد الغزال».

وأضاف موسوي «ان المتطوعين من اهالي المنطقة والذين قدموا من المدن المجاورة يقومون برعاية هذه الحيوانات في المناطق القريبة من الحدود، ويشرفون على حالاتها الصحية ويقدمون لها ما تحتاجه من طعام ومكملات غذائية».

وباستخدام هذه المجموعة من كاميرا مراقبة جوية زادت قدراتهم لحماية الحيوانات المهدده بالانقراض وملاحقة الصيادين في هذه المنطقة بالتنسيق مع الجهات الرسمية.

هذا وشهدت صحراء ام الدبس في الاعوام الماضية عملية رش بولیمر لثبیت الرمال المتحرکه من قبل الحكومة التي واجهت انتقادات كثيرة بسبب تعرض حياة الحيوانات وبالاخص غزال ريم للخطر.

حماية البيئة في هور العظيم

حماية البيئة في مستنقع هور العظیم القريب من مدن الهويزة وبستان من أهم ما تقوم به المجموعة التطوعية المتشكلة من أهالي المنطقة؛ «هور العظيم» أحد أكبر الأهوار في العالم وأحد الثروات الطبيعية وتعني أرض رطبة كبيرة جداً، وتعتبر واحدة من أكبر الأراضي الرطبة في البلاد.

يذكر بأن ثلثي هذه الأراضي الرطبة تقع في الأراضي العراقية وثلثها داخل حدود ايران لكن حجم هذا الثلث ليس صغيراً على الاطلاق وكان حوالي 64 الف هكتار في الماضي. الآن، تبلغ مساحة الأرض الرطبة التي لا تزال بها مياه حوالي 29 ألف هكتار. تُعرف هذه الأرض الرطبة أيضاً باسم  هور الهویزة.

قال ناصر عبيات الخبير في مجال البيئة ومن ابناء هذه المنطقة بأن هور العظيم، يتغذى من السيول والامطار والأنهار الموسمية القادمة من مصدرين رئيسيين في إيران والعراق وهما نهر الكرخة ونهر دجلة.

واضاف عبيات «من واجبنا حمایة حقوق هور العظيم المائية وأيضاً الأسماك والطيور المهددة بالانقراض في هور العظيم الذي تعيش فيه عدة أنواع من الأسماك، مثل الشبوط والبياح والبني ومبروك الحشائش. لكن الحيوان الذي كان دائماً جزءاً من حياة الهور هو الجاموس. مشهد الجواميس وهي تستحم في البحيرة هو مشهد مألوف للسكان المحليين».

وقال الخبير في مجال البيئة «كان هناك العديد من القرى على حافة البحيرة التي دمرت خلال الحرب المفروضة من قبل صدام؛ ایضا جفاف نهر کرخة ادى الى ظروف صعبة في المناطق الحدودية والمحافظة كلها بحيث لعب جفاف قسم من هور العظيم دوراً كبيراً في إنتاج الغبار الناعم (التراب) ».

وأعرب عبیات عن خيبة أمله من بعض المسؤولين المحليين ومن ضمنهم مندوب مدينة دشت آزادكان في  البرلمان بسبب غياب الدعم لنشطاء البيئة، قائلاً «أن هذه الطبيعة تحتاج الی مساعدة المسؤولين لكي نحمي الحیوانات المهددة بالانقراض ونستطيع ان نهيئ الأرضية اللازمة لجلب السياح الی هذه المنطقة ويصبح هور العظيم من أكبر المعالم السياحية في العالم».

علینا حفظ البیئة للاجيال المقبلة

قال علي الباجي الناشط في مجال البيئة ان حماية بيئتنا وإنقاذها من العواقب السيئة السابقة للبشرية هو كل ما يدور حوله الحفاظ على البيئة. ببساطة، إنها عملية الحفاظ على بيئتنا.

واضاف الباجي «لقد وصل عالمنا إلى مثل هذا الموقف حيث يتعين علينا حماية الطبيعة ذاتها التي هي المصدر الأساسي للحياة. بسبب الموارد الطبيعية غير المستدامة، وطمر النفايات وانقراض الحیوانات والعواصف الترابية وما إلى ذلك، فإننا نواجه تدهوراً بيئياً حاداً».

وقال هذا الناشط «إذا استمر هذا الأمر، فقد يؤدي إلى انهيار النظام البيئي في العالم ويؤدي إلى ظروف قاسية يمكن أن تكون مشكلة بالنسبة للبشر للعيش بسهولة. تخيل أن الجيل القادم يكافح من أجل الحصول على هواء نقي يتنفسه والمياه الصالحة للشرب فكرة مخيفة».

هور العظيم له دور فعال بمعيشة السكان المحليين

ويؤدي مستنقع هور العظيم دورا فريدا في النشاطات الاقتصادية والمعيشية لأهالي المناطق المحيطة به، والهور له أهمية فائقة في السيطرة على الغبار المثار في المنطقة وعلى هذا فإن حمايته تكتسي أهمية وافرة.

كما أن هور العظيم يعتبر القلب النابض لحياة الناس وحماية البيئة وتنمية السياحة، إلا أنه خلال هذه الأيام بسبب الجفاف وعدم توفير إمدادات المياه فقد وظيفته الرئيسية إلى حد ما وعلى هذا فالاهتمام بهذا المستنقع يعتبر أمرًا ضروريا.

والمستنقع يمر بأزمة في قضية ملئه بالماء وذلك بسبب عدم وصول المياه إليه والوضع المائي للسدود وفراغ الخزانات حيث يبلغ نسبة ملء الماء فيه 60%.