صرّح سفير جمهورية الإسلامية لدى روسيا، كاظم جلالي، في مقابلة مع وكالة تاس، في إشارة إلى حرب الـ 12 يومًا التي فرضها الكيان الصهيوني على بلادنا وانضمام الولايات المتحدة إليها، قائلاً: لقد عزز هذا العدوان إرادة إيران في رسم مستقبلٍ واعدٍ للبلاد، وفي هذا الاتجاه، ستواصل نخبنا الفكرية والعلمية تمسكها ببرنامجها النووي كحقٍّ لا جدال فيه، قانوني وشرعي.
وأضاف: “للدول الحق في تخصيب واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وفقًا للمعاهدات الدولية، وليس لدينا أي مطالب سوى احترام القانون الدولي”.
وردًا على سؤال حول مدى استمرار وقف إطلاق النار، قال جلالي: “لم نبدأ هذه الحرب، بل فُرضت على بلدنا من خلال الإجراءات العدوانية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة. لا يزال هناك احتمال أن يدخل الكيان الإسرائيلي مرحلة من التطرف في صنع القرار”.
وأضاف السفير الإيراني: “الكيان الإسرائيلي هو من تسبب في الفوضى في المنطقة وحاول عرقلة حوارنا. وكما أشار المسؤولون الروس، لا يزال فريق الحرب نشطًا في المنطقة، لكننا لا نسعى إلى الصراع”.
وفيما يتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، قال: بات واضحًا للجميع أننا لم نغادر طاولة المفاوضات قط، وأننا ما زلنا ملتزمين بالدبلوماسية. وفي هذا السياق، فإن الهجوم على المنشآت النووية السلمية الإيرانية من قِبل الكيان المهيمن (الغرب) بقيادة الولايات المتحدة هو محاولةٌ لإلغاء العقلانية، وإضعاف منطق المفاوضات، وإفراغ الآليات التنظيمية والقانونية من معناها.
وأضاف جلالي: إن الجرائم التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي في المنطقة وفي بلادنا، بما في ذلك اغتيال قادتنا واستشهادهم في منازلهم واستشهاد علمائنا مع عائلاتهم وأطفالهم، وقتل الأبرياء، وقصف النساء الحوامل، قد جعلت الوضع حرجًا؛ واستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة في هذه الظروف يتطلب شرطًا واحدًا: الثقة في عملية الحوار.
وأكد السفير الإيراني أنه لا ينبغي السماح للكيان الإسرائيلي بالهجوم مجددًا في خضم المحادثات، ويجب ألا تشتعل نيران الحرب. لو كانت الولايات المتحدة ملتزمة بالمفاوضات والحوار، لما هاجمت إيران.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت طهران مهتمة بالوساطة الروسية في المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكذلك بمشاركة روسيا في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الهجوم الإسرائيلي، قال: في الوضع الراهن، وفيما يتعلق بمعاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، تتحمل إيران وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، مسؤولية والتزامًا هامين بالحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين ومواجهة الأحادية بشكل مشترك.
وأضاف جلالي: من الطبيعي أن تلعب روسيا، عند الحاجة، دورًا في إعادة إعمار البنية التحتية المدنية المتضررة، كوسيط لإدارة التوترات وتخفيف حدتها.