وأكد سيد محمد أتابك، خلال حفل افتتاح المرحلة الأولى من المحطة الشمسية بقدرة 120 ميغاواطاً، الذي عقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس بحضور رئيس الجمهورية، أن توطين 40% من معدات هذه المحطة يبرهن على القدرات الفنية والهندسية للبلاد في مجال الطاقات المتجددة، مما يمهد الطريق لتخفيض التكاليف وزيادة القدرة التنافسية في المشاريع المماثلة.
وشدد أتابك على الأهمية الاستراتيجية لمشروع محطة “آفتاب شرق” الشمسية، وقال: يشكل افتتاح هذه المحطة خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأمن الطاقة، وخفض التلوث البيئي، وإنشاء البنى التحتية اللازمة لمستقبل أخضر.
وأضاف: تُعتبر محطة “آفتاب شرق” بطاقة نهائية تبلغ 600 ميغاواط، واحدة من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في البلاد، حيث سيتم تنفيذها في مرحلتها النهائية على مساحة تزيد عن 1200 هكتار.
نموذج بارز للتكامل بين الصناعة والبيئة
ووصف وزير الصناعة هذا المشروع بأنه نموذج بارز للتكامل بين الصناعة والبيئة، مؤكداً أن الاستثمار الذي تجاوز 60 مليون يورو في المرحلة الأولى من المحطة من قبل مجموعة فولاد مباركة، لا يعكس فقط الرؤية المستقبلية للصناعات الكبرى في البلاد، بل يثبت أيضاً أن القطاع الخاص يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في تطوير بنى الطاقة النظيفة التحتية.
وأشار إلى أن المشاركة الواسعة للشركات القائمة على المعرفة، والمهندسين الاستشاريين، والمقاولين المحليين في تنفيذ هذا المشروع، ساهمت بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية، في خلق فرص عمل مستدامة في مجال الطاقة الجديدة.
ولفت وزير الصناعة إلى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للمشروع، وقال: محطة “آفتاب شرق”، بالإضافة إلى تلبية جزء من الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد خاصة في القطاع الصناعي، أدت إلى خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في المنطقة، كما ستكون محفزاً للتنمية التحتية والاقتصادية وحتى السياحية في المحافظة المستضيفة للمشروع.
وأضاف: هذا المشروع ليس مجرد محطة لتوليد الكهرباء، بل هو رمز أمل للأجيال القادمة، جيل يسعى للعيش في بيئة أكثر صحة، بهواء أنظف ومصادر طاقة أكثر استدامة.
وأكد أتابك قائلاً: في العام الذي أطلق عليه قائد الثورة الإسلامية اسم “عام الاستثمار في الإنتاج”، فإن تشغيل مثل هذا المشروع يشهد على حركة النظام في طريق تحقيق شعار العام.
وفي ختام كلمته، قدم وزير الصناعة والمناجم والتجارة الشكر لجهود المهندسين والعمال والمديرين والمقاولين في المشروع، قائلاً: ما كان لتنفيذ هذا المشروع الضخم بنجاح أن يتحقق دون التآزر والتعاون بين مختلف المؤسسات والمشاركة الكاملة للقطاع الخاص، حيث أدت مجموعة فولاد مباركة وشركات الهندسة الفنية والمقاولين التنفيذيين والهيئات الرقابية كل منها دورها على أكمل وجه في هذا المشروع الوطني.
يشار إلى أنه يتم تنفيذ مشروع محطة “آفتاب شرق” الشمسية على مساحة 1200 هكتار وبطاقة نهائية تبلغ 600 ميغاواط موزعة على خمسة مناطق سعة كل منها 120 ميغاواط. شملت أعمال الإنشاء للمرحلة الأولى (120 ميغاواطاً) أرقاماً قياسية تشمل تركيب وتشغيل 11 وحدة MVTS خلال 15 يوماً فقط من وصولها للموقع، تركيب 60 ميغاواطاً من الهياكل والألواح خلال شهرين، تحقيق رقم قياسي في دق 693 أساساً في يوم واحد، تركيب 63 منصة (4/3 ميغاواط) في يوم، وتركيب 3876 لوحاً شمسياً (7/2 ميغاواط) في يوم واحد.
وبدأت مجموعة فولاد مباركة تنفيذ هذا المشروع عام 1402 بهدف توفير جزء من احتياجاتها الكهربائية وتخفيف الضغط على الشبكة الوطنية. تم تصميم المحطة في منطقة ذات إشعاع شمسي عالٍ مع التركيز على الاستفادة من الكفاءات المحلية في التصميم والبناء. عند اكتمال جميع المراحل، ستكون “آفتاب شرق” من أكبر محطات الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط.
حرب الـ12 يوماً عززت مكانة إيران والإيرانيين
وفي كلمته خلال الاجتماع التخصصي مع الناشطين الاقتصاديين في محافظة أصفهان (وسط البلاد)، أكد وزير الصناعة أن حرب الـ12 يوماً عززت مكانة إيران والإيرانيين في العالم أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف أتابك، الخميس الماضي، خلال الاجتماع الذي عقد بمناسبة أيام عاشوراء وذكرى شهداء الحرب مع الكيان الصهيوني: على الرغم من فقداننا عدداً من القادة والعلماء والمواطنين خلال هذه الحرب، إلا أنها ساهمت في تعزيز هيبة إيران وشعبها على المستوى الدولي، وهذا الفضل يعود لدماء شهدائنا الأبرار.
وأشار إلى أن التلاحم الوطني والقرارات الحكيمة والصحيحة في توقيتها التي اتخذتها القيادة العامة للقوات المسلحة، مكنت البلاد من تجاوز ظروف الحرب بنجاح، مؤكداً أن هذه الأحداث أثبتت مرة أخرى عزم الشعب الإيراني وصموده في مواجهة التحديات.
وأضاف: لقد كان التلاحم الشعبي والقرارات الحكيمة والدقيقة وفي توقيت المناسب التي اتخذها القائد العام للقوات المسلحة هي التي مكّنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الرد على العدو في أقل من 24 ساعة، ليفهم العدو أنه أخطأ في حساباته.
وتابع وزير الصناعة قائلاً: كل طلب تقدمت به الصناعات الغذائية خلال هذه الأيام الـ12 وحتى الآن، تمت الاستجابة له خارج الدور وبشكل استثنائي من قبل وزارة الصناعة والمناجم والتجارة، وهذه الإجراءات يجب أن تُحسب لصالح الشعب، ولصالح القادة الذين لم يعودوا بيننا اليوم، ولصالح القائد العام للقوات المسلحة سماحة قائد الثورة الإسلامية.
إجراءات إستثنائية
وأكد أن هذه الإجراءات الاستثنائية تعكس حرص الحكومة على ضمان استمرارية سلاسل الإمداد الغذائي وتأمين احتياجات المواطنين في جميع الظروف، خاصة في أوقات الأزمات. وصرح: إيماني الشخصي أن على الحكومة أن تسلم الاقتصاد للقطاع الخاص وتتجنب التدخل المباشر، مكتفية بوضع السياسات العامة.
وفي السنوات الأخيرة، تحركت جميع الحكومات في هذا الاتجاه، وعلى سبيل المثال لم يتبق للحكومة سوى حوالي 16% من أسهم شركة فولاد مباركة، وهي تسارع في خصخصة الشركات المملوكة لها؛ لكن هذا التحول لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة.
وأضاف: الحكومة تؤمن بأن السياسات النقدية لا ينبغي أن تعيق الصناعة والسياسات التجارية؛ لكن يجب الاعتراف بأن لدينا قيوداً على العملة الصعبة مما يستوجب تحديد أولويات في تخصيصها.
وتابع وزير الصناعة قائلاً: وزارتنا تعتقد أن على البنك المركزي أن يتابع حجم الصادرات دون التدخل في تخصيص العملة. ومع ذلك، قدم البنك المركزي في هذه الفترة دعماً جيداً للصناعات من خلال توجيه التعليمات للبنوك بخصوص منح التسهيلات الائتمانية.