ونقل الكاتب أندريا أومبريلو عن والدة إدري قولها إن ابنها كان يتعذب داخليًا بعد خدمته العسكرية، محاطًا بمشاهد الحرب والدماء والروائح التي لم تفارقه، وإنه طالب بالعلاج النفسي نتيجة اضطرابات في النوم وذكريات متكررة من الجبهات، لكن الرد الرسمي كان أن عليه الانتظار لفترة طويلة.
وفي إحدى رسائله، كتب: “عقلي ينهار. أصبحت خطرًا على من حولي. أشعر أني قنبلة موقوتة”.
وتحدّث التقرير عن رفض وزارة الحرب منح الجندي المنتحر “الشرف” العسكري بسبب ما وصفه بـ”البيروقراطية العسكرية” التي لا تعترف بالمنتحرين بعد انتهاء الخدمة كمقاتلين سقطوا في المعركة.
وفي سياق متصل، أورد التقرير معطيات نقلًا عن موقع والا العبري، تشير إلى أن عدد حالات انتحار جنود الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة بلغ 43، جميعها مرتبطة بشكل مباشر بما وصفته التقارير بـ”الأعراض القتالية”.
وبيّن التقرير أن هذه الأرقام تأتي ضمن زيادة واضحة في أعداد المنتحرين في السنوات الأخيرة، حيث سجل جيش الاحتلال 38 حالة انتحار بين عامي 2023 و2024، مقارنة بـ14 حالة في 2022، و11 حالة فقط في 2021. ومن بين الحالات الجديدة، 28 وقعت بعد انطلاق العدوان على غزة.
كما أشار إلى أن الجيش يعاني من موجة اضطرابات نفسية في صفوف جنوده، حيث يخضع 1600 جندي حاليًا للعلاج من اضطراب ما بعد الصدمة الحاد، ويُقدّر أن 75% من الجنود الذين خدموا في العدوان على غزة بحاجة إلى دعم نفسي طويل الأمد.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن منظمات مثل “كسر الصمت”، والتي تضم محاربين سابقين من جيش الاحتلال، توثّق منذ سنوات تقاعس المؤسسة العسكرية في كيان العدو عن تقديم الدعم النفسي اللازم لجنودها بعد انتهاء الخدمة، في بيئة يتمّ تقديس صورة الجندي القوي الذي لا ينهار.