آلاف المغاربة يجددون رفضهم للتطبيع ودعمهم لغزة

تحت شعار "وما النصر إلا من عند الله"، واصل المغاربة حراكهم الداعم لغزة والمندد بالتطبيع، وذلك خلال وقفات احتجاجية نُظمت في 58 مدينة مغربية، للأسبوع الرابع والثمانين.

وقد جاءت هذه الفعاليات بتنظيم من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، حيث عبّر المشاركون خلالها عن تنديدهم بالمخططات الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني، وإدانتهم لاستمرار حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب المجازر المستمرة بحق سكان الضفة الغربية، وما يرافقها من توسيع لعمليات الاستيطان والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك.

 

كما دعا المشاركون الدولة المغربية إلى التراجع عن اتفاقيات التطبيع المشؤومة مع “القتلة والمجرمين”.

 

لا للتطبيع الصهيوني

 

وفي سوس العالمة، ندّد المتظاهرون بمجازر الإبادة الصهيونية المستمرة بحق المدنيين في “غزة العزة”، وبسياسة التجويع الممنهجة التي يمارسها الكيان المحتل، وما يصاحب ذلك من تقتيل أثناء توزيع المساعدات، أو ما بات يُعرف بـ”مصائد الموت”.

 

ولم يختلف المشهد في فاس عن باقي مدن المملكة، حيث كانت الوقفة الأسبوعية بمثابة رسالة من سكان فاس إلى غزة، بأنهم ضد التطبيع المشؤوم.

 

وفي مدينة سيدي عثمان بالدار البيضاء، خرج المغربيون في وقفة احتجاجية مسجدية تضامنية مع غزة وفلسطين، حيث رُفعت شعارات قوية تعبّر عن التضامن اللامشروط مع الشعب الفلسطيني. كما رفع المشاركون أكفّ الدعاء إلى المولى عز وجل بالنصر والتمكين للمناضلين والمناضلات في غزة وفلسطين، وبالانتقام من الصهاينة المعتدين.

 

دعم إنساني وطبي

 

ولم يقتصر الدعم المغربي لغزة على الفعاليات والمظاهرات الأسبوعية، بل تجاوزه إلى الجانب الميداني داخل غزة. إذ انخرطت التنسيقية المغربية لأطباء من أجل فلسطين في العمل التطوعي لمداواة جراح الفلسطينيين، وتقديم مختلف الخدمات الطبية والصحية لهم.

 

وقال الدكتور الجراح أنس شبعتا، العائد من غزة، في تصريح إعلامي: “قضيت أسبوعين في غزة أؤدي واجبي الإنساني والديني في دعم الشعب الفلسطيني الصامد. نحمد الله أنه وفقنا لدخول الأراضي المقدسة التي نلمس قدسيتها عندما تطأ أقدامنا هذا المكان”. وأضاف “هذا تكليف وبداية، لأنه لا بد أن نداوي جراح إخوتنا في غزة، وأن نقف معهم في هذه المحنة. من الضروري أن يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم. نحن فخورون لأننا تمكنا من إدخال بعض البهجة إلى قلوب إخواننا بهذه المبادرة الطبية الإنسانية”.

 

من جهته، صرّح البروفيسور أحمد بلحوس، المنسق الوطني للتنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، بأن “التنسيقية ما تزال تضم المئات من المتطوعين في مختلف التخصصات الطبية والصيدلانية والتمريضية، وهي مستمرة في الدعم وتنظيم الأنشطة التضامنية مع الإخوة في غزة والضفة وسائر فلسطين، خاصةً لمؤازرة جهود مهنيّي الصحة في فلسطين الذين يعانون من التقتيل والتشريد والتهجير”.

 

عبير قاسم

 

 

المصدر: العهد