وأجرى وزير الخارجية مباحثات هامة شملت الملفات الثنائية، ومنها السياسية والأمنية والاقتصادية، وكذلك ملفات إقليمية وملف اغتيال الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما الشهداء.
وخلال هذه الزيارة، التقى أميرعبداللهيان، الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد في بغداد الأربعاء، وأجرى معه محادثات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
*العلاقة الوثيقة والعميقة بين البلدين
وأكد وزير الخارجية، في هذا اللقاء، على لزوم تعزيز العلاقات الثنائية بين ايران والعراق، معتبراً ان العلاقات بين البلدين ليست حصراً بالحكومتين، وان العلاقة الوثيقة والعميقة بينهما هي وجه من وجوه العلاقة بين الشعبين. كما شكل موضوع الطلب المصرفي الايراني وأمن الحدود ونشاط الشركات الايرانية وتعزيل مجرى نهر “أروند رود” المحاور الأخرى في هذا اللقاء.
من جانبه، قدّم الرئيس العراقي الشكر للدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي إليه، ووصف العلاقات بين البلدين بأنها علاقات شاملة وعميقة، مؤكداً عزم بلاده على التطوير الشامل للعلاقات الثنائية.
*لقاء مع السوداني
كما التقى وزیر الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ظهر الأربعاء، رئيس الوزراء العراقي محمد شیاع السوداني، وبحث معه آخر التطورات في المنطقة والعالم، علاوة على تعزيز العلاقات الثنائية المتنامية بشكل مضطرد بين طهران وبغداد.
كما تمحورت مباحثات وزير الخارجية الايراني مع رئيس الوزراء العراقي حول الطلب المصرفي الايراني من العراق وضرورة ممارسة بغداد سيادتها الكاملة في الحفاظ على أمن الحدود ومواجهة أي نوع من التحركات والأنشطة المشبوهة التي قد تشكّل تهديداً لأمن ايران، كما بحث أمير عبداللهيان مع السوداني ملف تعزيز خطوط المواصلات والترانزيت بين البلدين، وعقد الجولة القادمة من اجتماع اللجنة العليا المشتركة والانتهاء من وثيقة التعاون الشامل بين البلدين.
وتقديراً للدور الدائم لايران في دعم العراق، أكد رئيس الوزراء العراقي استعداد بلاده لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارته لإيران، وقال: إن العراق مستمر في لعب دوره في إرساء السلام في المنطقة والمساعدة في تعزيز عنصر الحوار في التطورات الإقليمية.
كما إلتقى حسين أمير عبداللهيان، رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، وبحث معه القضايا ذات الإهتمام المشترك.
*جولة مباحثات مع وزير الخارجية العراقي
كما التقى وزير الخارجية الايراني مع نظيره العراقي فؤاد حسين، وأجرى معه جولة من المباحثات. وأكد أميرعبداللهيان ان الجمهورية الإسلامية الايرانية ترحب بالطرق الدبلوماسية والحوار في حسم الملف النووي، لافتاً الى أننا نتطلع الى التوصل الى اتفاق بصيغة قوية ومستقرة ونأمل في إتمام المحادثات التي بدأت في فيينا.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد يوم الأربعاء، قال أمير عبداللهيان: نأمل في إتمام المحادثات التي بدأت في فيينا ومستعدون لاتخاذ خطوات بناءة على أساس المفاوضات السابقة ومراعاة خطوطنا الحمراء؛ لكن المسؤولين الأميركيين يطلقون تصريحات متناقضة.
*مفاوضات فيينا
وأكمل أميرعبداللهيان موضحاً: الحكومة الإيرانية تبذل منذ شهور جهوداً لإبرام اتفاق بصيغة قوية ومستقرة، ونأمل في إتمام المحادثات التي بدأت في فيينا، لافتاً الى أنه إذا اختار الجانب الأمريكي مساراً آخر، فنحن مستعدون لتنفيذ خطتنا البديلة. وتابع: في هذا الإطار سيزور مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران، ونأمل أن يتوصل “رافائيل غروسي” الى اتفاق مع زملائنا في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ويعالج القضية بعيداً عن الإثارة السياسية.
وأكد وزير الخارجية: أن إيران لم تسع قط لامتلاك أسلحة نووية وقنابل ذرية، وهناك فتوى لقائد الثورة الإمام الخامنئي تحرم استخدام الأسلحة النووية.
وفي جانب آخر من تصريحاته، قال أمير عبداللهيان: إننا ندعم عراقاً واحداً ومستقلاً وقوياً وندعم قرار العراقيين في تقرير المصير ونرحب بقرار البرلمان العراقي بشأن خروج القوات الأجنبية من العراق.
*العلاقات بين البلدين إستراتيجية
وقال وزير الخارجية: في ظل العلاقات الاستراتيجية بين إيران والعراق نحن شعب واحد في جغرافيتين مستقلتين، معرباً عن شكره لجهود المسؤولين العراقيين في توسيع الحوار الاقليمي وتعزيزه. وأضاف: مستمرون في جهودنا لتطوير العلاقات مع العراق. وأكد أن إيران داعمة لتعزيز أمن العراق وسيادته وفي مواجهته للارهابيين، لافتاً الى أن بغداد اتخذت إجراءات مهمة لمنع استخدام أراضيها من قبل الارهابيين.
وقال أميرعبداللهيان بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي بين طهران وبغداد في مجال الترانزيت والسياحة الدينية: ان استكمال خط سكة حديد البصرة – شلمجة –كرمانشاه، وخسروي- منذرية – بغداد على جدول أعمال الجانبين. وأضاف: نؤكد على ضرورة العبور الداخلي لنقل البضائع بين المحافظات البلدين، ونرى ذلك ضرورياً تماشياً مع تطوير التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وقال أميرعبداللهيان: كما أن مختلف الشركات الإيرانية الكبيرة في مجال الخدمات الهندسية مستعدة لتعزيز التعاون من أجل تنفيذ مشاريع البنية التحتية في العراق.
* الوساطة العراقية
وبشأن الوساطة العراقية في العلاقات بين إيران والدول العربية، قال: إننا نقدر جهود وزير الخارجية العراقي ومسؤولي الحكومة العراقية فيما يتعلق بالمحادثات بين إيران والسعودية في بغداد، كما نشكر جهود السلطات العراقية لتعزيز الحوار والتعاون بين مصر وايران. وأضاف: نرحب بعودة العلاقات بين إيران والسعودية وإيران ومصر في إطار تعزيز التعاون مع دول المنطقة، ونقدر جهود السيد فؤاد حسين في تقريب وجهات نظر كلا الجانبين.
وأوضح ان تنفيذ اتفاقية الحدود وحسن الجوار بين العراق وايران المؤرخة في 13 حزيران 1975 والبروتوكولات والاتفاقيات الملحقة بها وإعادة قناة الملاحة الرئيسية (التالوك) كان من محاور محادثاتنا اليوم مع الجانب العراقي في اللجنة المشتركة.
*إجراءات عراقية لحماية الحدود مع ايران
من جانبه، أعلن وزير الخارجية العراقي أن بلاده اتخذت إجراءات لحمایة حدودها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكد على أن الدستور العراقي لا يسمح بشن هجمات على دول الجوار من أراضيها.
وقال فؤاد حسين في المؤتمر الصحفي المشترك مع أميرعبداللهيان: بحثنا بعض القضايا المهمة والمشتركة بين البلدين. وأضاف: الوضع الأمني والحدودي جزء من محادثاتنا وأن الحكومة العراقية اتخذت إجراءات لحماية حدودها مع إيران. وتابع: إن دستور العراق لا يسمح بمهاجمة دول الجوار من أراضي هذا البلد.
*صيغة دفع ديون بغداد لطهران
وأضاف فؤاد حسين: إننا تناولنا صيغة دفع ديون بغداد لطهران في مجال مشتريات الغاز منها. وتابع إن خلال جولته إلى واشنطن تشاور بشأن إيفاء ديون بلاده لإيران. كما قال فؤاد حسين: تم اتخاذ خطوات في قضية خط السكة الحديد مع إيران. وأضاف إنه أجرى محادثات مع وزير الخارجية الايراني حول قضايا إقليمية ودولية وحول نتائج زيارته إلى واشنطن ذات الصلة بإيران. وتابع وزير الخارجية العراقي بأن التفاهم بين إيران وأمريكا مهم للعراق.
