في الأثناء، أفادت وسائل إعلام بمقتل جنديين صهيونيين على الأقل من جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع على قوة لجيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة. في حين توقّع خبراء في الشؤون العسكرية أن تحاول حركة حماس في الأيام القريبة القادمة تكثيف محاولات أسر جنود صهاينة، على خلفية اقتراب جيش الاحتلال من مراكز المدن الفلسطينية في قطاع غزّة وبقاء الجنود في المواقع التي دخلوها.
من جهته، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): لن يهنأ مجرمي الحرب بعيشٍ في أرض فلسطين بعد أن خطّ الشهيد القائد محمد الضيف وإخوانه بدمهم الفصل الأخير في سِفْر تحرير فلسطين. بدورها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” أنه تم تشخيص إصابة أكثر من 5800 طفل بسوء التغذية في غزة، فقط خلال يونيو/ حزيران الماضي.
*تواصل العدوان على قطاع غزة
استشهد 19 فلسطينياً على الأقل منذ فجر الاثنين، في سلسلة من الغارات الجوية المعادية التي طالت مناطق متعددة من قطاع غزة، في تصعيد جديد من قبل جيش الاحتلال الصهيوني شمل استهداف مخيمات نازحين وسيارات توزيع مياه ومواقع مدنية مكتظة، بحسب مصادر طبية في القطاع.
وأكدت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي استشهاد 5 مواطنين نتيجة قصف صهيوني طال مجموعة من المدنيين في منطقة الصفطاوي بشمال مدينة غزة. كما أفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد 3 أشخاص، بينهم امرأة، في قصف قرب الكلية الجامعية جنوب المدينة.
بدوره، أعلن مستشفى المعمداني عن استشهاد فلسطيني في قصف بحي الشجاعية صباح الإثنين، بينما تم لاحقا انتشال جثماني شهيدين آخرين من شارع مشتهى بعد 5 أيام من تعرض الحي للقصف، ليرتفع عدد الشهداء هناك إلى 3.
أما في جنوب القطاع، فقد أعلن مدير المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص عن سقوط 4 شهداء في قصف نفذته مروحيات أباتشي قرب مستشفى ناصر في خان يونس.
وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 4 فلسطينيين آخرين في قصف بطائرات مسيرة استهدف مناطق في وسط وشرق المدينة.
*استهداف منتظري المساعدات
وفي رفح، استشهد فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال أثناء انتظارهما الحصول على مساعدات إنسانية في منطقة الشاكوش غرب المدينة، في مشهد تكرر مرارا في الأسابيع الأخيرة.
وفي وسط القطاع، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في غارة صهيونية على صهريج لتوزيع المياه في مخيم النصيرات، وفق مصادر في مستشفى العودة.
في السياق أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة الاثنين أن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت 112 مجزرة مروعة بحق الفلسطينيين خلال محاولاتهم تعبئة المياه. وأوضح المكتب أن هذه المجازر أسفرت عن استشهاد أكثر من 700 مدني، أغلبيتهم أطفال.
كذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت 360 شخصا من الكوادر الطبية منذ بداية الحرب، في إطار ما وصفته بـ”استهداف منهجي للقطاع الصحي الفلسطيني”.
*كارثة جديدة للعدو الصهيوني
أفادت وسائل إعلام صهيونية، الاثنين، بمقتل جنديين صهيونيين على الأقل، وإصابة جنديَين آخرَين إصابة خطرة من جراء استهداف آلية صهيونية بصاروخ مضاد للدروع في قطاع غزة، وأكدت أن تفعيل بروتوكول هانيبال خشية وقوع أحد الجنود في الأسر.
وأقرت بأن “جيش” الاحتلال يواجه “كارثة جديدة” في قطاع غزة، في ظل ما وصفته بـ”قتال صعب ومعقد” يدور منذ ساعات في مناطق عدة، وخصوصاً في الجهة الشرقية من مدينة غزة.
كذلك ذكرت أن طائرات الاحتلال، نفذت عملية إجلاء لجنود من داخل القطاع، ونقلتهم إلى مستشفى عسكري وسط الأراضي المحتلة.
وقد أتى ذلك، وسط تواتر الأنباء عن خسائر صهيونية محتملة، خلال اشتباكات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية في حي التفاح وجباليا البلد، حيث جرى استخدام قنابل دخانية ووقع قصف مدفعي مكثف لتأمين عملية إجلاء جوية، نفذتها مروحيات صهيونية من داخل القطاع.
وفي وقت سابق، أقرّ “جيش” الاحتلال الصهيوني بمقتل ضابط برتبة نقيب من وحدة استطلاع “غولاني” في معركة جنوب قطاع غزة.
*العدو يتوقّع أسر حماس لجنوده
من جانب آخر، نقلت صحيفة صهيونية عن مصدر أمني صهيوني رفيع قوله إن “حماس انتقلت إلى أسلوب عمل يتسم بالتضحية، وجرأة أكبر، واحتكاك مباشر”.
ولفتت الصحيفة إلى أن المعنيين في جيش الاحتلال يفسرون هذا الأمر باختلاف نمط عمل الجيش مقارنة بالماضي، حيث لم يعد ينفذ اقتحامات موضعية ومحدودة زمنيًا، بل يبقى في مراكز المدن، ويحاصر فعليًا مراكز الأعصاب التابعة لحماس، حسب قولها، مردفةً: “وقد رأينا دليلًا على ذلك الأسبوع الماضي في خان يونس، حيث خرج فلسطينيون من تحت الأرض، هاجموا قوة من جيش الاحتلال، وحاولوا “اختطاف” الرقيب أول (احتياط) أبراهام أزولاي، الذي كان مشغّل الجرافة العسكرية”.
ورأت الصحيفة أنه “على ضوء التقدير بأن محاولات “الاختطاف” ستزداد، يجب على القوات في الميدان أن تكون يقظة لهذا التهديد، رغم أنه من المرجح أن تحاول حماس تحديد نقاط الضعف لدى هذه القوات”، على حد تعبيرها.
* عام على استشهاد القائد “محمد الضيف”
في سياق آخر قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) “عامٌ على رحيل شهيد الأمة الكبير القائد محمد الضيف، الذي قاد مع إخوانه طوفان الأقصى، موجّهين للعدو الصهيوني أقسى ضربةٍ في تاريخه؛ أدت إلى إسقاط الردع الصهيوني إلى الأبد، وتوحيد طاقات الأمة وتوجيه بوصلتها نحو فلسطين، وإعادة قضية فلسطين إلى الصدارة من جديد”.
وأضاف:” لا يزال إخوان الضيف وأبناؤه ومحبوه في كل بقاع العالم يواصلون طريقه، ويكبّدون الاحتلال كل يومٍ مزيدًاً من الخسائر الاستراتيجية، وسيبقى طيفه كابوسًا يؤرق مجرمي الحرب واللصوص؛ الذين لن يهنأوا بعيشٍ في أرض فلسطين بعد أن خطّ الضيف وإخوانه بدمهم الفصل الأخير في سِفْر تحرير فلسطين”.
*عمليات هدم في بيت لحم
بالتزامن شرعت قوات الاحتلال الصهيوني، الإثنين، بتنفيذ سلسلة من عمليات الهدم في محافظة بيت لحم، طالت منازل ومنشآت مدنية وزراعية، وسط انتشار عسكري كثيف ومنعٍ لتحركات الأهالي.
وفي تطور خطير آخر، حاول مستوطنون إحراق منزل في برية كيسان شرق بيت لحم، في إطار اعتداءات ممنهجة تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وتحذر المؤسسات الحقوقية من أن هذه السياسات تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني، وفرض وقائع استيطانية على الأرض، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.