وفي اجتماع مع مديري مؤسسات سلسلة توزيع السلع الأساسية، أشار النائب الاول لرئيس الجمهورية “محمد رضا عارف”، إلى أنه تم خوض حرب مع الأعداء في ميادين مختلفة خلال حرب الأيام الاثني عشر، قائلا: إن انتصارات وإنجازات البلاد على الجبهتين الاقتصادية والاجتماعية لم تكن أقل شانا من تلك على الجبهتين الدفاعية والعسكرية.
وأضاف: دخل الأعداء الحرب مع إيران بنية توجيه ضربات فعالة للقطاع العسكري في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني من الحرب، وبالتعاون مع الشعب، كانوا يأملون في إنهاء عمل الحكومة، ولكن الجبهة الشعبية كانت ناجحة ومنسجمة للغاية، ولم يسمع من الشعب سوى صوت إيران والوطن.
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية أن إنجازات قادة الجبهة الاقتصادية في حرب الأيام الاثني عشر كانت ممتازة، وأنهم دعموا الجبهات الأخرى، موضحا أن الحفاظ على رأس المال الاجتماعي كان نتيجة لجهود المؤسسات الإنتاجية وسلسلة توزيع السلع الأساسية، حيث حصل الناس على السلع الضرورية بهدوء، ولم نشهد أي هجوم على أي متجر أو محل تجاري، وذلك بفضل الجهود الليلية والنهارية للجبهة الاقتصادية لتوفير السلع مع إعطاء الأولوية للناس.
هدوء الجبهة الاجتماعية بفضل جهود قادة الجبهة الاقتصادية
وأكد نائب الرئيس الأول أن الهدوء الذي ساد الجبهة الاجتماعية كان بفضل الجهود التي بذلها قادة الجبهة الاقتصادية خلال حرب الأيام الاثني عشر، وأن هذه الجهود لن تخفى عن أعين الحكومة والسلطة.
وأشار عارف إلى ازدياد حركة الناس وارتفاع نسبة استضافة الزوار في بعض المدن خلال حرب الأيام الاثني عشر، مضيفا: عملت المتاجر والتجار دون أي مشاكل، وكانت رفوف المتاجر مليئة بالبضائع، وكنتم أنتم السند وراء هذا الامتلاء. وقد تألق جميع الأعزاء في هذه الجبهة الاقتصادية، والنقابات، وخاصة الشركات الكبرى وسلاسل التوزيع ذات السمعة الطيبة، في حرب الأيام الاثني عشر.
وسلط نائب الرئيس الأول الضوء على أهمية جبهتي الدفاع المدني السلبي والاقتصاد المقاوم، موضحا أن الاقتصاد المقاوم يمثل القضية الأساسية للبلاد والنظام، حيث يسعون لتحقيق استقرار اقتصادي جيد للبلاد. لكنه نوه إلى أنه بسبب القيود، خاصة في قطاع الموارد، قد يكون الاستقرار في هذه الجبهة عرضة للخطر، وقد يتمكن الأعداء من إثارة المشاكل عبر الشائعات والمكائد. وأشاد بأداء الشركات الإنتاجية والتوزيعية الكبرى في هذا الصدد، مهنئا هذا القطاع كمواطن.
وأفاد عارف بأن التجار، ومنذ القدم، كانوا شريحة متدينة ومؤمنة ولطالما شكلوا ملجأ للناس، حيث كانوا يلجأون إليهم وإلى أصحاب المحلات في أوقات الشدائد، وأن هذه السمة يجب أن تستمر في الفترة الحالية. وقال: إنها توسعت هذه الثقافة أيضا في شبكات التوزيع التي خفضت الأسعار طواعية، وباعت السلع بسعر التكلفة، أو وزعتها مجانا في المناطق المحرومة، وهذا أمر قيم ومصدر فخر للبلاد والنظام.
وأكد نائب الرئيس الأول أن شركات سلسلة التوزيع قامت بواجبها الوطني على أكمل وجه، بالإضافة إلى مهامها الاقتصادية. وأوضح أن “هدف أي شركة تعاونية أو مؤسسة اقتصادية هو تحقيق الربح إلى جانب العمل المشروع والصحيح. ولكن، ابعد من ذلك، فالواجبات الوطنية متوقعة من القطاع الصناعي، مثل تغيير خط الإنتاج في وقت الحرب. وقد حدث هذا خلال فترة تفشي فيروس كورونا؛ ففي الأيام الأولى عندما واجهنا نقصا في الأقنعة، تحولنا إلى مصدّر للأقنعة بفضل تغيير خطوط إنتاج الوحدات الصناعية.
وشدد على أن الحكومة لم تكن قلقة بشأن القطاع الصناعي خلال حرب الأيام الاثني عشر، وأنه كان لدى هذا القطاع الاستعداد لتغيير خط الإنتاج إذا لزم الأمر.مضيفا ان الشركات الإنتاجية والتوزيعية الكبرى تحركت في مسار توفير السلع المعيشية والاحتياجات اليومية للناس، وأصبح هذا القطاع هو الفائز في الجبهة الاقتصادية.
لا ثقة في الطرف الآخر خلال الهدنة
وصرح النائب الأول لرئيس الجمهورية أنه في وضع وقف إطلاق نار، وليس لدينا أي ثقة في الطرف الآخر على الإطلاق، لأن طبيعة هذا الكيان الخبيث وداعميه الغربيين هي أن لا ثقة فيهم. وأضاف: كانت المحافظة على هدوء الناس وتعزيزه هي الاستراتيجية الحكومية للعام الماضي، وبسبب التوقعات في بداية تشكيل الحكومة الرابعة عشرة، قمنا بوضع خطة اقتصاد الحرب التي شكلت أساس إدارة البلاد في حرب الأيام الاثني عشر.
وشدد عارف على ضرورة التوجه نحو المفاوضات باستراتيجية العزة والحكمة والمصلحة، وأن الحكومة كانت دائما المبادرة للمفاوضات لأن لديها المنطق والمبادئ، ولكن يجب أن تكون ايضا على اتم الاستعداد دائما.
وأكد على أنه لنجاح المقاتلين في الجبهة الدفاعية، يجب أن تكون الميادين الاجتماعية والاقتصادية الأخرى داعمة. ودعا قادة الجبهة الاقتصادية إلى تحويل هذه الاستعدادات إلى استعدادات متأصلة، بأي آلية وبمساعدة وتعاون من المؤسسات ذات الصلة.
وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى اجتماع الحكومة الذي عقد في اليوم الأول من حرب الأيام الاثني عشر، مضيفا: “كانت الحكومة قلقة بشأن الموانئ وحتى البضائع التي لم يتم تسجيل طلبياتها.
وأوضح انه بعد صدور أمر بإخلاء الموانئ، تضاعف حجم البضائع المفرغة مقارنة بالأيام التي سبقت الحرب المفروضة. وحتى سائقو الشاحنات الذين كانت لديهم طلبات ومشاكل واعتراضات قبل بدء الحرب، وضعوا المسائل جانبًا ولم يسعوا حتى وراء فواتير الشحن أو أجورهم، وهذا يدل على قدرة الشعب الإيراني.
وأكد على أنه نظرًا للتجربة الناجحة لقطاع إنتاج وتوزيع السلع الأساسية في البلاد، يجب أن تكون الجبهة الاقتصادية مضمونة. وتابع: القطاع الخاص لديه مطالبات مالية من الحكومة فيما يتعلق بالسلع الأساسية، ولكن في حرب الأيام الاثني عشر، تحملتم بصبر. وعلى وزارة الزراعة، بالتعاون مع القطاعات الأخرى، تقليل حجم ديون موردي السلع الأساسية.
وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية: لم يلتفت القطاع الخاص وإنتاج وتوزيع السلع الأساسية واحتياجات الناس خلال حرب الأيام الاثني عشر إلى مستحقاتهم من الحكومة . ووفقا لتقرير مقر تنظيم السوق، استجابوا لطلبات الحكومة بشكل إيجابي، بغض النظر عن المطالبات ودون المرور بالإجراءات القانونية.
وشدد عارف على ضرورة أن يكون لدى الجميع ثقة تامة في الظروف الحرجة. وتابع: تعتبر الحكومة القطاع الخاص هو المالك الرئيسي للأمور، وتتجه نظرة الحكومة نحو تفويض الأمور قدر الإمكان للقطاع الخاص وكذلك للمحافظات. ونحن نسعى إلى إدارة واسعة وشاملة بقيادة موحدة، ويجب أن تتشكل القرارات المستقلة بما يتناسب مع مسؤولية مجال العمل.
وشدد النائب الأول لرئيس الجمهورية على أهمية وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتخزين وإنتاج السلع الأساسية واحتياجات الناس، قائلا: يجب علينا اتباع آلية للتركيز على الاحتياجات وكيفية الإنتاج.
كما اكد النائب الأول لرئيس الجمهورية، على ضرورة اثبات ،بالتوازي مع المفاوضات، أن التعاملات السياسية والسلوك الغربي في المفاوضات النووية كان مجرد لعبة سياسية، قائلا: إننا نستخدم التقنيات من أجل راحة الناس وحياة أفضل، ولا نسعى وراء تطبيقات غير أخلاقية أو تسلطية في الاستفادة من هذه التقنيات.