"معاريف":

الجيش “الإسرائيلي” يغرق في وحل غزّة ودم جنوده بات بلا قيمة

رأى المراسل العسكري لصحيفة "معاريف الإسرائيلية" آفي أشكنازي أن "القاسم المشترك بين زعماء الأحزاب الحريدية، ورؤساء الجامعات، ورؤساء الاقتصاد "الإسرائيلي" أن جميعهم يضربون عرض الحائط بجنود الجيش "الإسرائيلي"، سواء في الخدمة النظامية، أو الاحتياط، أو الخدمة الدائمة".

 

وقال: “في الساعة الواحدة من بعد ظهر أمس الاثنين (14 تموز 2025)، أُصيبت دبابة من كتيبة 52 التابعة للواء المدرعات 401 أثناء هجوم في بلدة جباليا شمال قطاع غزّة، وقُتل ثلاثة جنود، فيما أصيب جندي رابع بجروح خطيرة، واستغرقت عملية إنقاذهم وقتًا طويلًا وسط إطلاق كثيف للنار لتأمين الإخلاء”، لافتًا إلى أن “دبابة ميركافا 4، التي تُعتبر من بين الأفضل والأكثر تحصينًا في العالم، تضررت بشدة، وحتّى صباح اليوم لم يتمكّن الجيش من تحديد سبب الضرر: هل كان صاروخًا أم عبوة ناسفة من الأسفل؟”.

 

وأكد أن “القتال في غزّة مستمر منذ نحو عامين، إذ قتل 893 جنديًا وجندية في حرب لا تنتهي ولم يعد لها أي هدف مُعلن، في حين يغرق الجيش “الإسرائيلي” في وحل غزّة، وقيادة الجيش تخشى مواجهة المستوى السياسي وعرض الحقائق عليه، بينما يقول المعنيون في الجيش “الإسرائيلي” إن على “إسرائيل” التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الـ50، إذ إن حسم حماس لم يعد في الساحة العسكرية، بل بات في الميدان السياسي”.

 

وشدد على أن حكومة “إسرائيل” في ولايتها هذه ذبحت كافة البقرات المقدسة، وحتّى الآن لم يبقَ منها “عربة مقدسة” واحدة، وذروتها كانت أمس، عندما برّأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه في مقابلة مع الإعلام الأميركي من مسؤولية إخفاق السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفي إطار إعادة كتابة التاريخ، حمّل كلّ الفشل على الجيش “الإسرائيلي” والمؤسسة الأمنية.

 

أشكنازي رأى أن الموازين انقلبت، فقيادة الجيش “الإسرائيلي” شاهدت ما حدث للشرطة، ولجهاز الشاباك، وما جرى للمؤسسة القضائية وللمحكمة العليا، بينما هيئة الأركان العامة في الجيش “الإسرائيلي” تسير الآن نحو منحدر خلفي أمام سموتريتش، بن غفير، كرعي، غوتليف وبقية رفاقهم.

 

ولفت إلى أن “قانون التجنيد سيمر، و”إسرائيل” ستنقسم إلى قسمين: “مواطنون” (مستوطنون) يُعتبر دم أولادهم أكثر قيمة، وسيجلسون في المدارس الدينية ويتجولون بأمان في “بني براك”، “إلعاد”، “مئة شعاريم”، أزقة صفد وطبريا، وباقي الجمهور الذين يُعتبر دم أولادهم أقل قيمة، سيتم إرسال أبنائهم للقتال في جباليا، بيت حانون، خان يونس، نابلس، جنين، في لبنان، وسورية”.

 

وأشار إلى أن جنود الاحتياط من بيت حانون يفهمون أنه بعد انتهاء فترة خدمتهم، من ينجو منهم من الإصابة أو الموت جراء عبوة ناسفة أو صاروخ مضاد للدبابات، سيضطر للبحث عن عمل. لأنه بعد 400 يوم من خدمة الاحتياط خلال سنتين، يفضل أصحاب العمل المتخلفين عن الخدمة على الذين يخدمون، موضحًا أن “إسرائيل” في 2025 تغيرت طبيعتها، فالأبطال الجدد لم يعودوا المقاتلين، بل أولئك الذين لا يلتحقون بالخدمة، “الحريديم” الذين يحصلون على دعم من الجميع: حكومة “إسرائيل”، رؤساء الجامعات، ورؤساء الاقتصاد. يبدو أن اليوم ليس بعيدًا حين يطالب المقاتلون بالجلوس في الجزء الخلفي من الحافلة، في حين يحصل المتخلفون عن الخدمة على شرف الجلوس في المقدمة.

 

وذكر أنه اتضح مساء أمس أن “إسرائيل” لم تعد عاقلة، ففي اللحظة التي يُقتل فيها جنود في غزّة، يعمل وزراء حريديم على تهديد الحكومة بإسقاطها، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصرف لمساعدتهم على دفع الهروب الجماعي من الخدمة في الجيش.

 

وقال: “في ذلك المساء كان يجب أن تُسمع أصوات الوزراء الصهاينة، وعلى رأسهم وزير “الأمن” (الحرب) “إسرائيل” كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الاقتصاد نير بركات، ووزير “الأمن” الداخلي اليميني المتطرّف بن غفير، أو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي لا يريد وقف الحرب، يجب أن يقفوا صفًا واحدًا خلف المقاتلين، ويضعوا شروطًا خاصة لاستقالتهم من الحكومة إذا تم تمرير قانون التهرب من الخدمة، لكن هذا مطلب كبير جدًا على سياسيين صغار جدًا”.

 

المصدر: العهد