فريق من الباحثين في جامعة أميركبير التكنولوجية، تحت عنوان “مجموعة إيزايمر للصحة الرقمية”، نفذوا بحثًا بعنوان “تصنيع نموذج أولي لنظارات العلاج الضوئي بتردد 40 هرتز للمساعدة في تحسين الوظائف الإدراكية في المراحل المبكرة من الزهايمر”.
وفي شرح أسباب الاهتمام بهذا البحث، قال سيد سعيد آل هاشمي، أحد الباحثين في هذا المشروع: “في السنوات الأخيرة، أصبح مرض الزهايمر أحد أكبر التحديات الصحية العامة لكبار السن. إلى جانب الطرق الدوائية، أظهرت الأساليب غير الدوائية مثل التحفيز الدماغي بالضوء الوامض بتردد 40 هرتز نتائج واعدة في الدراسات العالمية (خاصة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT). لكن في بلدنا، لم يكن هناك أي أداة أو تقنية محلية لاستخدام هذه الطريقة”.
وأضاف: “هدفنا كان تصميم وتصنيع نموذج أولي يجعل هذه التقنية قابلة للاستخدام وآمنة في الإطار المحلي”.
وأوضح: أن الفريق البحثي نجح في تصميم وتصنيع نموذج أولي لنظارات العلاج الضوئي قادرة على إنتاج نبضات ضوئية دقيقة بتردد 40 هرتز، وقال: “هذا النموذج مصمم وفق معايير السلامة الضوئية، ويمكن استخدامه في الحياة اليومية لكبار السن، وهو الأول من نوعه في البلاد”.
وتابع: “هذا المشروع هو الخطوة الأولى في طريق توطين تقنية العلاج الضوئي الإدراكي في إيران، ويمكن أن يمهد الطريق لتطوير تطبيقات الصحة الرقمية في مجال الاضطرابات الدماغية. كما أن التقنية المستخدمة في هذا المشروع قابلة للتسويق واستخدامها في المراكز السريرية أو الرعاية الصحية في المستقبل”.
* طريقة تنفيذ المشروع
من جانبه، شرح دانيال نجادمعصوم، مدير قسم البحث والتطوير في إيزايمر، طريقة تنفيذ المشروع قائلًا: “في هذا المشروع، تم أولاً مراجعة آلية تأثير الضوء بتردد 40 هرتز على الدماغ (خاصة تنشيط إيقاع جاما ودوره في إزالة الترسبات المرضية لمرض الزهايمر)، ثم قام الفريق البحثي بتصميم دائرة إلكترونية وخوارزمية بصرية قادرة على إنتاج نبضات دقيقة بتردد 40 هرتز”.
وأضاف: “إلى جانب التصميم الإلكتروني، تم أيضًا تنفيذ تصميم ergonomic للنظارات واختبارات السلامة الضوئية. النموذج الأولي المصنوع موجود حاليًا في مرحلة اختبار الأداء الأساسي وسيتم تحضيره للمراحل التالية التي تشمل الاختبارات البشرية والسريرية”.
* إنجاز تكنولوجي
وأضاف آل هاشمي، رئيس مجموعة إيزايمر للصحة الرقمية: “اعتبر تصنيع النموذج الأولي لهذا المنتج إنجازًا تكنولوجيًا لهذا البحث”، موضحًا: “النموذج المصنوع هو في الواقع نموذج أولي حد أدنى (Minimum Viable Prototype) يتيح الفرصة للفحص الفني واختبار مفهوم التقنية. بعد إجراء اختبارات الفعالية الإدراكية، سيتم نشر النتائج في أوراق علمية موثقة”.
وأشار آل هاشمي إلى النماذج الدولية المماثلة قائلًا: “حاليًا، تم تطوير بعض نماذج العلاج الضوئي بتردد 40 هرتز على المستوى الدولي، خاصة في الولايات المتحدة. أبرزها مشروع تم تنفيذه في مختبر علم الأعصاب بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تحت إشراف البروفيسور لي-هوي تساي”.
وتابع: “هذا الفريق اتخذ مؤخرًا خطوات نحو تسويق التقنية؛ لكن منتجاتهم لا تزال في مراحل ما قبل السريرية أو التجارب البشرية الأولية ولم تحظ باستخدام سريري واسع النطاق. في إيران، يُعتبر هذا المشروع أول نموذج معروف في هذا المجال بشكل مُوطن”.
ورأى أن ميزة هذا الإنجاز مقارنة بالنماذج الأجنبية المماثلة تكمن في امتلاكه نظام تصميم مختلف ومُحسّن وتكلفة إنتاج أقل، وقال: “تم تمويل هذا المشروع من قبل شركة دانش پژوهان فناور كاشف ومركز أبحاث علوم الأعصاب في جامعة إيران للعلوم الطبية. هذا المشروع له أغراض بحثية ويهدف إلى تحسين الصحة الإدراكية لكبار السن”.
