كلمة وزير الخارجية الإيراني في اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون؛

عراقجي: تستطيع شنغهاي أن تلعب دورا محوريا في مواجهة الإرهاب الحكومي والعدوان العسكري

أكد وزير الخارجية الايراني، على انه و في ظل الوضع المعقد الذي يواجهه العالم، ينبغي لمنظمة شنغهاي للتعاون أن تضطلع بدور محوري ومركزي أكثر فعالية واستقلالية وتنظيما في مواجهة الإرهاب الحكومي والعدوان العسكري، وألا تكتفي بحماية مصالح دولها الأعضاء فحسب.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الايراني، عباس عراقجي ،خلال كلمته في الاجتماع الخامس والعشرين لمجلس وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون الذي يعقد في بكين، حيث استعرض تفاصيل الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران وتداعياته، مطالبا الدول الأعضاء في المنظمة بالتصرف بمسؤولية أكبر تجاه هذه الإجراءات.

 

 

و أشار عراقجي إلى العدوان الصهيوني على إيران و قال، استهدفت المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية والعامة عمدا؛ وقد اغتيل العديد من القادة العسكريين بوحشية وهم في منازلهم مع عائلاتهم أثناء وقت استراحتهم؛ كما تم اغتيال أساتذة جامعيون وعلماء؛ وايضا تم قتل مدنيين أبرياء، بمن فيهم نساء وأطفال؛ وتعرضت منشآتنا النووية السلمية، التي تعمل تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للهجوم .

 

 

و أكد أن أمريكا متواطئة و شريكة بالكامل في  العدوان الذي شنه الكيان الإسرائيلي ضد إيران و أن عدوان الكيان الإسرائيلي ضد إيران يشكل انتهاكا صارخا للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة.

 

 

و أوضح أن  أكثر من 6850 شخصا بريئا استشهدوا أو جرحوا خلال هذه الهجمات المسلحة، وكان جزء كبير منهم من الأطفال والنساء.

 

 

و طالب وزير الخاريجة الإيراني مجلس رؤساء منظمة شنغهاي للتعاون النظر في وضع العدوان في أسرع وقت ممكن، وأن يتخذ قرارا بتقديم الدعم السياسي اللازم والمساعدات الأخرى ذات الصلة للجمهورية الإسلامية الايرانية و أن تلعب دورا محوريا في مواجهة التهديدات الناشئة، خاصة إرهاب الدولة، والعدوان العسكري، وحرب المفاهيم، والعقوبات الأحادية الجانب و أن تتخذ موقفا أكثر فاعلية، واستقلالية، وتنظيما لمواجهة هذه التهديدات.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 


معالي السيد وانغ يي،وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية المحترم،وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون المحترمون،الأمين العام المحترم،
في البداية، أود أن أعرب عن خالص تقديري لجمهورية الصين الشعبية على استضافتها لهذا الاجتماع الهام. اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تقع منظمة شنغهاي للتعاون في طليعة الهيئات متعددة الأطراف الرئيسية، التي تدفع بالتعاون الإقليمي والدولي وتواجه الأحادية والتهديدات الناشئة.

ايها السيدات والسادة،

 


اسمحوا لي أن أبدأ كلمتي بلفت انتباه الحضور إلى تطور مقلق للغاية في منطقة غرب آسيا؛ الا وهو العدوان والهجوم المسلح الذي شنّه الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.ففي الساعات الأولى من فجر الجمعة، الموافق 13 حزيران/ يونيو، بدأ الكيان الإسرائيلي هجمات إرهابية وعسكرية وحشية ضد بلدي.وتم استهداف المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية والعامة عمدا؛ وقد تم اغتيال العديد من القادة العسكريين بوحشية وهم في منازلهم مع عائلاتهم أثناء وقت استراحتهم؛ كما تم اغتيال أساتذة جامعيون وعلماء؛ وايضا تم قتل مدنيين أبرياء، بمن فيهم نساء وأطفال؛ وتعرضت منشآتنا النووية السلمية، التي تعمل تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للهجوم.

 


إن دخول الولايات المتحدة الأمريكية في هذا العدوان، من خلال استهداف المنشآت النووية السلمية الإيرانية، لم يترك مجالا للشك في أن أمريكا متواطئة و شريكة بالكامل في حرب العدوان التي يشنها الكيان الإسرائيلي ضد إيران.

 


خلال هذه الهجمات المسلحة، استشهد أو جُرح أكثر من 6850 شخصا بريئا، وكان جزء كبير منهم من الأطفال والنساء. وفي إحدى هذه العمليات الإجرامية والإرهابية، قتل هذا الكيان المارق خمسة عشر فردا من عائلة واحدة. من الأهمية والضرورة أن يتم فهم وإدانة عمق هذه الجرائم بشكل صحيح وكامل، بالإضافة إلى التداعيات الخطيرة للغاية لاستمرار حصانة الكيان الإسرائيلي في الاحتلال والفصل العنصري والإبادة الجماعية وإشعال الحروب في جميع أنحاء منطقة غرب آسيا.

 


سيادة الرئيس،

 


إن عدوان الكيان الإسرائيلي ضد إيران يشكل انتهاكا صارخا للمادة الثانية، الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة، ويُعد مثالا على عمل مسلح عدواني. والأسوأ من ذلك، أن هذا العمل العدواني قد وجه ضربة قاتلة للدبلوماسية، وسيادة القانون، ونظام منع انتشار الأسلحة النووية.

 


إن الهجمات التي شنها الكيان الاسرائيلي وامريكا على المنشآت النووية السلمية، تشكل انتهاكا صارخا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، والعديد من قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 487 الذي يدين ويحظر صراحة الهجوم على المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة، كما ان لا تسمح اي قاعدة قانونية باستهداف المنشآت النووية السلمية الخاضعة للضمانات لمجرد تكهنات سياسية
.

 


الزملاء الأعزاء،إن مشكلة عدم الاستقرار في منطقة غرب آسيا ستظل دون حل ما دامت التصرفات الخارجة عن القانون والمتعجرفة للكيان الإسرائيلي مستمرة بدعم وتشجيع من داعميه. إنه لأمر مؤسف للغاية أن المجتمع الدولي، خلال العامين الماضيين، لم يتمكن من اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني أو لإنهاء احتلال الكيان الإسرائيلي للأراضي العربية المجاورة.

 


في الحقيقة، إن العدوان الذي قام به الكيان الإسرائيلي ضد إيران هو نتيجة مباشرة للحصانة المطلقة التي يتمتع بها هذا الكيان-بشكل رئيسي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية – وهي حصانة تسمح لهذا الكيان بارتكاب أي جريمة في منطقتنا دون خوف من المساءلة.

 

أصحاب المعالي وزراء الخارجية،

 


أود أن أعرب عن خالص تقديري للدول الأعضاء المحترمة في منظمة شنغهاي للتعاون، التي أدركت مسؤوليتها الجسيمة في حفظ السلم والأمن الدوليين، وأدانت بشدة الاعتداءات التي تعرضت لها بلادي من قبل جيشين مجهزين بأسلحة نووية. 

 

 

اليوم، يقع على عاتقنا، كأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، أن نتحدث بصوت واحد وواضح -كصوت معترف به للجنوب العالمي. يجب علينا أن نؤدي دورنا كمدافعين عن القانون الدولي والتعددية، وأن نصون المبادئ الأساسية للأمم المتحدة، بما في ذلك المساواة في السيادة بين الدول وحظر اللجوء إلى القوة.

 


في هذا الإطار، وبناء على قرار مجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون (رقم 2) المؤرخ 7 حزيران/يونيو 2012، (القسم 5، البند 5.2)، أطلب رسميا من مجلس رؤساء منظمة شنغهاي للتعاون أن ينظر في وضع العدوان في أسرع وقت ممكن، وأن يتخذ قرارا بتقديم الدعم السياسي اللازم والمساعدات الأخرى ذات الصلة للجمهورية الإسلامية الايرانية.

 

 

ايها السيدات والسادة،

 


إن منظمة شنغهاي للتعاون، بما تمتلكه من قدرات جيوسياسية واقتصادية وبشرية واسعة، يمكنها- بل يجب عليها – أن تلعب دورا محوريا في مواجهة التهديدات الناشئة، خاصة إرهاب الدولة، والعدوان العسكري، وحرب المفاهيم، والعقوبات الأحادية الجانب.

 


نواجه اليوم ظاهرة معقدة: اندماج إرهاب الدولة، والتطرف، والحرب الإعلامية، والعقوبات الاقتصادية، والتهديدات السيبرانية -والتي تُستخدم جميعها لخدمة خطة تهدف إلى تقويض الاستقلال الوطني، وقلب إرادة الشعوب المستقلة، والهيمنة على موارد الدول ومصائرها.لذا و في مواجهة هذه الحقائق، يجب على منظمة شنغهاي للتعاون أن تتخذ موقفا أكثر فاعلية، واستقلالية، وتنظيما لمواجهة هذه التهديدات، و ألا تحمي مصالح الدول الأعضاء فحسب، بل يجب أن تكون أيضا نموذجا لنظام إقليمي مسؤول، ومتوازن، وتشاركي.

 

الزملاء الاعزاء،

 


نحن نؤمن بأن منظمة شنغهاي للتعاون في وضع مناسب لتكون ركيزة أساسية للنظام العالمي متعدد الأقطاب الناشئ، وأن تقف بحزم ضد الأحادية، ونشوب الحروب، ومحاولات تقويض سيادة الدول. إن المسار الذي ينتظرنا هو مسار التعاون، التآزر، والثقة المتبادلة. في هذا السياق، تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية باحترام الأولويات والمقترحات التالية بهدف تعزيز أداء ومكانة منظمة شنغهاي للتعاون:

 


1-إنشاء آلية دائمة لمراقبة وتوثيق وتنسيق الاستجابات للعدوان العسكري، والأعمال التخريبية، وإرهاب الدولة، وانتهاكات السيادة الوطنية للدول الأعضاء.

 


2-تأسيس “مركز دراسات ومواجهة العقوبات الأحادية الجانب” بمهمة صياغة استراتيجيات عملية لمواجهة العقوبات الاقتصادية غير القانونية وحماية سلاسل التوريد، الأنظمة المصرفية، والتبادلات التجارية للدول الأعضاء.

 


3-تشكيل “منتدى شنغهاي للأمن الإقليمي” بمشاركة الهيئات الدفاعية والاستخباراتية للدول الأعضاء بهدف دراسة التهديدات المشتركة مثل الإرهاب، التطرف، الجريمة المنظمة، والتهديدات السيبرانية.

 


4-تعميق التكامل الإعلامي والثقافي بين الدول الأعضاء كأداة لمواجهة حرب التصورات والروايات أحادية الجانب التي تروجها الأذرع الإعلامية للقوى المهيمنة. 

 

هذا وقد غادر وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية طهران صباح يوم الاثنين الموافق 14 تموز/يوليو، متوجها إلى الصين على رأس وفد، للمشاركة في الدورة الخامسة والعشرين لاجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون.

 

ومن المتوقع ان يلقي عراقجي كلمة له خلال مشاركته في هذه الدورة في . كما سيجري محادثات وتبادل وجهات النظر مع وزير الخارجية الصيني وعدد آخر من وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع. ويُعد التنسيق والتحضير لقمة رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون هو جدول الأعمال الرئيسي لاجتماع وزراء الخارجية.

 

 

المصدر: ارنا