المعركة تتحول في كل يوم في بلدات الضفة الغربية إلى معركة وجود. المستوطنون تحولوا من مجرد جماعات صغيرة تهاجم في مناسبات معينة إلى ميليشيا منظمة تعمل ليل نهار على تحويل هذه البلدات إلى مناطق لا تصلح للحياة. في بلدة سنجل، البلدة محاصرة من كل الجهات بالمستوطنات، بجدار تم ابتداعه مؤخرًا وفي ساعات المساء علی الفلسطينيين ان ينتظروا هجمات المستوطنين. وقال رئيس بلدية سنجل، معتز طوافشة لقناة العالم:”أهم الاعتداءات إقامة بؤر استيطانية شمال بلدة سنجل وجنوبها. هذه البؤر الاستيطانية التي ينطلق منها قطعان المستوطنين الإرهابيين للاعتداء على كل ما هو فلسطيني، للاعتداء على البشر والحجر والشجر”.
أما في بلدة المغير، التي تبتعد كيلومترات عن سنجل، فالمشهد يبدو أكثر سوداوية. المستوطنون استولوا على مئات الدونمات التابعة للبلدة، ويحاولون في كل يوم تهجير أهلها بقوة السلاح. وقال رئيس بلدية المغير، أمين ابوعليا لقناة العالم:”الحقيقة، ان هذه سياسة دولة ممثلة من خلال ما يسمى بـ”قطعان المستوطنين”، وهي شريحة منظمة مدعومة من الحكومة الإسرائيلية. الهدف هو التهجير الممنهج وعدم إمكانية البقاء على هذه الأرض”.
الضفة الغربية تشهد حربًا يشنها المستوطنون على الفلسطينيين برعاية الجيش الإسرائيلي. وإذا كان الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم إبادة في قطاع غزة، فإن جريمة الإبادة التي ترتكب في الضفة الغربية تطال البشر والحجر والشجر والماء والهواء، وحتى الحيوان. فمن سيطرق جدران الخزان ليقول بأن جريمة حرب بشعة ترتكب في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة بشكل متراكم؟
تصرفات المستوطنين في الضفة الغربية هي بمثابة جرائم حرب مستمرة، فوفق قرارات المحكمة الدولية الاستيطان يعتبر جريمة حرب مستمرة، وكل ما ينتج عنها يسير في نفس التوصيف القانوني.