السويداء تتحول إلى ساحة عنف دموي مفتوح لانتهاكات وإعدامات

تشهد مدينة السويداء في جنوب سوريا تصعيدًا غير مسبوق بعد دخول قوات السلطة الانتقالية السورية المدينة وسط تقارير تفيد بوقوع انتهاكات واسعة شملت إعدامات ميدانية واعتداءات على مدنيين ودور عبادة.

الانتهاكات والمواجهات في مدينة السويداء جنوب سوريا تشهد وتيرة متصاعدة، عقب دخول قوات هيئة تحرير الشام والفصائل الحكومية المدينة وتنفيذ إعدامات ميدانية وسط غارات إسرائيلية زادت المشهد اشتعالًا. ففي مشهد دموي غير مسبوق تحوّلت مدينة السويداء إلى ساحة مفتوحة لانتهاكات ميدانية دامية، ارتكبتها تشكيلات عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام إلى جانب قوات من وزارتي الدفاع والداخلية التابعتين للسلطات الانتقالية السورية.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد بارتفاع عدد القتلى إلى اكثر من 200 شخص خلال أيام، بينهم عشرات المدنيين الدروز الذين أعدموا ميدانيًا بعد اقتحام منازل ومضافات فيما اتُّهمت قوات سلطات دمشق بتنفيذ عمليات ترهيب واعتداءات موثقة. الفصائل المحلية التي كانت قد أوقفت القتال استجابة لمبادرات التهدئة، عادت سريعًا إلى المواجهة بعد ارتكاب القوات المقتحمة مجازر بحق المدنيين، وسرقة ممتلكات، واعتداءات طائفية موثقة بالصوت والصورة، ومنها تسجيل يُظهر عنصرًا من النصرة يركل عمامة شيخ درزي في منزله.

 

كما تداولت وسائل التواصل أنباء عن استشهاد الشيخ مرهج شاهين بعد أن قامت عناصر من جبهة النصرة الارهابية بإهانته داخل منزله في بلدة الثعلة بريف السويداء الغربي وحلق شواربه وهو أمر طال العديد من الدروز. كما تمّ توثيق تخريب وحرق كنيسة ‘الملاك ميخائيل’ في بلدة الصورة الكبيرة، وسط موجة تهجير ونهب جديدة.

 

وعلى وقع هذه الأحداث برز الدور الإسرائيلي ليفاقم التوتر، إذ شنت طائرات الاحتلال غارات استهدفت الآليات الثقيلة التابعة للسلطات السورية، بذريعة حماية الدروز ما أوقع عددا من القتلى والمصابين. هذه الغارات قوبلت لاحقًا بطلب أميركي بوقفها، حسب موقع اكسيوس ما يثير التساؤلات حول حجم التنسيق بين تل أبيب وواشنطن. وفيما حاولت السلطات السورية احتواء الأزمة عبر نشر الشرطة العسكرية وتثبيت نقاط أمنية بالتنسيق مع وجهاء المدينة، فإن تلك الجهود انهارت، وسط استئناف الهجمات واتهامات للأجهزة الأمنية بخرق التفاهمات واللجوء للقوة المفرطة.

 

ومع استمرار المعارك وسيطرة الفصائل المحلية على معظم المدينة، تحذّر مصادر محلية من تحضير لهجمات جديدة، ما ينذر بموجة دموية إضافية، بينما يبقى مصير عشرات المفقودين مجهولًا في ظل مخاوف من إعدامات جديدة، في تكرارٍ لمشاهد مأساوية شهدها الساحل السوري سابقًا.

 

المصدر: العالم