موناسادات خواسته
في عالمٍ يشتعل بالصراعات ويمتلئ بالأصوات المتقاطعة، يختار بعض الفنّانين أن يكونوا أكثر من مجرد صانعي صور ومؤلفات جمالية؛ يقررون أن يكونوا شهوداً على الحقيقة، ورماةً بالكلمة والفرشاة في وجه الظلم، يصنعون موقفاً بأدواتهم الخاصة. الفنان اليمني كمال شرف، الذي لطالما امتزج فنّه بالشجاعة والالتزام، قدّم أعمالاً ملحمية في الردّ على العدوان الصهيوني ضد إيران، مؤكداً أن “الريشة قد تفعل ما لا تفعله الصواريخ”.
وفي حوارٍ خاص مع صحيفة الوفاق، تحدّث الأستاذ كمال شرف عن معركة القلم واللون ضدّ الكيان الصهيوني، وعبّر عن موقفه الحازم من العدوان الأخير ضد إيران، ودوره كفنان ملتزم بقضايا الأمّة، مؤكداً أن الفن الحقيقي يحمل سلاحه إلى الميدان حين تصمت البنادق، وفيما يلي نص الحوار:
الردّ الإيراني.. حضارة تُسقط الهمجية
بداية، كان الحديث حول العدوان الصهيوني على إيران، حيث يرى الأستاذ كمال شرف أن الاعتداء على إيران كان عدواناً على حضارةٍ متجذّرة في التاريخ وعلى دولة تملك العلم والتطلعات المشروعة، مستنكراً ما وصفه بـ”عصابات إجرامية تعمل لصالح أميركا ومَن يُمسكون بزمام العالم اليوم”، ويقول: العدوان الصهيوني كان اعتداء على دولة تمتلك حضارة وعلم وتطلعات مشروعة من قبل عصابات إجرامية تقوم بأعمال قذرة ضدّ القانون والانسانية لحساب أمريكا ومَن يحكمون العالم اليوم؛ لكن الردّ الايراني والصمود العظيم الذي أدهش العدو والصديق أفشل مخططهم وكان انتصار الحضارة والحق ضد الهمجية والباطل .
الفنّ ليس حيادياً، بل جبهة مقاومة
وحين سُئِلَ عن دور الفن في مواجهة العدوان، وشكرناه لأعماله الفنية الداعمة لإيران، أجاب بلا تردد: “لا شكر على واجب، فما قمت به هو مشاركة في حرب لست فيها محايداً، بل جندي في صف الحق، وإيران كانت تمثل الحق في هذه المعركة”.
“شرف” يعتبر الفن سلاحاً مؤثراً، شرط أن يؤمن به الفنان ويحمله لخدمة قضية عادلة، مؤكداً أن الصدق في التعبير يمنح الفن قيمة تحريضية ورسالة تتخطى اللغة والجغرافيا.
وقال: كما أردد دائماً الفن هو سلاح حقيقي اذا ما آمن الفنان به وحمل قضية عادلة يسعى بصدق ليعبر عنها فهو يصنع تأثير مهم بتوفيق الله .
الريشة تُقاتل على جبهات الإعلام
مع تسارع تأثير الإعلام في المواجهات الحديثة، يرى الفنان اليمني أن للفنان دوراً حيوياً في كشف الزيف الإعلامي، منها: دعم الجنود ورفع المعنويات وإظهار نجاحات جبهة الحق التي يحاول العدو إخفاءها.
وفيما يتعلق بدور الفن والفنان في هذا المجال، يقول الأستاذ شرف: الدور مهم جداً خاصة إننا اليوم في زمن أصبح الإعلام يلعب دورا مصيريا في المعركة العسكرية، لهذا أرى أن دور الفنان أن يقاتل بفنه لتوضيح الزيف الإعلامي ودعم الجنود في أرض المعركة ورفع المعنويات وإبراز النجاحات لجيش الحق التي يخفيها العدو وإبراز الفشل الذي يعاني منه العدو ويخفيه إعلامياً، وغيرها من المهام التي تنقل حقيقة المعركة ووحشية العدو وهمجيته.
الصدى العالمي للردّ الإيراني
يصف الفنان اليمني الردّ الإيراني بأنه “ملهم لكل الأحرار حول العالم”، مشيراً إلى فرحة الكثير من الشعوب حتى في الغرب، بالردّ على مَن يقتلون أطفال غزة. وحول الصدى العالمي للردّ الإيراني يقول: لقد رأينا كيف كان حتى أشخاص غربيون فرحوا بقصف مَن قتلوا أطفال غزة، حتى أن هناك أغنية انتشرت عالمياً تحتفي بقصف تل أبيب.
جدارية في قلب طهران.. رسالة من اليمن إلى نتنياهو
وعن لوحته التي تمّ عرضها مؤخراً في ساحة فلسطين بطهران، أعرب الأستاذ كمال شرف عن فخره بالمشاركة، وقال: اللوحة رسالة لنتنياهو ومجرمي الحرب الذين يقومون بإبادة الناس في غزة ويسفكون الدماء في لبنان واليمن وإيران وسوريا دون أي رادع إلّا من الذين امتلكوا العقيدة والشجاعة ليواجهوا إجرام العدو بكل ما يستطيعون في اليمن وإيران ولبنان وفلسطين.
ويشير شرف إلى دور اليمن في مواصلة استهداف العدو رغم الضغوط، قائلاً: بما أن اليمن يواصل بكل شجاعة استهداف العدو الصهيوني رغم كل الضغوط العسكرية والاقتصادية من أجل إسناد غزة، فهذا يعني أن نتنياهو ليس آمن وأن اليمن قد يحقق الحكم العادل الذي يتمناه كل الأحرار في العالم وهذا ما تمنيته في هذا العمل .
كلمة ختامية من قلب المقاومة
وختم الفنان اليمني القدير حديثه برسالة محبة وتقدير للشعب الإيراني الذي توحد متجاوزاً كل الخلافات في مواجهة العدو، وقال: كان هذا رائعاً وملهماً للجميع، وحفظ الله الإمام الخامنئي الذي قاد المعركة بشجاعة واقتدار وأسأل الله الرحمة والخلود للشهداء العظماء من قادة وجنود ومدنيين قتلهم العدو المجرم لكنهم باقون كرمز للمقاومة والحق يحفزون الأحرار في كل مكان لمواصلة المشوار حتى النصر.