خاص للوفاق

زوايا من الأخلاق العائلية للمرحوم صلاح الزواوي

کلّما کان یذکر زوجته المرحومة دلال الأعرج، کان یتأثر وأحیاناً تسقط قطرات الدموع على وجهه وکان یوصّی الشباب الذی یزوره بالتعاطف مع الأهل..

کان السفیر الفلسطینی فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة رجلاً متحلّیاً بالأخلاق الحمیدة والتواضع حیث یُعرف بأخلاقه الحسنة وإبتسامته الدائمة عند کل من کانت له علاقة معه.
المرحوم صلاح الدین الزواوی کان یظهر على وسائل الإعلام کمحلّل سیاسی وکسفیر رسمی لدولة فلسطین وأغلبیة الناس یعرفونه بتحالیله السیاسیة ومواقفه من القضیة الفلسطینیة والمقاومة ولکن البعد الأخلاقی والعائلی لهذه الشخصیة العظیمة لم یکن مکشوفاً عند أغلبیة الناس.
کان المرحوم أباً بل صدیق لبناته وأحفاده ولم یکن یتعامل مع الأهل کرجل دبلوماسی ذی مکانة إجتماعیة بتکبر وغرور.
کلّما کان یذکر زوجته المرحومة دلال الأعرج، کان یتأثر وأحیاناً تسقط قطرات الدموع على وجهه وکان یوصّی الشباب الذی یزوره بالتعاطف مع الأهل وممارسة الحب معهم فی البیت دائماً.
کان متعلّقاً بزوجته إلى حدّ رغم تدهور وضعه الجسدی إثر المعاناة القلبیة والألم الذی أبتلى به منذ سنوات لم یترک زیارة قبرها الذی کان بعیداً عن السفارة والبیت.
کما ذکر لی کان تعامله مع أبویه تعامل العبد مع مولاه حیث کان یقول دائماً کنتُ أقبّل تحت أقدام أبی وأمّی إحتراماً لهما، رغم منعهما من هذا العمل.
یوماً من الأیام سألته أمّه یا إبنی لماذا تُقبّل قدمی وأنت تعرف أنّی أخجل من تواضعک فأجاب: إنّ الجنة تحت أقدام الأب والأمّ وأنا أشمّ فی قدمیکما رائحة الجنة. من کلماته التی کان یُکرّرها: أنّنی لو أرجع إلى زمان کان والدای على قید الحیاة لقبّلتُ أقدامهما أکثر من السابق لأنّ الله یحبّ من یخدم أبویه ویحترمهما وکل توفیقاتی فی حیاتی لم تحصل إلا بأدعیتهما.
من أخلاقه الحمیدة أنّه کان یتعامل مع الشباب وحتى طلاب الجامعات کصدیق ولا کسفیر وهذه الأخلاق إجتذبت الشباب ومکّنته من التأثیر علیهم.
لم یُدع إلى حفل طلابی لإلقاء الکلمة عن فلسطین إلّا وقبل الدعوة بکلّ تواضع وإغتنم الفرصة للمحادثة مع الشباب بلغة أبویة وحنینة.
لم یکن السفیر الزواوی من الأشخاص الذین لایهتمّون بأهلهم وأصدقائهم فی حین تزداد مشاغلهم بل کان دائماً متواصل معهم ویسأل عن حالهم ولم یکن من الذین إشتغلوا بالسیاسة وترکوا المعنویات بل کان غارقاً فی حب الرسول(ص) وأهل بیته حیث کان متعوّداً على زیارة الإمام الرضا(ع) والسیدة معصومة(س) فی حیاته.
کان یمزح مع الآخرین وخاصة الشباب فی جلساته حتى یکسر الجو الجاف الذی یهرب منه الشباب وکان دائماً یبحث عن أسلوب جدید للتأثیر على الجلیل الجدید.
الیوم لم نفقد سفیراً ودبلوماسیاً مناضلاً فلسطینیاً فحسب بل فقدنا معلّم أخلاق کان یعلّم الآخرین بأفعاله وبغیر لسانه.
المصدر: الوفاق خاص