في غضون ذلك، شهدت محافظات صعدة ورَيْمَة ومأرب اليمنية، الجمعة، خروجاً جماهيرياً ومسيرات حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، تحت شعار “مستمرون في نصرة غزة ومواجهة الاستباحة الصهيونية للأمة”.
*كلمة للسيد الحوثي
وفي كلمة له، أشار قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي إلى أن عملية إغراق السفينتين التابعتين لشركتين مخالفتين لقرار الحظر اليمني على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، أدت إلى إعادة إغلاق ميناء أم الرشراش بعد محاولة الاحتلال إعادة تشغيله.
وأكد السيد الحوثي أن هذه العملية مثلت ردعاً ورسالة قوية لكل الشركات التي تتجاهل قرار الحظر اليمني، مشدداً على الجدّية في استهداف سفن تلك الشركات “في أي وقت تظفر بها القوات المسلحة في مسرح العمليات”.
وكان السيد الحوثي، أعلن في كلمته أنّ جبهة الإسناد من اليمن نفّذت الأسبوع الماضي 11 عملية ما بين صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة، في إطار الدعم المستمر للشعب الفلسطيني ومقاومته. وأوضح أنّ “هذه العمليات استهدفت مواقع تابعة للعدو الصهيوني في يافا والنقب وأم الرشراش داخل فلسطين المحتلة”، مؤكداً استمرار الفعل العسكري النوعي ضمن معادلة الردع اليمنية.
كذلك كشف السيد الحوثي أن عدد التظاهرات والوقفات التي شهدها اليمن خلال الأسبوع الماضي بلغ 1229 تظاهرة ومسيرة ووقفة، بينها تظاهرة كبرى نظمتها جامعة صنعاء، داعياً اليمنيين إلى الخروج المليوني ثباتاً على الموقف الحق ومواصلة الجهاد دعماً لغزة.
“إبادة ممنهجة في غزة لإنهاء الوجود الفلسطيني”
السيد الحوثي، أكد أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليس عدواناً عابراً، بل هو إبادة ممنهجة تنفذها آلة القتل الصهيونية ضمن مشروع واضح المعالم، وتحت مظلة أميركية. وشدد على أن “السلوك الإجرامي اليومي للاحتلال الصهيوني في غزة يكشف أن الهدف هو إنهاء الوجود الفلسطيني، وليس فقط تحقيق مكاسب عسكرية”.
*”واشنطن شريكة في العدوان ومسؤولة عن الإبادة”
وحمّل قائد حركة أنصار الله الإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عمّا يحصل في قطاع غزة، قائلاً: “العدوان على غزة يكاد أن يكون أميركياً قبل أن يكون صهيونياً، فالدور الصهيوني تنفيذي، أما التخطيط والدعم المعلوماتي والتسليحي والغطاء السياسي فهو أميركي بالكامل”. واعتبر أيضاً أن “هذا الدعم المفتوح يعكس التوجه الاستراتيجي الأميركي العدواني تجاه شعوب الأمة، وليس مجرد موقف ظرفي أو تكتيكي”.
وأكّد السيد الحوثي أنّ الإبادة التي تُنفّذ اليوم بحق الشعب الفلسطيني، وما جرى في لبنان وسوريا، كلّها محطات في مشروع أميركي–صهيوني واحد يستهدف الأمة ككل. وأضاف أن “هذا العدوان ليس وليد اليوم، بل هو مسار ممتد لعقود من الزمن، عنوانه الاستهداف الممنهج لكل قوة حية في العالم العربي والإسلامي”.
*”مجاهدو غزة يلحقون الهزائم بالعدو”
وأكد السيد الحوثي أن المجاهدين في قطاع غزة يواصلون إلحاق الخسائر والهزائم بالعدو الصهيوني، منوّهاً بالعمليات البطولية التي ينفذها المقاومون، وبإبداعهم في التخطيط والتكتيك والتنفيذ.
وأشاد السيد الحوثي بالشهيد محمد الضيف، قائد كتائب عزالدين القسام، واصفاً إياه بأنه “رائد من رواد مدرسة الجهاد في فلسطين ومثال ملهم في الأداء الجهادي الراقي والناجح”. وأضاف أن الشهيد ورفاقه في كتائب القسام قدّموا “درساً كبيراً وملهماً عن أهمية الانطلاقة الإيمانية الجهادية، ودورها في الارتقاء بالإنسان”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن المجاهدين في فلسطين هم الذين أعاقوا العدو الصهيوني عن توسيع عدوانه وتجاوز المعركة نحو بلدان أخرى، مؤكداً أن “فشل العدو لمدة 21 شهراً يقدم بوضوح مدى فاعلية الخيار الجهادي، وما تحقق من نتائج عظيمة لجهود الشهيد الضيف ورفاقه”.
كذلك حذّر السيد الحوثي من حملات دعائية مكثفة تعمل على تبرير حالة اليأس والانكسار أمام الاحتلال الصهيوني، وتسعى إلى تشويه خيار الجهاد والمقاومة، وتصويره على أنه خيار “انتحاري”، بينما الواقع يؤكد أنه الخيار الفاعل والمثمر في مواجهة الاحتلال.
* اعتداءات العدو الصهيوني على لبنان وسوريا
قائد حركة أنصار الله، أشار إلى اعتداءات الاحتلال على لبنان، مشيراً إلى أن هذا الأسبوع شهد تصعيداً لافتاً في الغارات، بالتوازي مع سعي أميركي حثيث لدفع بعض القوى اللبنانية نحو تبني الطرح الصهيوني.
وشدد السيد الحوثي على أن تصعيد الاعتداءات الصهيونية على العاصمة السورية دمشق يأتي في إطار محاولة الاحتلال لتثبيت “معادلة الاستباحة” من دون أن يواجه بردّ فعل. ولفت إلى أنّ الاحتلال الصهيوني يسعى إلى فرض سيطرته على مساحة واسعة في سوريا تمتد إلى قرب دمشق، محذّراً الأقليات والطوائف في سوريا من الاستغلال الصهيوني لها لأن “العدو طامع”.
وأوضح أن هذه المعادلة لا تقتصر على سوريا ولبنان، بل تشمل كل دول المنطقة، في إطار مشروع صهيوني يسعى لفرض واقع جديد عنوانه العدوان بلا محاسبة، لافتاً إلى أن هذا النهج العدواني يُنفذ في ظل غطاء أميركي سياسي وعسكري، يهدف إلى فرض واقع من الصمت الإقليمي تجاه الانتهاكات الصهيونية المتكررة.
*اليمن: مستمرون في نصرة غزة
من جهة أخرى، شهدت محافظات صعدة ورَيْمَة ومأرب اليمنية، الجمعة، خروجاً جماهيرياً ومسيرات حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، تحت شعار “مستمرون في نصرة غزة ومواجهة الاستباحة الصهيونية للأمة”. ورفع المشاركون في التظاهرات شعارات تؤكد الموقف اليمني الثابت إلى جانب فلسطين، في ظل استمرار العدوان الصهيوني على القطاع.