وفي التفاصيل، فوسط أنباء عن اشتباكات بين مسلحي عشائر البدو والفصائل الدرزية في قرى وبلدات بريف السويداء الغربي، أفادت مصادر ميدانية أن المواجهات تركزت في محيط بلدات المرزعة وكناكر وخلخلة وسُجل أعنفها بالقرب من دوار المشنقة بمدينة السويداء، حيث استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والقذائف الصاروخية وأشارت المعطيات إلى سيطرة العشائر البدوية على دوار العنقود ودخلت مدينة السويداء، وبالتزامن نفّذ طيران الاحتلال الصهيوني غارة جوية استهدفت قرية لاهثة في محيط مدينة السويداء، ويُرجّح أنها أصابت مواقع لعشائر البدو المتحالفة مع قوات الأمن السورية.
كما شن سلسلة العدو الصهيوني غارات استهدفت أرتالا لمسلحي العشائر في مدينة حمص وسط البلاد. وبحسب مصادر طبية ومحلية، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات التي اندلعت قبل أيام إلى نحو 600 قتيل، بينهم ما لا يقل عن 275 عنصراً من قوات الأمن السورية والفصائل المسلحة المتحالفة معها.
*الأمم المتحدة تطالب بفتح تحقيق فوري في أحداث السويداء
من جهته، طلب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، التحقيق بشكل سريع في أعمال العنف التي شهدها جنوب سوريا في الأيام الماضية، وأسفرت عن مقتل زهاء 600 شخص.
من جهته قال رئيس تجمع عشائر الجنوب السوري الشيخ راكان الخضير إن الأوضاع في السويداء- بأنها “صعبة للغاية”، وأن ما تقوم به جماعة الهجري “أمر مؤسف جدا، وأشار إلى أن خروج القوات الحكومية من المدينة فسح المجال أمام تلك الجماعة لـ”تقتل وتنكل بأبنائنا”، وتحتجز أكثر من 2000 من أبناء العشائر.
ووجّه الخضير انتقادات للحكومة، وأكد أن العشائر فوجئت بالاتفاق الذي أدى إلى سحب القوات الحكومية من السويداء، وهو ما ترك العشائر محاصرة، وأضاف “تخلي الدولة عن مسؤوليتها أمر غير مقبول وإلا فلكل أن يحمي نفسه.. إن لم تكن الدولة قادرة على ضبط الأمن، فإن العشائر ستتولى الأمر بنفسها”.
وأوضح أن الهدف من عمليات أبناء العشائر الحالية في السويداء هو تحرير أبناء العشائر المحتجزين لدى جماعة الهجري، موجها نداء للعشائر بعدم الاعتداء على أحد، وعدم الإقدام على أي انتهاكات بحق الدروز.
ودعا الحكومة إلى عدم الاكتفاء بدور المتفرج إزاء الانتهاكات التي تجري في السويداء، وتحمّل مسؤوليتها لحماية كل السوريين من العشائر والدروز أيضا.
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا قد نفى الأخبار التي تناقلتها بعض الوكالات والقنوات الإعلامية حول دخول قوى الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء.
وقال البابا: “نؤكّد عدم صدور أي تصريح رسمي بهذا الخصوص، وننفي بشكل قاطع صحة ما نُشر”.