المقاومة مستمرة في معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي

قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في أول كلمةٍ متلفزة له منذ مارس الماضي، إن المقاومة مستمرة في معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

مؤكدًا أن المجاهدين نجحوا في إيقاع مئات الجنود بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى آلاف المصابين باضطرابات نفسية، منذ استئناف العدوان قبل 4 أشهر. و شدد أبو عبيدة على أن قيادة القسام تعتمد في هذه المرحلة على استراتيجية تقوم على تنفيذ عمليات نوعية، ومحاولات أسر جنود، وإيقاع مقتلة واسعة في صفوف الاحتلال، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة.

 

وكشف أن مجاهدين من القسام حاولوا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عمليات أسر لجنود صهاينة، في إطار تكتيكات ميدانية متطورة تم تطويرها بعد استخلاص العبر من “أطول حرب ومواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني”، بحسب وصفه.

 

وأضاف: “مقاومة غزة تمثل أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر”، مؤكدًا أن كتائب القسام في جهوزية كاملة لمواصلة القتال مهما تغير شكل العدوان وخطط الاحتلال. وفي ملف الأسرى، أكد أبو عبيدة أن كتائب القسام عرضت مرارًا خلال الأشهر الماضية إبرام صفقة شاملة يتم بموجبها تسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت ذلك.

 

وقال: “اتضح لنا أن حكومة العدو ليست معنية فعليًا باستعادة جنودها الأسرى، وهو ما يثبت تخليها عنهم”، مضيفًا: “ندعم بكل قوة موقف وفد المقاومة الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة، ونراقب مجريات التفاوض آملين أن تُفضي إلى صفقة تضمن وقف حرب الإبادة وانسحاب الاحتلال وإغاثة أهلنا”.

 

وحذر أبو عبيدة من أن “إصرار حكومة العدو على استمرار حرب الإبادة يعني أنها قررت أيضًا استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط”، لافتًا إلى أن الاحتلال يتلقى دعمًا غير محدود من “أقوى قوى الظلم في العالم” في صورة قوافل من السلاح والذخيرة.

 

وفي الإطار، أكد أبو عبيدة، أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي توظيف مرتزقة وعملاء بأسماء عربية هي دليل واضح على فشل العدو في مواجهة المقاومة، ووصفة مضمونة لهزيمته. وأوضح أن هؤلاء العملاء لن يكونوا سوى ورقة محترقة تتلاشى سريعًا أمام وعي شعبنا الفلسطيني، وكرامته الرافضة للخيانة والتطبيع مع المحتل.

 

وأشار إلى أن دعم الاحتلال لهؤلاء العملاء لن يجدي نفعًا، بل سيزيد من الخسائر والوبال عليهم، مضيفًا أن نهاية هؤلاء ستكون مأساوية وعبرة لكل خائن وجبان يتعامل مع العدو ضد أبناء وطنه. ودعاهم إلى التوبة والرجوع إلى صفوف شعبهم قبل أن يفوت الأوان، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يغفروا لهم خيانتهم، وأن الندم في مثل هذه الأمور لا ينفع.

 

وفي سياق متصل، عبر أبو عبيدة عن فخره واعتزازه بمواقف العائلات والعشائر الفلسطينية التي تبرأت من هؤلاء العملاء، مؤكداً أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم وشرذمة معزولة من أبناء الشعب. وشدد على أن هذه المواقف الوطنية الصادقة دليل على وحدة ووعي الشعب الفلسطيني في مواجهة المؤامرات والاختراقات التي تحاول القوى الاحتلالية استثمارها لتحقيق مصالحها، لكن دون جدوى.

 

وفي سياق أخر، انتقد أبو عبيدة الموقف العربي والإسلامي الرسمي تجاه ما يجري في غزة، قائلاً: “أنظمة وقوى أمتنا تتفرج على أشقائها يُقتلون ويجوعون ويُمنعون من الدواء والماء”، مضيفًا: “لا نعفي أحدًا من مسؤولية الدم النازف، ولا نستثني من يستطيع التحرك، كل حسب قدرته”.

 

واعتبر أن رقاب القادة والنخب والعلماء العرب والمسلمين مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خذلوا بصمتهم، بينما وجّه تحية إلى أنصار الله في اليمن، قائلاً إنهم “فرضوا جبهة فاعلة ضد العدو وأقاموا الحجة على القاعدين والخانعين”. كما أشاد أبو عبيدة بـ”كل أحرار العالم الذين يخاطرون من أجل التضامن مع غزة وكسر الحصار”، مؤكدًا أن المقاومة لن تتوقف عن القتال حتى يتحقق وقف العدوان، ورفع الحصار، واستعادة الحقوق الفلسطينية كاملة.

 

وختم الناطق باسم القسام أبو عبيدة كلمته متوجهًا لأهالي قطاع غزة، قائلًا: “نُقبل رؤوس أبناء شعبنا الكبار الصابرين، المرابطين، المنصورين، ونرفع لهم أعظم التحية والتقدير على صمودهم وثباتهم في وجه العدوان”.

 

المصدر: ارنا