خطوة فعالة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي

تطوير التكنولوجيا الحيوية الصحية عبر إنتاج مجموعات التشخيص السريع

الوفاق/ حققت شركة معرفية إيرانية خطوة فعالة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الاقتصاد القائم على المعرفة، وذلك عبر إنتاج أنواع مختلفة من مجموعات التشخيص السريع في المجال الصحي، مما أسهم في خفض الاعتماد على الواردات بشكل ملحوظ. وصرح المدير التنفيذي للشركة: لحسن الحظ، نجحنا حتى الآن في إنتاج أكثر من 9 منتجات معرفية، حصل سبعة منها على التراخيص اللازمة من منظمة الغذاء والدواء. بالإضافة إلى ذلك، حصلنا على خمس شهادات نانو من لجنة تطوير تكنولوجيا النانو، وشهادة ISO 13485 "متطلبات تصنيع الأجهزة الطبية" من شركة IMQ الإيطالية.

وأضاف باقري: تُظهر دراسات السوق أن حوالي 10 ملايين دولار تُنفق سنوياً على استيراد أنواع مختلفة من مجموعات التشخيص السريع. فقط 65٪ من منتجات هذا القطاع تدخل البلاد كمنتجات جاهزة، بينما يتم استيراد حوالي 30٪ على شكل وحدات جاهزة للتجميع، وأقل من 5٪ يتم إنتاجها محلياً في إيران بشكل مستقل. وتابع: شركتنا بدأت بالإنتاج خطوة بخطوة بهدف تقليل هذه الاستنزاف للعملة الصعبة. وبفضل الجودة المقبولة لمنتجاتنا وسعرها الذي يبلغ نصف سعر المنتجات الأجنبية، تمكّنا في أقل من عام من الاستحواذ على أكثر من 10٪ من حصة السوق.

 

* إنتاج أهم مجموعات التشخيص الاستراتيجية للقطاع الصحي

 

وأوضح المدير التنفيذي للشركة بعضًا من أهم المنتجات المصنعة، مضيفًا: أحد منتجاتنا الاستراتيجية هو مجموعة تشخيص النوبة القلبية، والتي يتم استيرادها سنويًا بقيمة 5/2 مليون يورو، وتُستخدم في أقسام الطوارئ للتشخيص السريع للنوبات القلبية. لقد تم توريد أكثر من مليون وحدة من هذه المجموعة إلى مستشفيات القلب في البلاد، وانخفض استيراد النماذج الصينية منها إلى الصفر بعد طرح هذا المنتج المعرفي الإيراني.

 

وتابع باقري قائلاً: كما قمنا بإنتاج مجموعات فحص سرطان القولون، تماشيًا مع خطة وزارة الصحة لفحص هذا المرض، والذي يُعد ثالث أكثر أنواع السرطان انتشارًا والسبب الثاني للوفيات المرتبطة بالسرطان. لقد تم توريد أكثر من 1.5 مليون اختبار من هذا المنتج إلى وزارة الصحة، مما ساهم في فحص مليون ونصف المليون شخص في إيران. وأضاف: هذه الإنجازات تعكس قدرتنا على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التشخيص الطبي، مع الحفاظ على معايير الجودة العالمية وتقديم منتجات بأسعار تنافسية.

 

وأشار هذا الخريج المتخصص في مجال التكنولوجيا الحيوية إلى إنجازات أخرى لشركته قائلاً: في مجال فحص التهابات الجهاز الهضمي، لدينا مجموعة فحص التهاب المعدة “البكتيريا الحلزونية” والتي تظهر لدى 90% من المصابين بسرطان المعدة، حيث يكتسب التشخيص المبكر لهذه العدوى أهمية بالغة. كما قمنا بإنتاج مجموعة تشخيص التهاب الدم “بروكالسيتونين”، حيث تعد شركتنا المنتج المحلي الوحيد لهذا المؤشر المهم في تشخيص التهابات الدم.

 

وتابع حديثه بسرد منتجات الشركة الأخرى: من بين منتجاتنا أيضًا مجموعة تشخيص متلازمة القولون العصبي، بالإضافة إلى مجموعة اختبار الحمل التي تتميز بدقة تصل إلى 99.99% مع قدرة على الكشف عن الحمل قبل 6 أيام من النماذج الأجنبية المماثلة. ولأول مرة في إيران، نجحنا في إنتاج مجموعات تشخيص التهاب الكبد B و C، والتي هي حالياً في مرحلة الحصول على الموافقات اللازمة من منظمة الغذاء والدواء.

 

وأكد أن: هذه الإنجازات تمثل نقلة نوعية في تعزيز التشخيص المخبري المحلي وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة العالمية.

 

وأعلن باقري عن إنجاز علمي بارز قائلاً: تمكّنا من تطوير مجموعة تشخيص غير جراحية لسرطان القولون، مما يجعلنا ثاني منتج لهذه التقنية عالمياً، وقد حصلنا بالفعل على براءة اختراع أمريكية لهذا الابتكار. وهذا المنتج الثوري سيحل محل عمليات التنظير القولوني الجراحية، ونحن حالياً في المراحل النهائية للحصول على الموافقات التنظيمية لإطلاقه في الأسواق.

 

 

* إنجاز نوعي في سلامة الأغذية

 

كشف النقاب أيضاً عن إنتاج مجموعة كشف المضادات الحيوية في الحليب، موضحاً: هذا المنتج الذي كان يستورد سابقاً بقيمة مليوني دولار سنوياً، يلعب دوراً حاسماً في ضمان خلو منتجات الألبان من المضادات الحيوية. وقد حصلنا على جميع الموافقات المطلوبة من المنظمة البيطرية الوطنية، مما يعزز مكانتنا كرائد في مجال تكنولوجيا الرقابة الغذائية.

 

هذه الإنجازات تعكس التقدم الكبير لإيران في مجال التقنيات الطبية الحيوية، حيث تتحول من مستهلك إلى مصدّر للتقنيات المتقدمة، مع التركيز على حلول غير جراحية وأكثر أماناً للمرضى.

 

 

* التقيّد بالمعايير الدولية.. مفتاح النجاح في الأسواق العالمية

 

في حديثه عن عملية الحصول على التراخيص من منظمة الغذاء والدواء، أوضح المدير التنفيذي للشركة: تمكنّا من الحصول على أربع موافقات خلال ستة أشهر فقط، وذلك بفضل التزامنا المسبق بجميع المعايير الدولية المطلوبة للتوجه نحو التصدير منذ المراحل الأولى.

 

وأشار باقري إلى تجربة المنافسة مع المنتجات المستوردة قائلاً: في عام 2023، حاول المستوردون خلق فخ سعري عبر خفض الأسعار بنسبة 40%. لكننا استجبنا بتخفيض أسعارنا بنسبة 45% معتمدين على تقنيتنا المحلية المتطورة، مما أكسبنا التفوق في هذه المعركة التجارية.

 

وأكد على أهمية المنافسة الشريفة بقوله: لا ينبغي منع استيراد أي منتج. على المنتج المحلي أن يرقى بجودته لمستوى البضائع الأجنبية. مع ذلك، فإن الدعم الذي تقدمه نائبية العلوم التابعة لرئاسة الجمهورية للشركات المعرفية، لعب دوراً محورياً في تمكين الشركات الناشئة من الصمود أمام المستوردين ذوي الخبرة الطويلة.

 

 

* توفير مليوني دولار واستعداد للانطلاق نحو التصدير

 

وكشف المسؤول التنفيذي عن إنجازات الشركة قائلاً: تمكنا العام الماضي من إنتاج حوالي 2.5 مليون اختبار، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 4 ملايين اختبار العام المقبل. لقد استطعنا حتى الآن احتلال ما بين 20 إلى 30٪ من السوق المحلية، مما أسهم في توفير ما يقارب مليوني دولار من العملات الأجنبية للبلاد. وأضاف: بفضل الدعم الذي تلقيناه من نائبية العلوم وصندوق الابتكار والتنمية، نعمل حالياً على وضع الخطط اللازمة لاختراق الأسواق التصديرية. إن الطفرة التكنولوجية الحقيقية لا تتحقق إلا عبر التوجه نحو التصدير.

 

هذه الرؤية التصديرية تعكس نضج القطاع المعرفي الإيراني وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص للنمو الاقتصادي، مع التركيز على خلق قيمة مضافة عبر التخصص في المنتجات عالية التقنية.

 

المصدر: الوفاق