بعد توتر أمني دام أياماً وأسفر عن مقتل وإصابة قرابة ألف شخص من المدنيين والمسلحين، شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا تطورات ميدانية وإنسانية لافتة خلال الساعات الماضية، حيث أكدت سلطات دمشق أنها نجحت في تهدئة الأوضاع بعد انتشارها في المناطق الشمالية والغربية من المحافظة، وتنفيذها لاتفاق وقف إطلاق النار داخل المدينة.
وأکد مسؤول طبي وصول جثامين أکثر من 400 شخص الی المستشفيات مؤکداً ان هذه الجثامين هي غيرالتي کانت في البيوت والتي يستمر نقلها الی المستشفيات اضافة الی بعض الجثامين التي تم دفنها فوراً دون وصولها الی المستشفی.
في السياق ذاته، أفاد قائد الأمن الداخلي في السويداء، أحمد الدالاتي ، بأن وزارة الداخلية توصلت إلى اتفاق يسمح بإخراج المدنيين الراغبين في مغادرة المحافظة بسبب الأوضاع الراهنة، مع ضمان عودتهم الآمنة لاحقًا. وأكد التزام الأجهزة الأمنية بتوفير الممرات الآمنة وتسهيل الدخول والخروج من وإلى المدينة. كما أعلن عن فرض طوق أمني حول السويداء لوقف العمليات القتالية وتهيئة الأجواء للمصالحة.
وبعد الاتفاق، دخلت حافلات رسمية إلى السويداء لإجلاء المصابين والمحتجزين، وسط تعزيزات أمنية إضافية باتجاه الريف.
من جهة أخرى، دخلت قافلة مساعدات إنسانية إلى المحافظة ضمن استجابة طارئة، إلا أن دخولها تم دون مرافقة الوفد القادم من دمشق، وذلك بعد رفض الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز استقبال الوفد. وقد رحب الدروز بالمساعدات، ووصفوا السويداء بـ’المنكوبة’، مشيدون بكل جهد يهدف إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
من جانبها، نددت وزارة الخارجية بمنع دخول قافلة إنسانية كانت برفقة ثلاثة وزراء ومحافظ، محذّرة من تداعيات أمنية خطيرة جراء ذلك، وذكرت أنه تم السماح فقط بمرور عدد محدود من سيارات الهلال الأحمر، بينما لا تزال 20 سيارة إسعاف تنتظر السماح بدخولها.