قال رئيس بلدية مدينة رشت: أن مسيرة الأربعين، بعد مناسك الحج، هي أكبر تجمع في العالم للمسلمين وأحرار العالم، مؤكداً على ضرورة تنظيم ودعم هذه الرحلة المعنوية والروحية، وانه في هذا العام سيتم إقامة 10 مواكب من رشت على طريق المشاة لمسيرة الأربعين الحسيني.
واضاف سیداسماعیل میرغضنفري في اجتماع لجنة الأربعين في رشت الذي عُقد في مقر المحافظة: إن مسيرة الأربعين الحسيني معروفة في جميع أنحاء العالم كرمز ديني عظيم مشيرا الى إن مسيرة الأربعين، تظهر عظمة وهيبة العالم الإسلامي، كما أنها تجسد وحدة وتعاطف وتضامن المسلمين والموحدين في العالم.
وتابع: إن تأمين سلامة مشاية مسيرة الأربعين هو أهم موضوع يسعى الجميع لتحقيقه؛ بعض زوار الأربعين الحسيني يمرون من دول آسيا الوسطى عبر محافظتنا، ولذلك يجب علينا تجهيز الاستعدادات لاستقبالهم وإيوائهم وتوديعهم.
وصرح ميرغضنفري قائلاً: إن النظام والانضباط، اللذين هما من التعاليم الدينية، يحظيان بأهمية كبيرة في دعم وتخطيط هذه الرحلة، لذلك يجب أن نسعى لتنفيذ الدعم والتخطيط اللازمين بما يتناسب مع عدد الزوار المسجلين في نظام سماح. في هذه المرحلة الزمنية التي نواجه فيها الاعداء، وبعد أن خضنا دفاعاً مقدساً استمر 12 يوماً، يجب أن نظهر عظمة مسيرة الأربعين أكثر من أي وقت مضى، وأن نسعى، بناءً على الواجب، لتحقيق النظام والتنظيم والدعم لهذه الرحلة المعنوية.
وأشار ميرغضنفري إلى إرسال 10 مواكب من مدينة رشت، موضحاً أن 9 مواكب من مدينة رشت ستتمركز في مناطق مختلفة من العراق، فيما سيستقر موكب واحد من رشت عند معبر خسروي. ونظراً لضيق الوقت، يجب أن يتم التخطيط بحيث تُنجز الأمور في الوقت المناسب.
الفنٌ الإيراني يتحول إلى لغة ولاء في مراسم الأربعين
من جانب اخر أشارت معاونة الصناعات اليدوية في وزارة التراث الثقافي إلى دور الصناعات اليدوية في المراسم الدينية الإيرانية قائلة: الأربعين الحسيني هو ملتقى عشق الإمام الحسين(ع) ومعرض للفن الإيراني المرتكز على الروحانية، حيث لا تُعد الصناعات اليدوية أدوات لسفر الزائرين فحسب، بل هي أيضاً رموز لتجلي الإيمان والولاء من الشعب تجاه مقام أهل البيت(عليهم السلام).
وقالت مريم جلالي دهكردي، مشيرةً إلى الصلة التاريخية والعاطفية للفنون التقليدية بالمراسم الدينية: إن الصناعات اليدوية الإيرانية هي مرآة للثقافة الدينية وهويتنا ؛ فنٌ نابع من أعماق الشعب المؤمن الذي يتحول في مراسم الأربعين الحسيني إلى لغة ولاء.
وأضافت: مسيرة الأربعين ليست مجرد مسيرة العشق الحسيني، بل هو أيضاً ساحة لعرض أعمق أبعاد الثقافة الايرانية. الفنون التي تظهر في شكل راية أو شارة أو لوحة خشبية أو نسيج يدوي أو أوانٍ منقوشة، هي في الحقيقة حاملة لرسالة الوفاء والعزة والمحبة لمقام سيد الشهداء (عليه السلام).
وأكدت جلالي دهكردي أن الفن الإيراني يُعرض في مسيرة الأربعين كرمز للروحانية؛ حيث ترفرف الأعلام في الرياح، وتدور المسابح الخشبية في أيدي الزوار، وتضفي الفخاريات الدينية رقةً على روح الرحلة. هذه ليست مجرد أشياء، بل تجليات للعشق.
وأشارت جلالي دهكردي إلى برامج هذه المعاونية خلال أيام الأربعين لهذا العام، قائلة: تم إنشاء أسواق للصناعات اليدوية في المنافذ الرئيسية بهدف تكريم الزوار. نحن نسعى لأن يكون الفن الإيراني في خدمة صفاء نية الزوار؛ فقط امتداداً لسنة الوقف والنذر والخدمة المخلصة.
وأكدت أن الصناعات اليدوية في المراسم الدينية ليست سلعة استهلاكية، بل حاملة لرسائل الإيمان ورابطة لقلوب الناس بأهل البيت(ع). مسيرة الأربعين فرصة فريدة لتتألق روح الفن الإيراني في درب المعرفة والعبودية والعشق.
وفي الختام، أشارت جلالي دهكردي إلى أن زائر الأربعين يسافر بقلبه، والفن هو الرفيق الصادق الذي يوصل هذا القلب إلى مدينة كربلاء المقدسة. الصناعات اليدوية في هذا الطريق هي لغة الحب الصامتة ورسول التعاطف بين أبناء الشعب الإيراني المؤمن.