مُشيداً بصمود الشعب خلال عدوان الـ12 يوماً

رئيس الجمهورية: الدعم الشعبي الكبير أحبط مخططات العدو الخبيثة

الوفاق- أكد رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان على ضرورة التنسيق مع السلطتين التشريعية والقضائية وتشكيل فريق خبراء لتعزيز وتحشيد الجهود في تطبيق الصلاحيات المفوضة للمحافظات، وقال: إن تفويض الصلاحيات إجراء صحيح وفعال، ولن نتخلى عن الهدف الأسمى في هذا الصدد؛ ومن الطبيعي أن تواجه هذه المسألة صعوبات في التنفيذ، وهو ما يجب حلّه من خلال التعاون والتنسيق.

وأضاف الرئيس بزشكيان، في الاجتماع الوطني للمحافظين في وزارة الداخلية صباح الإثنين، مُحيّياً ذكرى شهداء عدوان الإثني عشر يوماً، ومُشيداً بصبر الشعب وصموده في وجه العدوان، قائلاً: أولًا يجب أن نشكر الشعب الذي صمد خلال الأيام الإثني عشر العصيبة، وبدعمه الكبير اللامحدود أحبط مخططات العدو الخبيثة. مضيفاً: لقد ضاعف هذا الدعم مسؤوليتنا، واليوم، أكثر من أي وقت مضى، علينا واجب أن نكون خداماً صالحين لهذا الشعب العظيم.

 

*القيادة الاستثنائية لقائد الثورة الاسلامية

 

وأبدى رئيس الجمهورية تقديره للإدارة والقيادة الاستثنائية لقائد الثورة الاسلامية خلال عدوان الاثني عشر يوماً، مؤكدًا: “لم يتخيل الأعداء قط أنه بعد عمليات الاغتيال الجبانة، سيتمكن جهاز صنع القرار في البلاد على أعلى مستوى من استبدال القادة الجدد في غضون ساعات قليلة، وأنهم سينفذون أيضاً عمليات الردّ على العدو بنفس السرعة”. هذا الواقع، يعني أن الأمل والقوة لا يزالان حيّين في البلاد، وأن هيكل القيادة وصنع القرار في البلاد، على عكس ما يتخيله العدو، لا يخضع للفراغ أو عدم الاستقرار.

 

وأكد الدكتور بزشكيان أن على كل محافظ، بصفته رئيساً لمحافظته، أن يُحلل الأمور ويديرها بوعي وإتقان وسرعة، وقال: لو أردنا الوصول إلى هذا المستوى من اتخاذ القرارات وتنفيذها من خلال الهياكل الهرمية، لما حققنا النتيجة المرجوة. وأضاف: أن جميع نظريات الإدارة تُقرّ بالعدالة قولًا؛ لكن في الممارسة العملية، يبتعد الكثير عن تطبيقها الفعلي، وقال: يجب أن نعامل جميع الناس على أساس العدالة، بغض النظر عن العرق أو الدين، أو كونهم أصدقاء أو أعداء. إن العدالة في قبول المناصب، واحترامها، والتعامل مع الناس شرط أساسي لوحدة المجتمع وتماسكه.

 

*القدرات الإدارية ركائز مهمة في تقدم المجتمعات

 

وفي معرض شرحه لمؤشرات التنمية، اعتبر الرئيس بزشكيان القدرات الإدارية ركائز مهمة في تقدم المجتمعات، وقال: إن اختيار المحافظين هو أحد الأمثلة الملموسة على تقييم هذه القدرات. وفي الحكومة الحالية، يتم اختيار المحافظين بناءً على الخبرة والمعرفة والعلم. وأضاف: سيزداد الهيكل الإداري للبلاد قوةً عندما تُجرى الترقيات فيه على مراحل، وعلى أساس الجدارة. وبناءً على ذلك، تألق في الميدان حكامٌ لم يكن أحدٌ ليتخيل أنهم سيُظهرون هذا الأداء الناجح في عدوان الاثني عشر يوماً.

 

وأكد الدكتور بزشكيان أنه من خلال التعاون والاستفادة من القدرات الاجتماعية فقط، يُمكن تحقيق خارطة طريق واتخاذ قرارات وإجراءات فعّالة في البلاد، مضيفاً: كانت تجربة عدوان الاثني عشر يوماً مثالًا واضحًا على تجلّي القدرات الاجتماعية في البلاد، حيث تطوّع الناس في مختلف المجالات إلى أماكن خدمتهم، حتى لو لم يكونوا في الخدمة. على سبيل المثال، ضحّى الطاقم الطبي، بغض النظر عن المزايا المادية، بنومه وراحته، وسطرّ ملاحم فريدة من التضحية والتعاطف.

 

*القدرات الاجتماعية التي يجب تعزيزها وتنظيمها

 

ولفت رئيس الجمهورية إلى أن مثل هذه السلوكيات تُظهر قوة القدرات الاجتماعية التي يجب تعزيزها وتنظيمها، وقال: لحسن الحظ، لدينا بنية تحتية جيدة في هذا المجال، بما في ذلك المساجد والمؤسسات العامة والتعبئة والحياة الدينية والهياكل الشعبية التي يمكن أن تُشكل أساساً لنموذج جديد في الحكم. وأكد على أهمية تغيير طريقة عقد الاجتماعات وصنع القرار، قائلاً: إذا تمكنا من عقد الاجتماعات على شكل ورش عمل، فسنتمكن من تحقيق لغة ورؤية مشتركة والاستفادة من القدرات الحقيقية للمجتمع. يجب أن نحدد بدقة المؤسسات الشعبية مثل المنظمات غير الحكومية والمساجد والدورات الثقافية لتحديد الدور الذي يمكن أن تلعبه كل منها.

 

واعتبر تبلور المشاركة العامة أحد أهم أمثلة النجاح في الفترة الأخيرة، وأشار إلى أنه في هذه الفترة القصيرة، تمكنا من اتخاذ خطوات مهمة في مجال تطوير المدارس بتحفيز ومشاركة أهالي الأحياء.

 

وأكد الرئيس بزشكيان على ضرورة المشاركة الشاملة في إدارة البلاد، قائلاً: يجب على جميع الأحزاب والجماعات والفصائل وأفراد الأمة تحمل بعض مسؤولياتهم والمشاركة في حل مشاكل البلاد. تعتقد الحكومة أنها مسؤولة عن الشعب، وخاصةً الفئات الأكثر حرمانًا والأكثر حاجةً للدعم.

 

وجدد الدكتور بزشكيان شكره لقائد الثورة الاسلامية على تأكيده على الوحدة والتماسك الوطنيين في اجتماعه الأخير مع مسؤولي السلطة القضائية، قائلاً: لقد وجّه قائد الثورة الاسلامية رسالة واضحة للمجتمع مفادها أن الدفاع عن الوطن لا يقتصر على فئة أو دين أو لباس معين؛ بل على كل من لديه أي معتقد أو مظهر، إذا كان قلبه مع إيران، أن يبادر بالعمل. ولحسن الحظ، شهدنا في هذه الأيام أن الإيرانيين، بمختلف مظاهرهم وأذواقهم، قد برزوا بشجاعة ودافعوا عن الوطن.

 

* التفاعل الإيجابي بين السلطات

 

وفي إشارة إلى التفاعل الإيجابي بين السلطات، أكد الرئيس بزشكيان: لحسن الحظ، يسود اليوم جو تعاون ممتاز بين الحكومة والسلطة القضائية ومجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)؛ وفي هذا الصدد، أرى من الضروري أن أعرب عن امتناني لرئيس السلطة القضائية والقضاة الموقرين الذين تعاونوا بإيجابية مع الحكومة بتوجيه من قائد الثورة الاسلامية. كما أتقدم بالشكر للسيد قاليباف ونواب مجلس الشورى الاسلامي على دعمهم الصادق.

 

كما أكّد الرئيس بزشكيان على دور المرأة في تنمية البلاد، وقال: يجب أخذ النساء والأخوات على محمل الجد في جميع مستويات الإدارة والمجتمع، وإتاحة الفرصة لهن للاستفادة من قدراتهن.

 

واستعرض المحافظون، خلال الاجتماع، أداءهم خلال الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني، وقيّموا تفويض الحكومة لهم بأنه كان فعالاً للغاية في تحسين وتعزيز جودة نظام صنع القرار والإدارة في المحافظات التي كُلفوا بها، خاصة خلال عدوان الإثني عشر يوماً.

 

المصدر: الوفاق