فقد سجلت وزارة الصحة في القطاع وفاة 19 شخصاً بسبب الجوع خلال الـ24 ساعة الأخيرة، بينهم طفلة تدعى “رزان أبو زاهر” لا يتجاوز عمرها 4 أعوام، عاشت نصفها في جحيم الحرب، لتنضم بذلك الى سجل يضم 70 طفلاً من شهداء المجاعة منذ بدء حرب الإبادة. وبينما يتساقط شهداء التجويع يتواصل سقوط الشهداء بنيران الاحتلال ومعظمهم ممن يسعون لسد جوعهم؛ فقد أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 27 فلسطينياً وإصابة آخرين بغارات شنها جيش الاحتلال على مناطق عدة بقطاع غزة منذ فجر الاثنين.
من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن تجويع المدنيين جريمة حرب ولا يجوز استخدامه سلاحاً، مؤكداً أن العائلات في قطاع غزة تواجه تجويعاً كارثياً، وأن الأطفال يعانون الهزال وبعضهم يموتون قبل أن يصلهم الطعام. وقد جاء الردّ العقابي الصهيوني على البيان الأممي على لسان وزير خارجية الاحتلال الصهيوني جدعون ساعر، الذي أمر بعدم تمديد تأشيرة إقامة جوناثان ويتال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
*حرب الإبادة الصهيونية مستمرة
وتواصل قوات العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، عبر القصف الجوي والمدفعي، وقتل المجوّعين والنازحين بدعم سياسي وعسكري أمريكي، وصمت دولي وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي.
وفي السياق، أفادت مصادر فلسطينية “باستشهاد العديد من المواطنين جراء الغارات الصهيونية على مناطق عدة من قطاع غزة منذ فجر الاثنين”، وتابعت: “وصل شهيدان إلى مستشفى الشفاء جراء استهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات في منطقة نتساريم جنوب مدينة غزة”، وأضافت: “انتشل جثمان الشهيد يحيي زكريا عيد من منطقة الزهراء جراء قصف صهيوني، ونقل إلى مستشفى العودة بالنصيرات وسط قطاع غزة، كما أصيب 3 مواطنين من عائلة المطوق إثر قصف من مسيرة صهيونية على شارع الغبارى ببلدة جباليا شمالي قطاع غزة”.
وقالت المصادر: “ارتقى شهيدان وأصيب آخرون في استهداف الاحتلال جنوب دير البلح وسط قطاع غزة، كما ارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون في قصف من مسيرة صهيونية على دوار النزلة في جباليا شمالي قطاع غزة”، وتابعت: “شنت طائرات الاحتلال صباح الاثنين غارة على خيام النازحين في مواصي خان يونس”، وأضافت: “استشهد المواطن أيمن صالح الرقب، وزوجته إسراء أبو عليان، وابينهما عبدالله ونور وابن خالتهما محمود الرقب جراء قصف صهيوني فجر الاثنين على خيام النازحين في مواصي خان يونس”.
*المقاومة الفلسطينية تستهدف آليات العدو
من جهة أخرى، نشر الإعلام الحربي التابع لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشاهد مصورة من عملية نوعية مركبة نفذها مجاهدوها في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، استهدفت ناقلة جند تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني، وذلك بهدف أسر عدد من الجنود الصهاينة. كما قالت سرايا القدس إن مقاوميها فجروا فجر الإثنين عبوة في آلية عسكرية صهيونية في أثناء توغلها جنوب شرق دير البلح وسط قطاع غزة.
وفي السياق، أعلنت سرايا القدس تنفيذ عدد من العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، استهدفت من خلالها مواقع وآليات تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني.
وأفاد الإعلام العسكري بأن مجاهدي السرايا قصفوا بقذائف الهاون النظامي (عيار 60 ملم) مقر قيادة وسيطرة لجيش الاحتلال الصهيوني داخل “صالة المهند” بمنطقة السطر الغربي شمال مدينة خان يونس. كما أعلنت سرايا القدس أنها تمكّنت من تدمير مركبة عسكرية صهيونية بواسطة عبوة ناسفة من نوع (برق – الصدمية) في منطقة معن جنوب شرق خان يونس.
وفي تطور لافت، أكّد مجاهدو السرايا – بعد عودتهم من خطوط الاشتباك – أنهم نفذوا عملية مشتركة مع مجاهدي كتائب القسام، استُهدفت خلالها ثلاث دبابات صهيونية من نوع “ميركافاه” في كمين محكم، جرى تنفيذه باستخدام عبوتي (ثاقب وشواظ) وقذيفة “تاندوم”، وذلك في محيط مسجد الرضوان بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، بتاريخ 7 تموز/يوليو 2025.
كما عرض الإعلام الحربي للسرايا، مشاهد مصورة لقصف مجاهدي القوة الصاروخية مواقع “سديروت”، و”مفلاسيم”، و”نيرعام” في غلاف غزة بعدد من الصواريخ، ردًّا على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
*اغتيال صحفي وخطف طبيب بارز جنوب قطاع غزة
في غضون ذلك، نفذت قوة صهيونية عملية خاصة في جنوب قطاع غزة أدت إلى استشهاد صحفي فلسطيني، واختطاف مسؤول صحي بارز وإصابة مرافقه.
وأفادت وسائل إعلام بأن قوة خاصة للاحتلال الصهيوني نفذت عملية عسكرية غرب خان يونس جنوب القطاع، أسفرت عن مقتل الصحفي الفلسطيني تامر الزعانين برصاص مباشر، وإصابة سائق سيارة إسعاف، واعتقال الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار والمتحدث باسم وزارة الصحة في غزة .
بدورها، أدانت وزارة الصحة في قطاع غزة بشدة هذه الجريمة، ووصفت اختطاف الدكتور الهمص بأنه استهداف مُتعمَّد لصوت المرضى والجوعى والمعذبين في غزة ، مشيرة إلى أن الهدف هو إسكات الحقيقة وحجب معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة.
*حملة اعتقالات يشنّها العدو الصهيوني في الضفة
من جانب آخر، أصيب 3 فلسطينيين، من بينهم مسنّان (70 عاماً)، بجروح نتيجة اعتداء جنود الاحتلال عليهم بالضرب فجر الاثنين في طولكرم شمالي الضفة الغربية، في ظل حملة اعتقالات يشنها جيش الاحتلال في بلدات الضفة، تزامنا مع اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى. كما اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مدينة نابلس فجر الإثنين، واعتقلت فلسطينيين اثنين بعد الاعتداء عليهما وتحطيم محتويات منازلهما.
كذلك اقتحم مستوطنون وقوات من جيش الاحتلال بلدة جلبون جنوب شرق جنين، من المدخل الجنوبي، وشرعوا بقص وتخريب أشجار الزيتون في أراضي البلدة.
وقالت مصادر محلية إن مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى وأدوا طقوسا تلمودية بحماية شرطة الاحتلال.