ووصل عدد من الصحفيين من مختلف دول العالم إلى طهران منذ يوم الخميس الماضي،للمشاركة في فعالية تحت عنوان “إدانة الإرهاب ضد وسائل الإعلام” لإحياء ذكرى شهداء الإعلام وزيارة الأماكن التي هاجمها الكيان الصهيوني خلال الحرب التي استمرت 12 يوما.
وبدأ مهرجان “صبح الدولي للإعلام” أعماله في عام 2023 بهدف التعريف بعدد كبير من المبرمجين الدوليين وخلق تفاعل بناء بينهم من أجل خلق توجه في الفضاء الإعلامي الدولي. يسعى هذا المهرجان إلى خلق تدفق إعلامي قوي ومؤثر على المستوى الدولي من خلال تحديد الأفراد الموهوبين والناشطين في مجال الإعلام والاحتفاء بهم، وتزويدهم بالفرص المناسبة لمواصلة إبداعهم الفني.
وفي هذه المناسبة أجرى مراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء(إرنا) مقابلة خاصة مع الصحفية الأمريكية “جنيفر كينغز”، التي تزور العاصمة طهران.
وإليكم النص الكامل للمقابلة:
متى علمت بالهجوم الصهيوني على إيران؟
وكنت أتابع مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار تقريبا على مدار 22 شهرا الماضية، حيث شنّت “إسرائيل” حملة تمييزية واسعة النطاق ضد الفلسطينيين. وهكذا، رأيت خبر الهجوم في اليوم الأول فور وقوعه. كان العالم أجمع في حالة صدمة واشمئزاز.
برأيك ما هو هدف “إسرائيل” من هذا الهجوم، وهل حققت أهدافها؟
أعتقد أن لـ”إسرائيل” أهدافا عديدة. ومن أهمها، مواصلة سياسة التوسع والإبادة الجماعية الجارية في فلسطين. إحدى طرق استمرار هذه الإبادة الجماعية هي بدء العدوان والعنف في أجزاء أخرى من المنطقة، كما حدث في لبنان واليمن، والآن في إيران. هذا النهج يصرف الانتباه العالمي عن “الهولوكوست” الذي يحدث الآن في فلسطين.
والنقطة الثانية هي شعورهم من قدرات إيران واكتفائها الذاتي. برأيي، “إسرائيل”، وكذلك الولايات المتحدة، واهمتان وتريدان سحق أي مقاومة؛ وهذا أيضا أحد أهدافهما الرئيسية.
عندما هاجمت “إسرائيل” إيران، هل كنت تتوقع أن يتم إطلاق هذا العدد الكبير من الصواريخ على “إسرائيل”؟
أنا لست متأكدا تماما مما كنت أتوقعه، ولكن يمكنني أن أقول إننا جميعا فوجئنا بسرور لأن طرفا ما وقف أخيرا في وجه “إسرائيل”.ما شاهدناه على مدى سنوات هو أن “إسرائيل” استهدفت دائما الناس العزل والنساء والأطفال والمعاقين وكبار السن والجوعى في غزة، وبهذه الإجراءات تمكنوا من مواصلة عملهم دون أي عقاب.كان من المذهل حقا رؤية مدينة مثل تل أبيب تهاجم وتعاني من دمار جسيم كهذا. أعتقد أن العالم أجمع صدم وسعد في آن واحد؛ فقد كانت لحظة ارتياح للكثيرين، إذ أخيرا وقف أحدهم في وجه هذه الإمبراطورية الإجرامية.
من أين كنت تتابع الأخبار وإذا كنت تريد مقارنة وسائل الإعلام الرئيسية بوسائل التواصل الاجتماعي، كيف ستفعل ذلك؟
الطريقة الوحيدة للحصول على الأخبار الحقيقية في أمريكا هي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الدولية، لأن جميع قنوات الإعلام الغربي ما هي إلا آلات دعاية حكومية.
اليوم، أصبح الدعم العالمي للشعب الفلسطيني واسع الانتشار. في ظل هجوم إيران على “إسرائيل”، كيف يقيم الرأي العام العالمي موقف إيران؟
على الأقل في الولايات المتحدة، وفي خضم حملات مناهضة الإبادة الجماعية التي شكِلت دعما لفلسطين، فإن وقوف إيران في وجه الإمبراطورية الإجرامية الأمريكية والإسرائيلية قد وضع البلاد في موقف إيجابي في نظر الكثيرين. وقد ساهم ذلك في تحييد سنوات وعقود من الدعاية السلبية وغسل الأدمغة التي وجهت ضد إيران والشعب الإيراني في الولايات المتحدة. برأيي، كان هذا إيجابياً للغاية، وأظهر أن إيران تقف على الجانب الصحيح من التاريخ؛ مع فلسطين، وضد هذا الكيان الإجرامي والإبادة الجماعية المسمى “إسرائيل” والولايات المتحدة.
استشهد العديد من الصحفيين خلال العدوان الصهيوني علىفي غزة ولبنان ومناطق أخرى. كما استشهد أكثر من 10 صحفيين على يد “إسرائيل” في إيران. برأيك لماذا تستهدف “إسرائيل” الصحفيين وتقيد الاعلام؟
أعتقد أن السبب واضح تماما، فهم لا يريدون أن تصل الحقيقة إلى شعوب العالم. حتى الآن، استشهد أكثر من مئتي صحفي في غزة وحدها، لأنهم لا يريدون أن يرى العالم جرائمهم.