وواصل الاحتلال القتل الجماعي للباحثين عن الطعام والنازحين فيما تتزايد اعداد المتوفين جوعا نتيجة الحصار وسط تحذيرات اممية من مستويات كارثية للمجاعة في القطاع. حيث يحتضر الاطفال و النساء و الشيوخ ممن بقوا على قيد الحياة من اهالي غزة جوعا فيما يستشهد العشرات منهم في مصائد الموت من أجل رغيف خبز ضمن مجزرة بطيئة تحدث امام اعين العالم و على يد كيان يسعى إلى التخلص منهم بشتى الوسائل ومن ثم الاستيلاء على ارضهم.
وقال مصدر طبي في مستشفى الشفاء إن عددا من الفلسطينيين استشهدوا بينهم اطفال وأصيب آخرون في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف خيام نازحين في مخيم الشاطئ. تاتي هذه المجزرة عقب مجزرة اخرى نفذها الاحتلال بحق المجوعين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات قرب منطقة الفروسية شمال غربي قطاع غزة.
كما استشهدت سيداتان جراء قصف اسرائيلي حي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة . وافادت مصادر فلسطينية بأن طائرات جيش الاحتلال شنت في وقت مبكر من اليوم غارات متواصلة وقصفا مدفعيا على جنوب دير البلح وسط القطاع. كما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة للمنازل في المناطق الشرقية لمدينة غزة وكذلك في بيت حانون شمالا.
اما سياسة التجويع والتعطيش التي يستخدمها الاحتلال باتت تهدد ارواح من تبقى على قيد الحياة من اهالي غزة امهات يشهدن الموت البطيء لاطفالهن. في الاطار أفاد مجمع ناصر الطبي في خان يونس باستشهاد الفتاة رحيل محمد التي تبلغ من العمر 32 عاما متأثرة بمضاعفات سوء التغذية الحاد والجفاف.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن 20 شخصا استشهدوا بسبب التجويع خلال يومين فقط. وحذرت الوزارة من أن ما يجري في غزة سياسة تجويع ممنهجة أسفرت حتى الآن عن استشهاد 86 شخصا معظمهم أطفال. في الأثناء، حذرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة من أن غزة على أعتاب إعلان حالة المجاعة رسميا بحلول أيلول إذا استمرت العراقيل أمام إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
بدوره، قال المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري إن العالم لم يشهد تجويعا من هذا النوع في التاريخ المعاصر. كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن سوء التغذية المميت بين الأطفال في غزة وصل إلى مستويات كارثية.