اعتبر وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي حسابات العدو في مختلف المجالات خلال الحرب المفروضة الأخيرة غيرصحيحة، وأ ن إيران في حالة تأهّب تاريخي دائم، وقال: لا يمكن هزيمة شعب إيران بتاريخ كهذا وحضارة وثقافة كهذه.
جاء ذلك خلال برنامج خاص أُقيم صباح أمس الثلاثاء، بعنوان «إلى الأبد، يا إيران» في قاعة «وحدت»، بهدف تكريم شهداء الثقافة والفن والإعلام، بحضور وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي وجمع من الفنانين.
وقال سيد عباس صالحي خلال هذا البرنامج الخاص: في الحرب التي استمرت 12 يوماً، كانت حسابات العدو فيما يتعلق بمختلف المجالات خاطئة، ومن بين هذه المجالات كانت إيران نفسها. لم يكن لديهم فهم صحيح لإيران. كانوا يتصورون أن السجادة الحمراء ستُفرد أمامهم، ولكن ذلك لم يحدث. إنه الخطأ نفسه الذي ارتكبه صدّام.
وتابع: التضامن الواسع بين الناس خلال هذه الأيام الاثني عشر أظهر كيف اجتمع الناس من أذواق ومذاهب وأعراق مختلفة حول محور إيران، وتوحّدوا بصوت واحد. وكان أهل الثقافة والفن والإعلام حاضرين في الميدان منذ بداية الحدث.
وأكد صالحي على أن العدو لا يعرف الجغرافيا الإيرانية جيداً، وأضاف: طوال آلاف السنين، كانت إيران ساحة لهجمات متعددة. إيران هي مفترق طرق تاريخي للعالم وآسيا، ولهذا السبب لا تُفاجأ أبداً، لأنها دائماً في حالة تأهّب تاريخي، والشعب الإيراني لا يُهزم.
وأضاف صالحي: أن العدو لا يعرف تاريخ إيران جيداً، بلدنا يتمتع بآلاف السنين من الحضارة، وليس دولة بلا هوية. ليس من السهل إسقاط هذه الشجرة بضربة فأس. تاريخنا مزيج من البطولات الملحمية والمعاني الصوفية الروحية، وقد رأينا ذلك في حرب السنوات الثماني. هذا المزيج يخلق قوة خارقة، ولا يمكن إسقاط هذا الشعب.
وتابع: العدو كان غافلاً أيضاً عن المجتمع الإيراني المعاصر، ولم يفهمه. ففي عام 2023، وبعد التوترات السياسية، قال حوالي 83% من الإيرانيين: «أنا فخور جداً وكثيراً بهويتي الإيرانية.» ولكن الكيان الصهيوني اعتقد، عن طريق حساباته الخاطئة، أن الشعب الإيراني مستعد للمصالحة أو السكوت أمام العدو.
وأكّد صالحي: كانت الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً فرصةً لنكون معاً، ويجب أن نثمّن هذه الفرصة.
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج الخاص «إلى الأبد، يا إيران»، هو تكريمٌ لذكرى شهداء الثقافة والفن والإعلام، وتحية لعائلاتهم الصابرة، ورمزٌ لتقدير الشعب الإيراني لمن سيبقون في الذاكرة إلى الأبد.