لكنّ اللقاءات، التي سيحضر الزعيم الصيني، شي جين بينغ، افتتاحها، وفق «رويترز»، تنعقد في أجواء من انعدام الثقة، فضلاً عن التباعد الإستراتيجي بين أوروبا الباحثة عن بدائل لعلاقة مضطربة مع الولايات المتحدة في العهد الترامبي، والصين المتحفّزة لتكريس موقعها في نظام عالمي جديد قيد التشكُّل.
أوروبيّاً، تأتي القمّة في وقت شديد الحساسية، بعدما وجدت القارة القديمة نفسها محشورة بين ثلاث قوى كبرى تتّسم علاقاتها بها بالاضطراب لأسباب متفاوتة: روسيا، الولايات المتحدة، والصين. لكنّ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض – ببرنامجه الانعزالي الأحادي ونزعته إلى تفكيك النظام الدولي القائم -، فرضت على بروكسل أن تعيد النظر في منهجية صياغة تموضعاتها بشكل جذري أثناء المرحلة المقبلة. فبعد اختيار النخب الليبرالية الأوروبية مربّع العداء التناحري مع روسيا، وأمام انسحاب واشنطن من صيغة الرعاية الدافئة لحلفائها على الجانب الآخر من الأطلسي، وتوظيفها للرسوم الجمركية والعقوبات كأدوات لابتزازهم تجاريّاً، تجد أوروبا نفسها بحكم الواقع الموضوعي مدفوعة نحو آسيا، وتحديداً نحو بكين، بحثاً عن شراكات إستراتيجية تعوّضها عن خسائرها على الجهتَين الأخريَين.
في المقابل، تَنظر بكين إلى بروكسل كقوّة متوسطة تُبالغ في انتقاداتها للنظام الصيني، وتُظهر تبعيّة متزايدة للولايات المتحدة – خصوصاً عبر تورّط بعض الدول الأوروبية في الجهود الإستراتيجية الأميركية للسيطرة على المحيط الهادئ -، ومواقف سلبية تجاه مطالبة بكين التاريخية بتوحيد الصين عبر استعادة آخر الأقاليم التي لا تزال خارج سيطرتها وهي تايوان. مع ذلك، فإنّ القيادة الصينية، ورغم مناخ تآكل الثقة المتبادل، تظلّ منفتحة في ما يبدو على دعوات إعادة تعريف العلاقة على أساس المصالح المتبادلة أساساً، وليس الأيديولوجيا أو الانحيازات الجيوسياسية.