وأضاف أن استمرار المعارك في غزّة وإطلاق النار من اليمن، بالإضافة إلى اقتراب الجبهة السورية من الاشتعال، وتصاعد الغليان في الضفّة الغربية، كلها عوامل تجعل من الصعب التنبؤ بمصدر الانفجار التالي.
وأوضح يهوشع أن زمير لم يركّز على وضع نهاية للحرب، حتّى وإن تحقق وقف إطلاق النار في غزّة، بل شدّد على ضرورة إدارة الجبهات المختلفة في ظل سيناريوهات متغيرة. ونُقل عنه تأكيده أهمية أن يكون التقدير “متواضعًا ومشككًا” عند النظر إلى المستقبل.
وأشار إلى أن غزّة طُرحت في النقاش بصفته ساحة رئيسة، لكن من الواضح أنه في السنوات القادمة، سيُطلب من الجيش “الإسرائيلي” التعامل مع عدة جبهات في آن. ولذلك، تقرّر تعزيز المسؤولية الإستراتيجية لقيادة العمق، والتي ستتحوّل إلى قيادة أركانية بقيادة اللواء دان غولدفوس الذي سبق أن قاد فرقة 98 خلال المناورات الأكثر كثافة داخل غزّة.
وتابع يهوشع أن زمير انتهز الفرصة ليعبّر عن رغبته في إنهاء المعركة في غزّة بصيغتها الحالية، مشيرًا إلى أن العام 2026 سيكون عام “الجاهزية، وإعادة التشكيل، واستغلال الفرص العملياتية”؛ وفقًا لقوله. وأكد أن العودة إلى الجهوزية بعد عامين غير مسبوقين لن تكون ممكنة، من دون تدريبات واستكمال النواقص في العتاد.
كما أعلن رئيس الأركان، بحسب يهوشع، أن الجيش سيواصل “إضعاف ومنع القدرات الإستراتيجية عن سورية وحزب الله، والحفاظ على حرية عمله”، مضيفًا أن المعركة مع إيران لمّا تنتهِ بعد، بل لا تزال بعيدة عن الحسم.
وفي ما يخص غزّة، أشار يهوشع إلى أن الجبهة ما تزال تتسبب في سقوط قتلى، موضحًا أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” يقف الآن أمام مفترق حاسم، حيث إن عملية “عربات جدعون”، والتي لم يكن هدفها إنهاء حماس، بل الضغط عليها للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار جزئي، ستنتهي فعليًا في الأسبوع المقبل.
وبيّن أن الجيش يقف حاليًّا عند الخطوط التي حُدّدت له قبل الدخول إلى مدينة غزّة ومخيمات الوسط. وفي المقابل، أوضح أنه لا توجد مؤشرات إيجابية من المفاوضات الجارية في الدوحة، فيما تزداد الانتقادات الدولية للوضع الإنساني في غزّة، حتّى من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث نقلت متحدّثة باسمه أنه “غير راضٍ إطلاقًا” عن الصور الخارجة من القطاع.
ونقل يهوشع عن مصادر “إسرائيلية” ادعاءها بأنه قدّمت تنازلات بعيدة المدى، بينما تواصل حماس التمسك بعدة مطالب، وتستخدم الوضع الإنساني في غزة ضدّ “إسرائيل”.
وأضاف أن: “المستوى السياسي قد يفضّل إصدار أوامر للجيش للانخراط في مواجهة شاملة مع اللواءين المتبقّيين من حماس، بما يشمل المناطق التي يُحتجز فيها الأسرى”. وأوضح أن رئيس الأركان يفضل تطويقًا وإنهاكًا ناريًا، لكنّه يعلم أن هذه الخطوة قد لا تؤدي إلى الحسم.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي يواجه أساسًا تعقيدات سياسية بسبب قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية، قد ينحرف عن خطه المتماشي مع رئيس الأركان ويدفع نحو تنفيذ عملية برية.
وختم يهوشع بالقول إن: “لحظة الحسم تقترب، لكن لا بد من وضع موعد نهائي واضح، فالمعركة طالت أكثر مما ينبغي، والإنجازات تآكلت، وزمير يدرك أيضًا أنه يجب الوصول إلى خط النهاية”.