مع بدء موج تسجيل زوار الأربعين الحسيني والاستعدادات في معبر باشماق الدولي، تستعد محافظة كردستان لاستضافة آلاف زوار الامام الحسين(ع)؛ وهي فرصة لا تقتصر على الجوانب المعنوية فحسب، بل تمهد أيضاً لازدهار اقتصادي في المنطقة.
مع حلول أيام ذكرى أربعين الإمام الحسين(ع)، اكتسبت أجواء محافظة كردستان طابعاً مميزاً، حيث تزين شوارع مريوان والمدن المجاورة تدريجياً بالأعلام السوداء والحمراء، ويتردد صوت المراثي في الحسينيات والتكايا.
وفي الوقت نفسه، أصبح معبر باشماق الدولي، الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى أحد المنافذ الرئيسية لزوار العتبات المقدسة، أكثر استعداداً يوماً بعد يوم لاستقبال أفواج عشاق الإمام الحسين(ع). هذا العبور الكثيف، إلى جانب الجوانب المعنوية، أوجد أرضية جديدة لازدهار اقتصادي وثقافي في المنطقة.
باشماق بوابة للزائرين وتنمية المنطقة
وصرح حجة الإسلام والمسلمين عبدالرضا بورذهبي، ممثل الولي الفقيه في محافظة كردستان: إن منفذ باشماق ليس مجرد نقطة عبور، بل هو حلقة وصل بين الروحانية والمعنوية والمعيشة في المنطقة.
وأوضح أن توفير البنى التحتية للطرق والخدمات والرفاهية في هذا المحور، بالإضافة إلى تسهيل سفر الزائرين، أدى إلى دوران رأس المال في مريوان والمدن المجاورة.
وتابع: إن الزائرين الذين يتوقفون لساعات في المحافظة ويستفيدون من الإمكانيات المحلية، يساهمون في ازدهار الاقتصاد المحلي من خلال شراء احتياجاتهم واستخدام خدمات الضيافة.
وذكر حجة الاسلام بورذهبي: ان مجرد حضور أهالي المحافظة في هذا المسار، بسبب حبهم وولائهم للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)، هذا بحد ذاته ثروة ثقافية قيّمة.
فلسفة الأربعين والرسالة العالمية لعاشوراء
يرى حجة الاسلام بورذهبي أن الأربعين الحسيني ليست مجرد شعيرة عبادية، بل هي فرصة لإعادة قراءة مبادئ الإمام الحسين(ع) في عالم اليوم.
وأشار الى ظلم يزيد في التاريخ، ولكن مصاديق الظلم والاستكبار لا تزال قائمة، ويقول: يجب إيصال هذه الرسالة إلى العالم بلغة جديدة والاستفادة من وسائل الإعلام.
ويؤكد حجة الاسلام بورذهبي أن حضور ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، حتى من غير المسلمين، يدل على أن رسالة عاشوراء لا تعرف حدوداً دينية، وبرأيه فإن هذا الحضور المليوني هو بحد ذاته وسيلة إعلامية حيّة تُلفت أنظار العالم إلى حقيقة الإيثار والحرية والصمود في وجه الظلم.
كردستان في مسار الأربعين
مع اقتراب أيام الأربعين، أصبحت أجواء محافظة كردستان أكثر تأثراً بحماس الإمام الحسين(ع)، حيث تستقبل أسواق مريوان وسنندج المسافرين الذين يشترون الهدايا ولوازم السفر قبل عبورهم الحدود. ويعتبر أصحاب المحلات التجارية، وأصحاب أماكن الإقامة المؤقتة، وسائقو سيارات الأجرة جميعهم هذه الأيام فرصة لازدهار أعمالهم.
لكن أبعد من كل هذا، فإن الأربعين الحسيني بالنسبة لأهالي محافظة كردستان يذكّرهم بمفهوم أعمق؛ وهو تذكير بحقيقة أن اتباع منهج الإمام الحسين(ع) لا يقتصر على الحداد فقط، بل يعني الصمود في وجه الظلم ونشر ثقافة الإيثار.
مسيرة الأربعين الحسيني هذا العام أيضاً، وبمشاركة ملايين العشاق من جميع أنحاء العالم، ستكون تجلياً للوحدة والمقاومة والروحانية، وكردستان بدورها البارز تخدم زوار الإمام الحسين(ع) وتستفيد من هذه الفرصة للتنمية الاقتصادية والثقافية.
معبر باشماق هذه الأيام ليس فقط بوابة نحو العتبات المقدسة، بل هو أيضاً جسر بين مبادئ الإمام الحسين(ع) وإعمار المناطق الحدودية في إيران.