فيما يحاول الغرب مواصلة الضغوط على البلاد عبر تسييس الملفّ النووي..

ردّ صارم على مزاعم الوكالة بشأن التخصيب

مطلع الأسبوع المنصرم زعم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إنه على علم بما أوردته تقارير صحفية عن ارتفاع مستويات تخصيب اليورانيوم في إيران.

2023-02-24

في المقابل نفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأمر ودعت الوكالة الدولية للحياد، واتهم كبار المسؤولين في البلاد الوكالة الدولية بالعمل على تسييس هذا الملف على إثر ضغوط أمريكية غربية.

زعم غروسي حينها في تصريحات صحفية مساء الأحد المنصرم، أن الوكالة تناقش مع إيران نتائج أنشطة التحقق النووية الأخيرة، وأنه سيبلغ مجلس محافظي الوكالة بالتفاصيل على النحو المناسب.

وفي وقت سابق الأحد، أفادت وكالة بلومبيرغ (Bloomberg) للأنباء بأن وكالة الطاقة الذرية اكتشفت مادة يورانيوم مخصبة بدرجة نقاء تبلغ 84% في أحد المواقع الإيرانية، وهو ما يقترب من درجة نقاء الأسلحة النووية.

*الردّ الكامل

الردّ على مزاعم الوكالة الدولية جاء سريعاً، فعقب تفنيد إدعاءات غروسي من قبل رئيس منظمة الطاقة الذرّية الايراني محمد اسلامي، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية “بهروز كمالوندي”، ان ايران قدمت ردودها على جميع أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تخصيب اليورانيوم ولا توجد مشكلة لم نرد عليها.

وقال كمالوندي في مقابلة مع قناة “برس تي في” الإيرانية، إنه على الرغم من أن هذه التقارير فنية، إلا أننا نعتقد أنها ليست بعيدة عن وجهة النظر السياسية السائدة، مضيفا: يجب طرح بعض هذه القضايا في المفاوضات بيننا وبين الوكالة، ويجب ألا يتدخل الآخرون في هذا المجال.

*اتهامات متواصلة من الوكالة

وشدد على ضرورة عدم إفصاح الوكالة عن بعض هذه القضايا حتى الانتهاء من المراجعات، مشيرا إلى أن الوكالة قالت قبل ذلك إن إيران قامت بتغيير البنية التحتية للتخصيب بنسبة 60 بالمائة في فردو، ونحن قلنا لهم ردا على ذلك بأننا لم نفعل شيئا كهذا.

وأضاف كمالوندي: منذ انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشترك الشاملة، انخفضت التزاماتنا إلى مستويات الحماية. بناء على الخطة، كان لدينا إلتزامات حماية إضافية، وكانت لدينا التزامات محددة وموجهة نحو خطة العمل المشترك الشاملة.

*أهمية الطاقة النووية للبلاد

وقال كمالوندي: إن صناعتنا النووية صناعة نووية متوسطة مقارنة بعدد سكاننا، وهذه الصناعة مرتبطة بإنتاج الأدوية الإشعاعية. يوجد في إيران مليون مريض يستخدمون الطب الإشعاعي.

وتابع: كتبت شركة بارس ايزتوب الإيرنية التي تعمل في هذا الصدد، رسالة إلى الولايات المتحدة مفاده أنه لا ينبغي حظر منتجاتها، لكن الولايات المتحدة ردت بأن الحظر جاء لعضوية الشزكة في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.بينما في الدول الأخرى تعتمد الشركات على منظمات الطاقة الذرية لإنتاج الأدوية المشعة.

وأضاف: تسببت تصرفات الغربيين في تعريض حياة المرضى الإيرانيين للخطر، إذا لم نتمكن من إنتاج هذه الأدوية المشعة سنواجه العديد من المشاكل في علاج المرضى.

وأوضح أن أمريكا لا تقدم هذه الخدمات لإيران، هي تدعي أنها لا تحظر الغذاء والدواء، لكنها لن تتوقف عند أي شيء للضغط على الشعب الإيراني، حتى لو كانت غذاء ودواء. إذا لم يكن لدينا الطاقة النووية، فلن يكون لدينا الأدوية المشعة. نحن بحاجة ماسة للطاقة النووية.

* الطاقة النووية وتأثيرها على الإقتصاد والصناعة

واضاف كمالوندي لإنتاج الكهرباء لا يمكن الاعتماد فقط على قطاع الطاقة الكهرومائية، بل يجب استخدام الطاقة النووية. ويبلغ إنتاج الطاقة الكهرومائية في إيران حاليا 12 بالمائة.

وتابع: لابد من إنتاج الكهرباء بطريقة لا تسبب التلوث ومن هذه الطرق إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية. إيران لديها هذا العلم والعلماء التي تحتاجها لإنتاج الكهرباء النووية وتستخدمها في مختلف القطاعات مثل الزراعة والصناعة.

وصرح: يعد الاستخدام في القطاعات الطبية والزراعية والطاقة مهما للغاية، كما تستخدم الطاقة النووية في صناعة الأسمنت.

وأوضح أن فيما يتعلق باكتشافات النفط ، يمكن أيضًا استخدام الطاقة النووية. وإذا العدو حرمنا من امتلاك الطاقة النووية فسوف نتخلف في كثير من المجالات. بالإضافة إلى تخصيب اليورانيوم، هناك مجالات أخرى، يمكن أن تؤثر الطاقة النووية على اقتصادنا وصناعتنا.

*إجراءات الوكالة الدولية

وردا على سؤال حول الالتزامات التي لا تفي بها إيران الآن، على الرغم من أن خطة العمل المشترك الشاملة ماتت عمليا، قائلا: لاحظ أن التزاماتنا قد تم تقليصها منذ انسحاب الولايات المتحدة من الخطة العمل المشترك الشاملة إلى حد الوفاء بالتزاماتنا القائمة على الضمانات.

وأضاف: لدينا إلتزامات تتجاوز الضمانات، ووفقا لخطة العمل المشترك الشاملة، كان علينا الوفاء بالالتزامات التي تتجاوز الضمانات. لكننا أغلقنا الكاميرات وقللنا أو أوقفنا الكثير من التزاماتنا.

ولفت إلى لا يمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تطلب أكثر من مطالبها، وقال لا يمكنهم إخبارنا بعدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكننا الحصول عليها وعدد أجهزة الطرد المركزي التي تم تركيبها. هذا لا علاقة له بالوكالة.

وتابع: بالطبع لدينا التزامات والوكالة عليها أيضا التزامات أخرى. لا يمكن للوكالة أن تأتي كل يوم وتقول إنها تريد إجراء تحقق.

* أعلى مستوى من التعاون

وأضاف: لديهم التزامات ويجب عليهم إجراء عمليات التفتيش الخاصة بهم ، لكن لا ينبغي لهم عرقلة عملنا بعمليات التفتيش الخاصة بهم. علينا أن نتعاون معهم فيما يتعلق بالضمانات.

وصرح: أن إيران لديها أعلى مستوى من التعاون مقارنة بالدول الأخرى وقال: بناء على الالتزامات الواردة في الضمانات ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، يحق لإيران التخصيب بأي نسبة تريدها.

*دعاية الغرب السلبية

وقال كمالوندي:عندما يتحدثون عن ممارسة  أقصى الضغوط، فإنهم يقصدون الضغط بكل الأدوات. في بعض الأحيان يستخدمون القضايا الاقتصادية بهذه الطريقة.او في بعض الأحيان يستخدمون القضايا السياسية أو المتعلقة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران  أو قضايا حقوق الإنسان. وفي بعض الأحيان يتهموننا بالإرهاب.

وأضاف:عندما لا يستطيعون استخدام أعذارهم القديمة، فإنهم يقدمون ذرائع واتهامات كاذبة ضد إيران.

وأشار كمالوندي إلى إنهم لا يقصفون أي دولة بدعايتهم السلبية بقدر ما يقصفون إيران مضيفا: لقد أنشأوا العديد من القنوات التلفزيونية والإذاعية باللغة الفارسية التي تعمل ضد الجمهورية الإسلامية، والعديد من أقوالهم خاطئة. لكن معظم هذه الدعاية ضد إيران تتم بأهداف سياسية.

* مسؤولو الوكالة الدولية في طهران

وفي وقت سابق من الأربعاء المنصرم، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، ان مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأوا بالمباحثات والجولات في طهران منذ يوم الثلاثاء (21 فبراير). وأوضح أنه تجري الآن إزالة أوجه لبس بشأن نسبة تخصيب اليورانيوم سببها أحد المفتشين. وأضاف: إن الاتفاق النووي هو اتفاق متعدد الأطراف وبعض أطرافها تخلت عن تعهداتها في الاتفاق خاصة الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق.

 

المصدر: الوفاق/وكالات