آمنة، التي تعيش مع أطفالها الثلاثة، فقدت وعيها أثناء غسل الملابس بسبب الجوع، حيث لم تتناول وجبة كاملة منذ أكثر من أربعة أشهر. تقول آمنة: “الجوع أقوى مني، ولا أستطيع رؤية أطفالي يتضوّرون من الجوع”. تعاني من حالات إغماء متكررة، ما يثير قلقها من عدم قدرتها على العناية بأطفالها.
من جانبها، تحاول هناء (35 عاماً) إعداد الخبز باستخدام آخر ما تبقى لديها من الأرز والمعكرونة، لكنها تشعر بالدوار والضعف. “كنت أتحمل الجوع في السابق، لكن الآن لا أستطيع حتى التفكير في الطبخ بدون طعام”، تقول هناء، مشيرة إلى أن أطفالها يخشون أن تموت فجأة. يوسف (39 عاماً)، أب لسبعة أطفال، فقد قدرته على العمل بسبب الجوع، ويكافح لتوفير الطعام لعائلته. “أطفالي لم يعودوا يلعبون أو يضحكون، أجسادهم نحيلة وكأن اللحم ذاب عنها”، يضيف يوسف بحزن.
في ظل هذه الظروف القاسية، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 15 شخصاً، بينهم أربعة أطفال، بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، ما يرفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 101 حالة، بينهم 80 طفلاً، منذ بداية الأزمة. تؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن سكان غزة، بما في ذلك موظفوها، يواجهون حالات إغماء بسبب شدة الجوع، مما يعكس الوضع المأساوي الذي يعيشه القطاع. مع استمرار الحصار ومنع دخول المواد الغذائية الأساسية.