في تصعيد هو الأخطر منذ قرابة خمسة أعوام، عادت أصوات القصف إلى الحدود بين كمبوديا وتايلاند، حيث اندلعت اشتباكات دامية أعادت إلى الواجهة نزاعًا حدوديًا تاريخيًا لم يُحسم بعد.
التوتر بلغ ذروته صباح الخميس، حين تبادل الطرفان إطلاق النار قرب معبد ‘تا موان ثوم’ على الحدود الشرقية، وسط اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن بدء الاشتباك.
الجيش التايلاندي أعلن أن القوات الكمبودية أطلقت صاروخين ، استهدفا قرية حدودية في محافظة سورين، ما أدى سقوط قتلى وجرحى مدنيين. بانكوك ردّت سريعًا، إذ شنت طائرات ضربات جوية على هدفين عسكريين داخل الأراضي الكمبودية، في أول استخدام معلن للقوة الجوية بهذا الحجم منذ سنوات. وزارة الدفاع الكمبودية وصفت الغارات بالعدوان الوحشي، مؤكدة أن قواتها كانت في وضع دفاعي، وأن ردها جاء ضمن الحق المشروع في الدفاع عن النفس.
التصعيد يأتي في سياق توتر متراكم منذ مايو الماضي، حين قُتل جندي كمبودي في اشتباك محدود على الحدود. ومنذ ذلك الحين، تبادل البلدان طرد السفراء، وفرضت قيود على المعابر، بينما اتهمت بانكوك جارتها بزرع ألغام جديدة في المناطق المتنازع عليها.
الخلاف ليس جديدًا، فالنزاع على ترسيم الحدود الممتدة لأكثر من 800 كيلومتر يعود إلى أكثر من قرن، وكان سببًا في اشتباكات دامية بين عامَي 2008 و2011، خلّفت عشرات القتلى وآلاف النازحين.
واليوم، مع استمرار القصف وتبادل الاتهامات، تتضاعف المخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة، في ظل غياب أي بوادر لحل سياسي أو وساطة دولية.
تايلاند أغلقت معابرها مع كمبوديا وأوصت رعاياها بالمغادرة الفورية، فيما أعلنت كمبوديا فرض الخدمة العسكرية الإلزامية، في خطوة اعتُبرت رسالة سياسية وأمنية للداخل والخارج.
وبينما تتصاعد المواجهات على الأرض، تبقى الأسئلة مفتوحة: متى وكيف سيتوقف إطلاق النار؟