ويتفق الخبراء على أن هذه الاحتجاجات تعكس رفضًا شعبيًا قاطعًا لأي محاولات للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، في ظل الضغوط الأمريكية والأوروبية المتزايدة في هذا الاتجاه. وأكد أحمد ولد أمبارك، رئيس مركز ديلول للدراسات الاستراتيجية، أن هذه التظاهرات ليست حدثًا عابرًا، بل تعبر عن عقيدة راسخة في وجدان الشعب الموريتاني، حيث تعتبر القضية الفلسطينية التزامًا أخلاقيًا ووطنيًا.
ولد أمبارك أشار إلى أن الاحتجاجات تعكس موقفًا شعبيًا ثابتًا يرفض جميع أشكال التطبيع، مستذكرًا كيف واجه الشعب الموريتاني النظام السابق الذي حاول إقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي. وأكد أن الرسالة واضحة: “موريتانيا ليست بيئة حاضنة للتطبيع”.
الدكتور بون باهي، المحلل السياسي الموريتاني، اعتبر أن هذه الاحتجاجات تمثل رسالة قوية للإدارة الأمريكية، التي تدعم مشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. وأوضح أن الشعب الموريتاني، الذي يشهد ما يحدث في غزة، لن يقبل بالتطبيع مع كيان يعتبره مجرمًا.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت يستمر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 59 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال. هذه الأرقام تعزز من موقف الشعب الموريتاني الرافض لأي تقارب مع الكيان الإسرائيلي، مما يعكس التزامهم الثابت بالقضية الفلسطينية.