سوريا تدعو تركيا لإبرام اتفاقية أمنية وعسكرية

لم يخرج ما كشفته وزارة الدفاع التركية عن قيام دمشق بالطلب من أنقرة وبشكل رسمي تقديم دعم لها في مجال تعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" عن حدود المتوقع .

لا بل ثمة من يعتبر أن طلبا كهذا جاء متأخرا لشهور عقب قيام الحكم الجديد في دمشق، وقد مهد له عقد ونيف من الجهد التركي اللامحدود لعسكرة الثورة السورية.

وفي الوقت الذي تزور فيه الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية أنى شاءت وتقصف لمجرد الرغبة في إرسال رسائل التحذير من أي سلوك يمكن أن تقدم عليه دمشق وينطوي على تهديد لها، تبدو الحكومة السورية مضطرة للاستعانة بالجار التركي على ما يمكن أن يثيره ذلك من قلق لدول الخليج الفارسي وتململ من جانب الأكراد السوريين يدفعهم للتريث في الاندماج مع حكومة وجيش دمشق، والأهم من ذلك ترقب ردة الفعل الإسرائيلية التي أجهضت طائراتها أكثر من محاولة تركية للتموضع وسط سوريا.

فهل ستنجح دمشق الغارقة في مستنقع السويداء، والتي لم تنجح حتى الآن في غسل موبقات ما جرى في الساحل سابقا، في نسج علاقة متوازنة مع كل الأطراف التي تتصارع على الكعكة السورية؟

وما موقف واشنطن من صراع حليفيها التركي والإسرائيلي على الأرض السورية؟ وإلى أي مدى سيصمد الاتفاق الأمني بين دمشق وأنقرة في ظل وجود من يقاربه من زاوية مساعي تركيا للسيطرة الكلية على سوريا استنادا لدورها البارز في وصول الحكومة الحالية إلى القصر الرئاسي في دمشق؟

المصدر: روسيا اليوم