وأكّد البيان الذي صدر الجمعة عقب انطلاق مسيرة “الوفاء للشهيد الرئيس الصماد والتضامن مع الشعب الفلسطيني” في مدينة صعدة شمال اليمن، “الدور الأميركي في العدوان على اليمن، الذي حدّد للعدو السعودي استهداف الشهيد الصماد”.
وأشار البيان كذلك إلى حق الشعب اليمني في مواجهة العدوان والحصول على ثرواته ورفضه كل أشكال الوجود العسكري الأجنبي في المحافظات والجزر اليمنية.
كما دعا بيان مسيرات صعدة وذَمار والجوف والبيضاء والضالع ورَيْمَة المكونات السياسية للتركيز على الأولويات الجامعة، مؤكداً أهمية بذل الجهود لإصلاح مؤسسات الدولة.
وشهدت صعدة، صباح الجمعة، تظاهرة حاشدة وفاءً للشهيد الصماد، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتحذيراً للعدوان على اليمن.
وفي محافظة الضالع جنوب اليمن، احتضنت مدينة دَمّت مسيرات مديريتي دمت وجُبَن، كذلك خرج أبناء محافظة رَيْمَة في تظاهرة مماثلة في مدينة الجَبين؛ المركز الإداري لمحافظة رَيْمة، وفي مدينتي البيضاء ورداع.
*الولايات المتحدة تحدد للسعودية استهداف الشهيد الصماد
في السياق أكد قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي: أنّ العدوان قام بقتلٍ ممنهج لآلاف المدنيين كما دمّر البنية التحتية في اليمن.
الحوثي قال خلال كلمةٍ له في الذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد، أنّ الحركة أجرت تحقيقاً توصّلت من خلاله إلى نتيجةٍ مؤكدة، أنّ أميركا هي التي حددت للسعودية استهداف الشهيد الصماد كهدفٍ أساسي.
وأشار الحوثي إلى أنّ “الأميركي يعترف بأنّه هو من يُوجّه عمليات القصف وهو له الدور الإشرافي على العدوان منذ بدايته”.
وأضاف أنّ “الدور السعودي والإماراتي في العدوان هو الدور التنفيذي، فهم يُنفّذون ما تُمليه عليهم واشنطن”.
ولفت قائد حركة أنصار الله إلى أنّ “ممارسات تحالف العدوان ألحقت الضرر الكبير في الشعب اليمني، سواء على مستوى القتل والتدمير أو الحصار والتجويع أو على المستوى الصحي”.
*مستوى قدراتنا العسكرية تطور مقارنةً ببداية العدوان
وقال الحوثي إنّه “بقيت مساحةٌ مهمّة من اليمن تُمثّل العمق الاستراتيجي وعجز الاحتلال السعودي من السيطرة عليها”.
وأضاف أنّ “الهجمة التي شهدناها في هذه المرحلة كانت الأقوى تاريخياً بالنظر إلى حجم الجيوش والظروف الصعبة التي يُعانيها شعبنا”.
وأوضح قائد حركة أنصار الله أنّه “إذا نظرنا إلى الوضع اليوم مقارنةً ببداية العدوان، وبالسنوات الماضية، هناك فارقٌ كبير جداً في مستوى القدرات العسكرية اليمنية”.
*هل بات الاتفاق بخصوص اليمن وشيكاً؟
وأردف الحوثي أنّ “التماسك الشعبي كان ركيزة أساسية لتطور القدرات العسكرية”، معقباً: “علينا الاهتمام بالقدرات العسكرية والتصدي لكل محاولات الأعداء لكسر إرادة الشعب اليمني”.
وقال قائد حركة أنصار الله أنّ “الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى عرقلة الجهود العمانية، وهي إبعاد قوى العدوان عن أيّ اتفاقٍ أو تفاهم، وهذا غير مقبول أبداً”، مضيفاً أنّ “الملف الإنساني هو أولوية في المفاوضات”.
وأشار إلى أنّه “لا يمكن أن يتنصل العدوان الأميركي من أيّ التزاماتٍ أو اتفاقاتٍ لأنّه الطرف المعتدي على اليمن”.
وعقّب الحوثي بقوله: “فليعلم الأميركي والبريطاني والسعودي والإماراتي بأنّ عليهم أنّ يتحملوا مسؤولياتهم في إطار أيّ اتفاق”.
وأردف أنّ “منابع الثروة مُحتلة من قبل العدوان، وهو من يتحكم بها، ويحرم الشعب منها منذ 8 سنوات”، محملاً العدوان مسؤولية حرمان الشعب اليمني من ثروته.
وأضاف أنّ “أميركا تحاول تأجيل انسحاب القوات الأجنبية من اليمن إلى أجلٍ غير مُسمّى وهذا الأمر جوهريٌ بالنسبة لنا ولا نقبل به”.
*اليمن لا يقبل بوجود قواتٍ غازية
وشدد على أنّ “اليمن لا يمكن أن يقبل بوجود قواتٍ غازية أو مُحتلة في أيّ محافظةٍ أو جزيرة، لأنّ في ذلك تدخلاً مباشراً بشؤون بلادنا”.
ولفت إلى أنّ “الوجود الأميركي والبريطاني في اليمن هو عدوان واحتلال، ولا يمكن القبول به، ونتعامل معه على أنّه قوّة احتلال”.
وقبل أيام، اتهم عضو المكتب السّياسي لحركة أنصار الله علي القحوم الولايات المتحدة بعرقلة تنفيذ الملف الإنساني في اليمن، مشيراً إلى أنّ “هناك مراوغة وابتزاز من قبلها في موضوع الرواتب والأسرى”.
وخلال الشهر الجاري، كثّف العدوان الأميركي وجوده العسكري قبالة السواحل اليمنية، سعياً لاستمرار الحرب في اليمن.
*مواقف إيران مُشرّفة
وقال الحوثي إنّ تحويل البعض العداء نحو إيران فيه مغالطةٌ كبيرة لأنّ الكيان الصهيوني هو المعتدي على الفلسطينيين واللبنانيين.
وأكّد أنّ “مواقف إيران مُشرّفة وهي أكبر داعم للقضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان ووقفت إلى جانبها وهذا ما يُقلق إسرائيل”.
ولفت قائد حركة أنصار الله إلى أنّه من أكبر الأكاذيب الفاضحة اعتبار إيران هي العدو والكيان الصهيوني هو الصديق.
وأشار الحوثي إلى أنّ “الإمارات اليوم تستغلها الحكومة الصهيونية لأسبابٍ اقتصادية وباتت تضمّ فيها كبرى المافيات الإسرائيلية”.
*الحوثي: للشهيد الصمّاد دورٌ في الحفاظ على الصفّ الوطني
وعن دور الشهيد الصمّاد، أوضح الحوثي أنّ “الصمّاد تحمّل المسؤولية في الظروف التي كانت بحاجةِ جهودٍ كبيرة للحفاظ على الصفّ الوطني اليمن
يشار إلى أن المجلس السياسي الأعلى للشعب اليمني أعلن في نيسان/أبريل 2018 استشهاد رئيسه، صالح الصماد، إثر غارة للعدوان السعودي على محافظة الحديدة، فيما أكّد زعيم أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي حينها أنّ المساعدة الأميركية في اغتيال الرئيس صالح الصماد كانت أساسية في العملية، مشيراً إلى أنّ الهدف من هذه العملية هو التأثير في التلاحم السياسي بين المكونات.
*صنعاء تهدد باستهداف المنشآت الحيوية لدول التعدوان إذا لم تجنح للسلام
بدوره حذّر وزير الدفاع في صنعاء، اللواء محمد ناصر العاطفي، دول العدوان باستهداف منشآتها الحيوية والاستراتيجية إذا لم تجنح للسلام.
وأضاف أنه “إذا لم يلتقط الأعداء الفرص والمبادرات ويصغوا للحق والسلام المشرف، فقد أعددنا قدراتنا وإمكاناتنا، وسنضع حداً لألاعيبهم وعليهم تحمل النتائج”.