الإنجازات النووية السلمية الإيرانية "الجزء التاسع"

ثورة المواد المركبة بالتكنولوجيا النووية(5/5)

خاص-الوفاق: الوفاق/ تشير التوجهات الحالية إلى مستقبل واعد لتكنولوجيا التشعيع في صناعة المواد المركبة. من المتوقع أن يشهد العقد المقبل تكاملاً أكبر بين هذه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مما سيمكن من التحكم الذكي والتحسين المستمر للعمليات.

* توقعات وتوصيات لتطوير تكنولوجيا التشعيع في المواد المركبة

 

وعلى المستوى الاستراتيجي، يُنصح بالتركيز على تعزيز البنية التحتية للتشعيع وتطوير الكفاءات البشرية المتخصصة في هذا المجال. كما يكتسب التعاون الدولي وتبادل الخبرات أهمية خاصة لتسريع وتيرة التطوير.

 

من شأن هذه التطورات أن تفتح آفاقاً جديدة للتطبيقات الصناعية، خاصة في القطاعات المتقدمة مثل الفضاء والطاقة، مع تحسين الجدوى الاقتصادية للإنتاج الضخم. كما ستمهد الطريق لابتكار جيل جديد من المواد المركبة ذات الخصائص الفريدة.

 

في مجال الأبحاث والتطوير، يتركز الاهتمام على استخدام التشعيع لإنتاج مواد مركبة متعددة الوظائف تتميز بقدرة ذاتية على الإصلاح، ومقاومة عالية للأشعة الكونية، وأداء متعدد المهام. كما يكتسب تطبيق تقنية التشعيع في عمليات إعادة التدوير وتحسين جودة المواد المعاد تدويرها أهمية متزايدة كحل مستدام واقتصادي.

 

من ناحية أخرى، يعد تطوير أنظمة تشعيع محمولة وصغيرة الحجم للاستخدام في المناطق النائية أو ضمن خطوط الإنتاج أحد الأولويات الرئيسية لتعزيز انتشار هذه التقنية. كما يظل نشر الوعي العام وتعزيز ثقافة السلامة في التعامل مع التقنيات النووية عاملاً حاسماً لضمان التطوير المستدام والناجح لهذه التكنولوجيا في القطاعات الصناعية المتقدمة.

 

 

* نماذج التطبيقات الناجحة في صناعات الفضاء والسيارات

 

 

في السنوات الأخيرة، سجلت العديد من النماذج الناجحة لتطبيق تكنولوجيا التشعيع في إنتاج المواد المركبة على المستوى العالمي، والتي ساهمت بشكل كبير في تحسين الأداء وتخفيض التكاليف.

 

وفي صناعة الفضاء، تستخدم كبرى شركات تصنيع الطائرات والأقمار الصناعية تقنية تشعيع غاما لإنتاج مكونات خفيفة الوزن وعالية المتانة لهياكل الطائرات. توفر هذه التقنية مزايا متعددة تشمل تخفيض الوزن بشكل كبير، زيادة العمر الافتراضي للمكونات، وتحسين مقاومة المواد للإجهادات الحرارية والميكانيكية. كما تساهم في تقليل تكاليف الصيانة على المدى الطويل.

 

تستخدم كبرى شركات صناعة السيارات التشعيع الإلكتروني لتحسين متانة وقوة المكونات البلاستيكية الحرارية والمواد المركبة، خاصة في إنتاج قطع السيارات الكهربائية لتعزيز كفاءتها وسلامتها. كما طورت شركات ناشئة متخصصة في المواد المتقدمة مواداً مركبة معالجة بالإشعاع تتميز بمقاومة عالية للحريق والصدمات وتحمل الظروف القاسية، مما جعلها مناسبة للاستخدام في الطائرات بدون طيار والمعدات العسكرية وسيارات السباق.

 

تجدر الإشارة إلى أن دولاً آسيوية وأوروبية متقدمة قد طبقت هذه التقنية بنجاح في صناعاتها الفضائية، حيث أسهمت الاستثمارات في الأبحاث الأساسية والتطبيقية في تطوير مواد متقدمة ذات أداء فائق.

 

* الخلاصة:

 

تُشكل تقنية التشعيع في إنتاج المواد المركبة المتقدمة حلقة وصل بين الهندسة النووية وهندسة المواد، حيث تمكنت من إحداث تحول جذري في صناعات الفضاء والسيارات. توفر هذه التقنية من خلال التحكم الدقيق بأشعة غاما والنيوترونات والإلكترونات إمكانيات فريدة يصعب تحقيقها بالأساليب التقليدية.

 

من أبرز إنجازات هذه التقنية تحسين الخصائص الميكانيكية والحرارية للمواد، تقليل زمن الإنتاج، ورفع مستويات السلامة والمواءمة البيئية. ورغم وجود تحديات مثل التكاليف المرتفعة والمتطلبات الدقيقة للمعايير، إلا أن التطورات التكنولوجية المستمرة تضع هذه التقنية على مسار واعد للنمو والتطوير.

 

وتؤكد النماذج الصناعية الناجحة على المستوى العالمي أن هذه التقنية ليست مجرد أداة بحثية، بل قد أثبتت فعاليتها في خطوط الإنتاج والأسواق التنافسية. يعتمد مستقبل هذا المجال على الاستثمارات الذكية، وتطوير الكفاءات البشرية المتخصصة، وبناء البنية التحتية الآمنة والمستدامة.

 

ويُعدّ دمج تقنية التشعيع مع التقنيات الحديثة الأخرى مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية النانو خطوة نحو تطوير مواد مركبة ذكية متعددة الوظائف تتمتع بمقاومة فائقة. تشكل هذه المواد أساس الجيل القادم من الصناعات المتقدمة، حيث تصبح قادرة ليس فقط على تلبية احتياجات الحاضر، بل أيضاً على مواجهة تحديات المستقبل.

 

هذا التوجه يفتح آفاقاً جديدة تتجاوز فيها المواد المصممة حدود الأداء التقليدية، مما يبشر بعصر جديد من الابتكار الصناعي والتقدم التكنولوجي.

 

المصدر: الوفاق-خاص

الاخبار ذات الصلة