كما أعلن الأزهر الشريف، إلغاء المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان نتائج الثانوية الأزهرية هذا العام وتعليق المكالمات الهاتفية التي يجريها الدكتور أحمد الطيب لتهنئة الأوائل تضامنا مع أهل غزة.
وفي اليوم الـ659 من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، تتفاقم المجاعة يوماً بعد يوم، حيث ارتفع عدد شهداء التجويع إلى 122 فلسطينياً، بينهم 83 طفلاً، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني.
بيان لمكتب المرجع السيستاني
أصدر مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق آية الله العظمى السيد علي السيستاني بياناً حول المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. وذكر آية الله العظمى السيد السيستاني، في البيان، أنه “بعد ما يقرب من عامين من القتل والتدمير المتواصلين وما خلّف ذلك من مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وهدم مدن ومجمعات سكنية بكاملها، يعاني في هذه الأيام الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة من ظروف حياتية بالغة السوء، ولا سيما بسبب ندرة المواد الغذائية التي تسببت في مجاعة واسعة النطاق لم يسلم منها حتى الأطفال والمرضى وكبار السن”.
وأضاف البيان: “وإذا لم يكن المتوقع من قوات الاحتلال إلا ممارسة هذا التوحش الفظيع في إطار محاولاتها المتواصلة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، فإن المتوقع من دول العالم ولا سيما الدول العربية والإسلامية أن لا تسمح باستمرار هذه المأساة الإنسانية الكبرى بل تكثف جهودها في سبيل وضع حد لها، وتمارس أقصى ما تستطيع لإلزام كيان الاحتلال وحماته لفسح المجال للإيصال المواد الغذائية وسائر المستلزمات المعيشية إلى المدنيين الأبرياء في أقرب وقت ممكن”.
وأشار البيان إلى أن “المشاهد المروعة للمجاعة المستشرية في القطاع التي تتناقلها وسائل الإعلام لا تسمح لأي إنسان ذي ضمير أن يهنأ بطعام أو شراب”. وتابع:” بل وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) بشأن الاعتداء على امرأة في بلاد الإسلام «لو أن امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً»”.
*شيخ الأزهر يعلن خطوة تضامنية مع أهل غزة
بدوره، أعلن الأزهر الشريف إلغاء المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان نتائج الثانوية الأزهرية هذا العام وتعليق المكالمات الهاتفية التي يجريها الدكتور أحمد الطيب لتهنئة الأوائل تضامنا مع أهل غزة.
وقال الأزهر، في بيان، السبت: إن الإمام الأكبر قرر الاكتفاء باعتماد النتيجة وإعلانها ونشرها، تضامنا مع أهلنا في قطاع غزة، في ظل ما يعانونه من مجاعة خانقة وعدوان متواصل لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلا.
وأكد الأزهر الشريف أن القرار يأتي “انطلاقا من مشاعر الحزن العميق التي تخيم على الأزهر الشريف والأمة الإسلامية والعربية، لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة ممنهجة”، مشددا على أن الواجب الأخلاقي والإنساني يقتضي إعلاء صوت التضامن والمواساة على مظاهر الفرح والاحتفال.
وجدد الأزهر في هذا السياق “دعمه الكامل للشعب الفلسطيني الصامد”، مؤكدا أن قضية فلسطين ستظل في صدارة أولوياته وجهوده، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا والعمل بكل السبل لإنهاء هذا العدوان وإنهاء المجاعة القاتلة والمأساة الإنسانية، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في الحرية والحياة والكرامة واسترداد أرضه ومقدراته.
*ارتفاع عدد شهداء التجويع في غزة
وفي اليوم الـ659 من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، تتفاقم المجاعة يوماً بعد يوم، حيث ارتفع عدد شهداء التجويع إلى 122 فلسطينياً، بينهم 83 طفلاً، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة استشهاد 10 فلسطينيين، بينهم رضيعة، بسبب الجوع وسوء التغذية. وأفادت مصادر في مجمع ناصر الطبي باستشهاد رضيعة تبلغ من العمر 6 أشهر نتيجة نقص الغذاء والدواء الناجمَين عن الحصار المفروض على القطاع.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة، الدكتور منير البرش، أنّ الوفيات الناجمة عن المجاعة تتزايد بوتيرة متسارعة، خصوصاً بين الأطفال. وكشف عن تسجيل أكثر من 3 آلاف حالة إجهاض ووفاة داخل الرحم خلال الأشهر الماضية بسبب سوء التغذية.
وأضاف البرش أنّ العالم يقف عاجزاً أمام منع إدخال علبة حليب واحدة لإنقاذ أطفال يتحوّلون إلى “هياكل عظمية” أمام أعين الأطباء.
من جهتها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من قرب نفاد الأغذية العلاجية المُنقذة لحياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة. وأوضحت أن الكميات المتوفرة تكفي لعلاج 3 آلاف طفل فقط، ومن المتوقع أن تنفد خلال ثلاثة أسابيع ما لم تصل إمدادات جديدة.
*تواصل العدوان الصهيوني
ميدانياً، استشهد 11 فلسطينياً منذ فجر السبت جراء القصف الصهيوني المستمر على مختلف مناطق القطاع.
ففي بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، استشهد فلسطينيان في قصف بطائرة مسيّرة. كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في قصف على حيّ تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، فيما نسفت قوات الاحتلال مباني سكنية شمال خان يونس.
وفي مخيم البريج وسط القطاع، ارتقى شهيد وأصيب آخر في قصف مدفعي استهدف منزلاً في منطقة بلوك 3. كما استشهد مواطن متأثراً بجراحه في قصف سابق في منطقة المواصي بخان يونس.
وذكرت مصادر طبية أن الاحتلال استهدف طالبي مساعدات في منطقة زيكيم شمال غرب غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 12 مواطناً وإصابة 200 آخرين.
وشنت طائرات الاحتلال ثلاث غارات شرق غزة، واستهدفت منزلاً في حيّ الأمل غرب خان يونس، وأخرى في حي الرمال وسط المدينة، أسفرت عن استشهاد 4 مواطنين.
*المقاومة الفلسطينية تطالب واشنطن بالتوقف عن توفير غطاء للإبادة
في غضون ذلك طالب عضو المكتب السياسي في حركة حماس عزت الرشق، الإدارة الأميركية إلى “التوقّف عن تبرئة الاحتلال وتوفير الغطاء السياسي والعسكري له لمواصلة حرب الإبادة والتجويع بحقّ أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة”، دعياً اياها إلى ممارسة “دور حقيقي في الضغط على حكومة الاحتلال للانخراط الجاد في التوصل لاتفاق يُنهي العدوان، ويحقق صفقة تبادل الأسرى”.
كما استغرب الرشق في تصريح صحفي السبت، “التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي ترمب، وقبلها تصريحات المبعوث الأميركي الخاص ويتكوف، التي تتعارض مع تقييم الوسطاء لموقف الحركة، ولا تنسجم مع مجريات المسار التفاوضي، الذي كان يشهد تقدّماً فعلياً، وكانت الأطراف الوسيطة، وخصوصاً قطر ومصر، تعبّر عن ارتياحها وتقديرها لموقفنا الجاد والبنّاء”.
هذا وأشار إلى أن التصريحات الأمريكية “تغضّ النظر عن المعرقل الحقيقي لكل الاتفاقات، والمتمثل بحكومة نتنياهو، التي تضع العراقيل، وتراوغ، وتتهرّب من الالتزامات”.