في أمسية شعرية

نداء شعراء الفارسیة في وجه الکیان الصهیوني: غزة لیست وحدها

اختتمت الأمسية برسالة جماعية مفادها أن الكلمة – وإن كانت ضعيفة – أقوى من الصمت، وأن التضامن مع غزة ليس موسميًا أو عاطفيًا، بل هو موقف دائم لكل من لا يزال يحمل في قلبه بقية من ضمير.

في مشهد تميّز بالتأثر العاطفي والتضامن الإنساني، صدحت حناجر عدد من أبرز شعراء اللغة الفارسية من مختلف الدول، في أمسية شعرية حملت عنوان “أنين الخبز وبكاء القمح”، احتجاجًا على سياسات الكيان الصهيوني العنصرية والحصار القاتل الذي يفرضه على أهالي غزة.

 

الأمسية التي نظّمتها مجموعة “هنديران” الدولية، شهدت حضور نخبة من الأدباء والشعراء من دول تمثل الحاضنة الثقافية للحضارة الإيرانية، وأدارها الشاعر والخبير في الحضارة الإسلامية، السيد مسعود علوي‌ تبار.

 

صرخة في وجه التجاهل الدولي

 

سيد محمد رضا موسوي صابري، أستاذ الأدب الفارسي من مدينة كاركل الهندية، كان أول المتحدثين، حيث شبّه ما يجري في غزة بالجرائم الاستعمارية الكبرى التي ارتُكبت في إيران والهند في القرن الماضي. وأكد أن “الاحتلال الصهيوني يستخدم الحصار والتجويع كأدوات إبادة جماعية، تمامًا كما فعل الاستعمار البريطاني في قحط البنغال وإيران”.

 

صابري تساءل بحرقة: “أين هي منظمات حقوق الإنسان اليوم؟ هل تحيا ضمائرهم فقط حينما تُمسّ مصالح القوى الكبرى؟” واعتبر أن استخدام المجاعة كأسلوب حرب، واستهداف الأطفال والنساء بالحرمان من الطعام والماء والدواء، يكشف الوجه الحقيقي للمجتمع الدولي المنافق.

 

الكلمة سلاح الشعوب الحرة

 

وفي كلمته، أشار السيد علوي‌ تبار إلى أن إطعام الجائع في الفكر الإسلامي واجب شرعي، في حين يُعدّ تجويع الأبرياء – وخاصة النساء والأطفال – عملاً دنيئًا لا يمتّ للإنسانية بصلة. وأضاف: “الكيان الصهيوني بات صورة حديثة لضحّاك في الشاهنامة، الذي كان يقتل الشباب ليُطعم الأفاعي التي نبتت على كتفيه بفعل قبلة الشيطان”.

 

وأكد أن عدم نصرة المظلوم خيانة للدين والضمير، مشيرًا إلى أن الدفاع عن غزة ليس فريضة دينية فقط، بل هو واجب أخلاقي وإنساني.

 

غزة تختصر كل القضايا

 

من جهته، اعتبر الشاعر والمترجم الهندي مهدي باقرخان، رئيس رابطة شعراء الفارسية في الهند، أن غزة اليوم هي القضية الإنسانية الأبرز في العالم، داعيًا إلى فضح جرائم الاحتلال عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وقال: “من يصمت أمام هذه الجرائم، يشارك في ارتكابها”.

 

الشعر في خدمة المظلومين

 

وتخلل الأمسية قراءات مؤثرة لعدد من الشعراء، عبّروا من خلالها عن آلام شعب غزة، وخاصة الأطفال الذين يواجهون الموت جوعًا، ودمار البيوت، وفقدان الأحبة. ومن بين المشاركين: علي رضا قزوه، ايرج قنبري، علي مزمل لاهوري، نغمه مستشار نظامي، سارا عبداللهي‌ فر، شعبان كرم‌ دخت، عاطفه خرمي، محمد مهدي عبداللهي، نجمه بنائيان بروجني، فرزانه قرباني وآخرون.

 

القصائد، التي تنوعت بين الحزن والثورة، بين الدعاء والنداء، صوّرت غزة كرمز للصمود، وشبهت معاناة أهلها بقصص الشهادة والبطولة في التاريخ الإسلامي والفارسي. ومن أبرز الأبيات التي ترددت:

 

“غزة ليست إرهابية، ولا عبدة… بل شعب يريد أن لا يسلّم وطنه ليد الصهيونية الملوثة.”

 

واختتمت الأمسية برسالة جماعية مفادها أن الكلمة – وإن كانت ضعيفة – أقوى من الصمت، وأن التضامن مع غزة ليس موسميًا أو عاطفيًا، بل هو موقف دائم لكل من لا يزال يحمل في قلبه بقية من ضمير.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات