ارتكب جيش الاحتلال مجازر جديدة بحق المدنيين الفلسطينيين الجائعين قرب مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد العشرات، عدد كبير منهم قضوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وتركّزت الاعتداءات في منطقتي ‘الياباني’ و’المواصي’ غرب خان يونس، إلى جانب قصف منزل في دير البلح، ما أوقع مزيدًا من الشهداء والجرحى، كما اعلن مستشفى الشفاء بمدينة غزة عن وفاة رضيع نتيجة سوء التغذية الحاد. هذه الجرائم جاءت مع اعلان الاحتلال هدنة مؤقتة ترافقت مع وصول كميات محدودة من المساعدات، حيث لم تدخل سوى 73 شاحنة خلال الساعات الماضية، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأشار المكتب إلى أن معظم المساعدات نُهبت تحت أنظار قوات الاحتلال، فيما وصف عمليات الإنزال الجوي القليلة بأنها ‘مسرحية هزلية’ يتواطأ فيها المجتمع الدولي مؤكداً أن المجاعة في القطاع ‘تتسع وتزداد توحشًا’ و ان الحل الوحيد يتمثل في فتح المعابر وكسر الحصار وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فورا. كما قال المكتب أن القطاع بحاجة ملحة لاكثر من 150000 علبة حليب شهريا لإنقاذ الأطفال الرُّضع من سوء التغذية التي أضعفت أجسادهم.
من جانبها أكدت جمعية الإغاثة الطبية في غزة أن المرافق الطبية عاجزة عن التعامل مع أكثر من 450 جريحًا يصلون يوميًا إلى مستشفيات القطاع، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء، ما يفاقم معاناة الطواقم الطبية التي تعمل وهي تعاني بدورها من الجوع. وفي تطور لافت، أدان رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيزي، الممارسات الإسرائيلية، معتبرًا أنها ‘انتهاك واضح للقانون الدولي’.
من جهته، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة الدول إلى اتخاذ خطوات ملموسة للضغط على تل أبيب، لضمان دخول المساعدات إلى غزة، ووقف المأساة اليومية التي يعيشها المدنيون في القطاع والضفة الغربية. بدوره، شدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، على ضرورة الوقف الدائم للعمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن القطاع بحاجة ماسة إلى كميات هائلة من المساعدات لتفادي المجاعة.