وأردف الكاتب: “مرارًا وتكرارًا قيل في وسائل الإعلام، في التلفزيون، وفي مواقع الأخبار، إن على “إسرائيل” أن تخلق واقعًا سياسيًا جديدًا في غزة، ولذلك يجب التفكير في كافة الخيارات لليوم التالي. لكن رئيس وزراء “إسرائيل” أفشل بكل وسيلة ممكنة أي تسوية سياسية، لأن معظمها شمل “السلطة الفلسطينية”. لم يفعل ذلك لدوافع أمنية -فهو أيضًا يدرك أن هذه، من بين الخيارات السيئة، ربما تكون الأقل سوءًا ــ، بل فعل ذلك أساسًا كي لا يصل إلى نهاية الحرب، ووقف إطلاق النار الذي سيجبره على تشكيل لجنة تحقيق رسمية وربما الذهاب إلى انتخابات، لأن الثنائي سموتريتش (وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش) وبن غفير ( من يسمى وزير “الأمن” القومي إيتمار بن غفير) هددا بالانسحاب من الحكومة والدعوة إلى حل الكنيست”.
وأضاف “رفض نتنياهو هذا بشدة، وتجد دولة “إسرائيل” نفسها الآن أمام واقع أمني متدهور في غزة، حيث يُصاب جنود تقريبًا كل يوم، والأسرى لا يُفرج عنهم، وهناك مجاعة في غزة. المواطنون الإسرائيليون لم يعودوا قادرين على التجول بأمان حول العالم، وأصبحوا هدفًا تقريبًا في كل مكان.
وفوق كل ذلك، تعترف فرنسا بدولة فلسطينية، ويتوقع أن تنضم دول أخرى من الاتحاد الأوروبي قريبًا. ميدانيًا، ثلاثة أرباع قطاع غزة تقريبًا أصبح مدمرًا، مئات الآلاف من اللاجئين يبحثون عن الطعام ومأوى، وحماس لا تنهار، وترفض الاستسلام. الجيش وقيادته يدركون منذ زمن على ما يبدو أنه لا جدوى حقيقية من بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة، لكن المستوى السياسي، بقيادة نتنياهو وكاتس (وزير الحرب يسرائيل كاتس)، يأمر بمواصلة الحرب”.
ولفت المحلل الى أنه “مرارًا وتكرارًا تُطلق شعارات فارغة، مرة عن “النصر المطلق” (الذي لم يعد رائجًا)، ومرة عن “فتح أبواب الجحيم”. جنود الجيش الإسرائيلي يُقتلون ويُصابون – ولا أحد يعلم لماذا بالضبط – بينما تزداد شرعية حماس نتيجة صور الأزمة الغذائية الخانقة في القطاع.
هذا لم يعد مجرد تصرف أخرق أو حلم. إنه فشل مستمر، ضخم، هائل، بدأ في 7 أكتوبر ولا يزال مستمرًا حتى الآن. وهذا الفشل يتسرب إلى صفوف الجمهور، ويتسرب إلى صفوف الجنود. جنود لواء الناحل الذين رفضوا العودة إلى غزة لن يكونوا الأخيرين. فهم أيضًا يدركون أنهم يُرسلون إلى الجبهة للقتال، وربما حتى للموت أو الإصابة، لا لتغيير الواقع في الجنوب، ولا لإسقاط حكم حماس، بل فقط للحفاظ على حكم نتنياهو والليكود لا أكثر ولا أقل”.