ووفق الصحيفة، عام 2022، تم تشخيص نحو 8,000 بالغ باضطراب ما بعد الصدمة في صناديق المرضى “مكابي”، “مئوحيدت”، و”لئوميت” (مؤسسات صحية تقدم خدمات الرعاية الصحية للمشتركين فيها)، وهو رقم يعكس نحو 16 ألف حالة في عموم المستوطنين، نظرًا لأن نحو نصف المستوطنين مؤمَّنون لدى “كلاليت” التي لم تُقدِّم بيانات.
وأضافت أن العدد ارتفع في عام 2024 إلى 15,380 حالة في الصناديق الثلاثة، مشيرة إلى أن التقديرات تتحدّث عن أن العدد الحقيقي يتجاوز 30 ألف حالة عند احتساب مؤمّني “كلاليت”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه البيانات لا تشمل الأطفال والمراهقين حتى سن 18، حيث تم تشخيص نحو 1,200 حالة في اثنتين من صناديق المرضى بين عامي 2024 و2025، وهو رقم قد يعكس أكثر من 3,000 طفل على المستوى القطري.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الأسبوع والنصف الأخير، انتحر جنديان من جنود الاحتياط وثلاثة جنود نظاميين في الجيش “الإسرائيلي”، ليصل العدد الإجمالي لحالات الانتحار بين الجنود في عام 2025 إلى 17 حالة، وهو رقم يتجاوز المعدلات السنوية خلال العقد الأخير، باستثناء عام 2024 الذي سجّل أعلى عدد من حالات الانتحار.
من جانبه، حذّر الطبيب النفسي التأهيلي في عيادة الصحة النفسية التابعة لصندوق “مئوحيدت”، الدكتور دفير عيرشي، من الضغط المتزايد على المؤسسات الصحية، قائلًا: “كمية الطلبات كبيرة، والمؤسسة تعاني من نقص دائم. بعض الحالات معقدة، والعلاجات تزداد طولًا، والمؤسسة تختنق”. وأضاف أن عدد الجلسات محدود في مراكز المناعة، ولا يكفي لبعض المرضى، مما يخلق معضلة تتعلق بإعطاء وقت أكثر لعدد أقل، أو تقليل الوقت لجميع المرضى.
كما قال الطبيب النفسي في منطقة الجنوب بصندوق “مكابي”، الدكتور شاحَر روبينزون، إنه يستعد لزيادة إضافية في عدد المرضى، موضحًا أنَّ “كمية الطلبات ارتفعت بشكل دراماتيكي، من 3,400 مشخَّص باضطراب ما بعد الصدمة قبل الحرب إلى أكثر من 8,000 في عام 2024، وأتوقع أن ننهي عام 2025 بزيادة أكبر”. وأكّد أن العلاج يتركز حاليًا على المتضررين من أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، مع توقّع ظهور حالات لاحقة مرتبطة بعملية “الوعد الصادق 3”.
وتابع: “نحن نحاول أن نتكهّن بما يجب الاستعداد له في عام 2025، لكن عملية “الأسد الصاعد” تقلب الأوراق. إذا استمرت الحرب، فإن منحنى ارتفاع عدد الحالات سيستمر كذلك”.
من ناحيته، قال الطبيب النفسي الرئيسي في قسم المجتمع في “كلاليت”، الدكتور يردن لوينسكي، إن “اضطراب ما بعد الصدمة لدى الجنود وجنود الاحتياط أصبح ظاهرة تحظى باهتمام متزايد، موضحًا أن تجارب الخدمة، مثل التعرض لمواقف تهديد للحياة، أو مشاهد صعبة، أو فقدان الأصدقاء، أو الأذى الأخلاقي، جميعها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب، الذي قد يترك أثرًا نفسيًا طويل الأمد، حتى وإن لم تظهر الأعراض فورًا”.