وزار الدکتور مسعود بزشكيان، الثلاثاء، المعاونیة العلمية والتکنولوجیة والاقتصاد القائم على المعرفة، واجتمع مع رئیسها ومدیریها، واستمع إلى آرائهم وهمومهم ومطالبهم، كما تحدث عن مهام ومسؤولیات هذه المعاونیة.
وأکد رئیس الجمهورية على ضرورة أولویة توزیع الموارد لتنفیذ المشاریع بناءً على میزان إنتاجیتها وفعالیتها، وقال: لدي قناعة راسخة بأن ما یمکن أن ینقذ البلاد هو أن نعرف، وأن نستطیع، وأن نرید أن نوجّه هذه المعرفة والقدرة في طریق خدمة البلاد والشعب.
وأكد الرئيس بزشكيان على المتابعة الجادّة لفكرة تفويض الصلاحيات للمسؤولين التنفيذيين، وقال: هناك قدرات وطاقات كبيرة في مختلف الأجهزة والمحافظات بالبلاد، وإذا لم تنتظر الأوامر من المركز، يمكنها حلّ جزء كبير من المشكلات. وأوضح: إذا آمنّا بأن تعاون كل واحد منّا يُحدث طاقة وقدرة عظيمة، فحينئذٍ نستطيع إنجاز أعمال قد لا يتخيل أحدٌ تحقيقها بمفرده. وقال: اليوم نحن نقوم ببناء أكثر من 5 ملايين متر مربع من المدارس دون أن يكون لدينا التمويل الكافي، ومازلت أرى ذلك غير كافٍ. وأضاف: إذا استطعنا أن نجمع قطرات الطاقات الشعبية لتتحول إلى سيل، فلن يصمد أي عائق أمامها.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن دعم الشعب وحضوره هو الذي أفشل مؤامرة العدو ومخططاته خلال العدوان الصهيوني على البلاد، متسائلاً: هل يمكن احتلال بلد بالطائرات والقصف؟ تصور الأعداء أن السخط على النظام سيجعل الشعب يتعاون معهم ويخرج إلى الشوارع؛ لكن الشعب فعل العكس تمامًا. وقال: يجب بالتعاون مع النخب أن نضع الإطار العام لتحقيق الأهداف والسياسات الكبرى، ونمنح الفرصة للأكفاء، وندعمهم ونشرف على أدائهم، وإذا أخطأوا نساعدهم على تصحيح أخطائهم.
* الاستفادة من الطاقات النسائية
وفي جزء آخر من كلمته، طالب الرئيس بزشكيان من النائب العلمي والتقني لرئاسة الجمهورية الاستفادة أكثر من طاقات النساء الموهوبات، مؤكدًا أن “نصف سكان البلاد من النساء اللواتي يمتلكن قدرات وإمكانات كبيرة”.
كما طالب رئيس الجمهورية مديري المعاونية العلمية بالتدخل في مجالات الإدارة والاقتصاد وعلم الاجتماع، وتحديد الاختلالات القائمة في هذه المجالات ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها، وقال: من الضروريات الأخرى تسويق المنتجات والإنجازات التقنية للبلاد؛ سنسعى خلال زياراتنا الخارجية إلى التعريف بالمنتجات والإنجازات التقنية للبلاد، وعليكم أنتم أيضًا السعي لعرض هذه المنتجات والإنجازات بالشكل المناسب داخل البلاد وخارجها.
وشكر الدكتور بزشكيان المعاونية العلمية والتقنية لرئاسة الجمهورية على متابعتها تنفيذ برنامج تركيب الألواح الشمسية في المباني الحكومية، مضيفًا: هذا المشروع قد نُفذ في طهران بشكل مُرضٍ؛ لكن يجب تعميمه على الأجهزة والمؤسسات في المحافظات أيضًا.
* هدیة خاصة للفائز بالميدالیة الذهبیة في الأولمبیاد العالمي للریاضیات
في سياق آخر، أكد المعاون العلمي لرئيس الجمهورية على عزم الحكومة لدعم النخب في البلاد. وفي مراسم حضرها حسين أفشين المعاون العلمي والتقني والاقتصاد القائم على المعرفة، وسيد محسن صادقي محافظ زنجان (وسط البلاد)، تم تسليم هدية خاصة من رئيس الجمهورية إلى مهدي آقاجانلو الطالب الحاصل على الميدالية الذهبية في الأولمبياد العالمي للرياضيات 2025.
وأشاد أفشين، خلال الحفل، بآقاجانلو وعائلته، معتبرًا دعم النخب أحد الواجبات الأساسية للحكومة وخاصة المؤسسة الوطنية للنخب. وأكد قائلاً: اكتشاف ورعاية وتشجيع وتقديم نماذج للمواهب المتميزة هي من بين مهام المؤسسة الوطنية للنخب ضمن هيكل المعاونية العلمية. وأضاف: إن النخب ثروة وطنية قيّمة. وتابع: لدينا في البلاد الكثير من المواهب، ومهدي آقاجانلو أحد أبرز وجوه هذا الجيل الذي رفع علم إيران في منافسة عالمية بجهده ومثابرته، مُجلبًا الفخر للوطن.
وقال المعاون العلمي لرئيس الجمهورية: هذه الهدية من رئيس الجمهورية هي تعبير عن التقدير لهذا الطالب المتميز، تقديرًا لجهوده وجهود عائلته. وأضاف: المسؤولية الحقيقية للنخب تبدأ من هنا، ونأمل أن يتمكن هؤلاء المواهب اللامعة من خدمة بلدهم في المستقبل.
من جانبه، أعرب مهدي آقاجانلو عن امتنانه لاهتمام الحكومة ورئيس الجمهورية بمجتمع النخب، قائلاً: أشكر رئيس الجمهورية والحكومة على جهودهم المخلصة لشباب هذا البلد، وسعيهم لفهم همومنا واحتياجاتنا والاستجابة لها. هذا الاهتمام يعني لي الكثير، وأنا ممتن حقًا لهذه اللطف والمحبة.
وأكد أن هذا الإنجاز جاء بدعم من العائلة والمعلمين والبيئة التعليمية في مدينته زنجان، قائلاً: آمل أن أكون في المستقبل جنديًا صالحًا لبلدي، وأرد ثقة المسؤولين بالاجتهاد والخدمة.
وشدد آقاجانلو على ضرورة توفير فرص تعليمية متكافئة لجميع المراهقين والطلاب في البلاد، قائلاً: أتمنى أن يتمكن جميع أطفال إيران، بغض النظر عن مكان إقامتهم أو الإمكانيات المتاحة لهم، من الحصول على تعليم جيد وبيئة تتيح لهم إظهار مواهبهم.
* “مساعد الذكاء الاصطناعي لرئيس الجمهورية” يدخل حيّز التنفيذ
إلى ذلك، أعلن المعاون العلمي لرئيس الجمهورية أن مشروع “الذكاء الاصطناعي لرئيس الجمهورية” قد دخل حيز التنفيذ، وأن أول نتائجه التشغيلية ستكون جاهزة للاستخدام بحلول نهاية العام الجاري.
وقال أفشين: إن الهدف من هذا النظام هو مساعدة رئيس الجمهورية والوزراء في اتخاذ القرارات بشكل أسرع وأسهل في قضايا مثل تغيير الأسعار والتعريفات والسياسات الاقتصادية. وأضاف: إن بيانات الأجهزة التنفيذية يتم جمعها وعرضها عبر لوحات معلومات ذكية، لتقديم مقترحات فورية لمجلس الوزراء. وتابع: ستستمر الآليات والخبرات واللجان في عملها كالمعتاد؛ لكن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا مكملاً لزيادة الدقة والسرعة والانتظام في عملية صنع القرار.