قاليباف: غزة تحوّلت إلى متحف للجرائم بحق الانسانية

أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، "محمد باقر قاليباف"، عبر كلمته أمام الاجتماع الـ 6 لرؤساء البرلمانات العالمية المقام في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، اكد بأن قطاع غزة اليوم تحول الى مثال حي لمعاناة الإنسانية، ومتحفا لجرائم الإبادة الجماعية، وميدانا لاختبار أحدث تقنيات القتل الجماعي، في ظل صمت دولي مريب وتواطؤ منظمات ينبغي لها أن تكون حامية للسلام والعدالة.

وأفادت وكالة “إرنا” بأن “قاليباف” أشار خلال كلمته بجنيف اليوم، إلى أن هذا الاجتماع يُعقد تحت عنوان “التعددية من أجل السلام والعدالة”، في وقت تتعرض فيه هذه المبادئ لتقويض ممنهج، وانكماش في مصداقية المؤسسات الدولية يوما بعد يوم؛ وذلك بسبب غياب المواقف الحازمة تجاه الجرائم والعدوان، وتحوّل هذه المؤسسات إلى أدوات بيد القوى الكبرى لخدمة مصالحها السياسية.

 

واضاف : إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرضت خلال الفترة الاخيرة، هدفا لعدوان عسكري مباشر من قبل الكيان الصهيوني، جرى بدعم صريح من الولايات المتحدة الأمريكية، وأسفر عن استشهاد ما يزيد على 1100 مواطن إيراني، كما تم استهداف منشآت نووية سلمية خاضعة لرقابة وكالة الطاقة الذرية، من دون أن تبادر الاخيرة إلى إدانة هذا العدوان، مما أضفى عليه غطاء من الشرعية الزائفة، وانتهاك مبادئ عدم الانتشار النووي.

 

ورفع رئيس مجلس الشورى الإسلامي صورة الرضيع الفلسطيني “رايان” البالغ من العمر شهرين، الذي استُشهد خلال الحرب الأخيرة على غزة، إلى جانب صورة لطفل آخر من سكان القطاع، مؤكدا أنّ هاتين الصورتين تجسدان الوجه الحقيقي لجرائم الصهاينة في القرن الحادي والعشرين، والتي ترقى إلى مستوى جرائم نازية حديثة.

 

وأضاف، أن هذا العدوان لم يكن نتيجة فشل الدبلوماسية، بل جاء بينما كانت إيران جالسة على طاولة المفاوضات، وتبدي التزامها الكامل بالحل السياسي، في حين أن الطرف المعتدي هو من انقلب على الحوار واختار طريق العدوان. وشدد على أن إيران دافعت بحزم عن سيادتها وشعبها، وأجبرت المعتدين على التراجع وطلب وقف إطلاق النار، في مشهد شهدته شعوب المنطقة والعالم.

 

ولفت إلى أن استمرار العدوان الصهيوني دون محاسبة، لا يهدد فقط شرعية النظام الدولي، بل يشكّل سابقة خطيرة تبرر للمعتدين توسيع دائرة جرائمهم؛ مضيفا : إن أكثر من 120 دولة في العالم دانت العدوان الإسرائيلي الأخير، إلا أن قوى الاستكبار العالمي حالت دون اتخاذ أي إجراء فعّال لمحاسبة الكيان المحتل.

 

وأشار رئيس البرلمان الإيراني إلى، أن “المؤسسات الدولية التي يُفترض بها أن تحمي السلام وتقيم العدالة، اتخذت الصمت أمام الاحتلال والجرائم، بل إن بعضها بات يساوي بين الجلاد والضحية، ويمنح المعتدين الحصانة، بينما يتحول الضحايا إلى متهمين”؛ مبينا ان “هذه الانحرافات جعلت من بعض المنظمات أدوات في أيدي القوى المهيمنة”.

 

وتحدث “قاليباف” عن الأوضاع الكارثية في غزة، قائلا : إن أكثر من 60 ألف فلسطيني قضوا نتيجة جرائم الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني، في حين تستمر الهجمات الجوية على لبنان وسوريا، موقعة الشهداء والجرحى، ومخلفة دمارا واسعا في البنى التحتية، وتشريد آلاف العائلات.

 

كما نوه الى أن أكثر من 600 مدني، معظمهم من النساء والأطفال، استشهدوا خلال الشهر الماضي فقط، وذلك أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية، ما يكشف استخدام الجوع كأداة للقتل الجماعي؛ مردفا بأن “الجوع بات سلاح دمار شامل تمارسه إسرائيل ضد سكان غزة”، مستشهدا بتصريحات وزير حرب العدو الذي وصف الفلسطينيين بـ”حيوانات بهيئة بشر يجب منع الغذاء والماء عنهم”.

 

وختم “قاليباف” كلمته بالقول : غزة ليست مجرد موقع جغرافي، بل هي اختبار حقيقي لضمير البشرية، وما يجري هناك يتطلب موقفا دوليا عاجلا قبل فوات الأوان، لوقف ممارسات نازيي العصر الحديث الذين يمارسون القتل والتجويع بلا رادع”.

 

المصدر: إرنا