في إطار مراسم ثقافية أقيمت في طهران بمناسبة اقتراب أربعين الإمام الحسين(ع)، أزيح الستار عن مجموعة من الأعمال الفنية والثقافية المشتركة بين إيران والعراق، تعكس عمق الروابط الروحية والثقافية بين الشعبين، وتؤكد على رسالة الأربعين في مقاومة الظلم وتعزيز الوحدة الإسلامية.
شهد الحفل عرضاً لأعمال فنية متميزة للفنان الإيراني حسن روح الأمين، إلى جانب سبعة أعمال مكتوبة بثلاث لغات: الفارسية، العربية، والإنجليزية، ما يعكس الطابع العالمي للرسالة الحسينية. كما تم الكشف عن صور فوتوغرافية مشتركة التقطها فنانون من إيران والعراق والبحرين، توثق مظاهر المشاركة الشعبية في مراسم الأربعين، وتبرز البعد الثقافي والفني لهذا الحدث الديني.
وأوضح حجة الإسلام حميد أحمدي، رئيس القسم الثقافي والتعليمي للجنة الأربعين المركزية، أن اللجنة أعدّت أيضاً كتباً صوتية، خططاً ثقافية، وألبومات صور، إلى جانب أنشطة تعليمية تهدف إلى ترسيخ ثقافة الأربعين في الأجيال الجديدة. كما تم الإعلان عن تقديم جوائز سنوية للكتاب في إطار فعاليات هذا الحدث.
من جانبه، أكد حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الفتاح نواب، ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة، أن الأربعين هو التجلي الأوضح لوحدة المسلمين ووفائهم بالعهد، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يتمتع بالبصيرة والوعي، ويجسد في مشاركته بالأربعين روح التضحية والولاء. واعتبر أن وجود قائد الثورة الإسلامية ومدراء ذوي خبرة يمثلان عوامل قوة للنظام الإسلامي، بينما يشكل الظلم والاضطهاد تهديداً لهذه القوة، في حين أن الشهداء هم رموز فخر وعزة للأمة.
وفي السياق ذاته، أكد اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية، على أن أربعين هذا العام يحمل خصوصية استثنائية في ظل الظروف الإقليمية الحساسة، خاصة مع تصاعد جرائم الكيان الصهيوني في غزة. وأشار إلى أن غياب شخصيات بارزة مثل السيد حسن نصر الله والشهداء والعلماء النوويين يجعل من هذا العام محطة مختلفة، داعياً إلى أن تكون رسالة الأربعين مقاومة الظالمين، ونصرة الشعب الفلسطيني، من خلال ثقافة الإمام الحسين(ع) ومعارفه.
هذا الحدث الثقافي يعكس التقاء الفن، الدين، والسياسة في إطار رسالة الأربعين، ويؤكد على دورها في بناء الوعي الجمعي ومواجهة التحديات الإقليمية والإنسانية.