أكد مدير عام التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في محافظة خراسان الجنوبية على الدور الريادي للمواكب في طريق زوار الأربعين الحسيني، وطالب بأن تكون أنشطة هذه المواكب مرتكزة على السلامة والبعد الثقافي وتوفير الخدمات للزوار.
وأشار سيد أحمد برابادي في الجلسة الثانية عشرة للجنة التنفيذية لخدمات السفر في المحافظة، إلى أهمية الاستعداد الشامل لاستضافة زوار الأربعين، وذلك أثناء تقديمه تقريراً عن القرارات السابقة.
وأضاف برابادي، مشيراً إلى الحضور الميداني لمسؤولي المحافظة في الفعاليات الشعبية، بما في ذلك مراسم عاشوراء وعقد الاجتماعات التخصصية مع نشطاء الصناعات اليدوية والمستثمرين: إن هذا الحضور القريب أدى إلى فهم أفضل لهموم واحتياجات الناس الفعلية ونشطاء السياحة.
وتابع قائلاً: لقد ساعد هذا النهج المحافظة على وضع خطط أدق وأكثر فعالية لتقديم الخدمات للزوار والسياح.
واكد برابادي، على ضرورة التنسيق الكامل بين المواكب والأجهزة التنفيذية، موضحاً: أن المواكب، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الرفاهية والثقافية، يجب أن تعمل بنهج خاص في مجال تقليل الحوادث المرورية وتوفير الهدوء والأمان للمسافرين.
وأضاف برابادي: إن هذا النهج يشبه تجربة الأسواق الناجحة للصناعات اليدوية في عيد النوروز، والتي عززت الاقتصاد المحلي ووفرت بيئة آمنة وجذابة للسياح.
وأشار إلى الإمكانيات الكبيرة لمعارض الصناعات اليدوية في الطرق المزدحمة، مضيفًا أن هذه المعارض لا توفر فقط فرصة للتوقف والراحة للزوار، بل تتيح لهم أيضًا التعرف على الامكانات الغنية والأصيلة للمنطقة وتساهم بشكل ملحوظ في النمو الاقتصادي للقرى.
أهمية تطوير السياحة الريفية
وأكد برابادي، مع الإشارة إلى أهمية تطوير السياحة الريفية: يجب تجهيز القرى التي لديها إمكانيات سياحية بسرعة لاستقبال الضيوف. وخلال ذروة السفر، فإن تفعيل بيوت الضيافة الريفية، وتحسين البنية التحتية مثل المساجد والمخابز، بالإضافة إلى تعزيز تغطية الإنترنت، من أولوياتنا الرئيسية.
وقال برابادي أيضاً حول التحولات التكنولوجية في صناعة السياحة في البلاد: في اجتماع مشترك بحضور وزير التراث الثقافي ووزير الاتصالات، اقترحت تشكيل اتحاد للسياحة الرقمية على المستوى الوطني.
وأضاف: السياحة الرقمية مجال ناشئ وواعد، ومع الدعم المناسب، وتقديم تسهيلات منخفضة التكلفة، وإنتاج محتوى احترافي، يمكن أن تساهم في سد الفجوات والأضرار الاقتصادية لفترة ما بعد الحرب.
واختتم برابادي بالإشارة إلى الأداء الجيد لمحافظة خراسان الجنوبية خلال الحرب المفروضة الصهيونية على ايران، قائلاً: الآن حان الوقت لأن تصبح محافظتنا رائدة أيضاً في مجال السياحة. إن التركيز على السياحة الداخلية وتعزيز البنية التحتية الرقمية سيسرع بشكل كبير من مسار التنمية والازدهار الاقتصادي للمحافظة.
اتخاذ خطوات جيدة لتحقيق قفزة تكنولوجية
ومن جانب آخر قال معاون تنسيق شؤون العمران في المحافظة: إن السياحة في خراسان الجنوبية بحاجة إلى قفزة تكنولوجية ومن خلال الجهود الجماعية، يمكننا تحويلها إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية في البلاد. وتم اتخاذ خطوات جيدة، لكن يجب أن نحقق قفزة تكنولوجية.
وأشار فرهادي إلى التجارب الناجحة للمحافظة خلال أيام النوروز، وقال: كان النوروز الماضي نموذجًا يمكن الدفاع عنه في تقليل الحوادث وتنظيم خدمات السفر، ويجب الاستفادة من هذه التجربة في المناسبات الخاصة مثل الصيف وأيام الحداد في نهاية شهر صفر.
وأشار فرهادي إلى أهمية تأمين بطاقات الوقود في الطرق التي يمر بها الزوار والمسافرون، وأضاف: إن تأمين الوقود هو أحد الهواجس الرئيسية للزوار في أوقات الذروة، ويجب إدارته من خلال تخصيص حصة إضافية في محطات الوقود الواقعة على الطرق.
وأشار فرهادي إلى أهمية المجمعات الواقعة على الطرق، وتابع: يجب أن تكون صحة وسلامة المسافرين في هذه المجمعات أولوية.
وأوضح فرهادي أن تجربة عيد النوروز الناجحة أظهرت أن معارض الصناعات اليدوية، إلى جانب مساهمتها في تعريف المحافظة، تؤدي إلى تقليل إرهاق السفر وتوفير توقف آمن وحتى تقليل الحوادث.
وأكد أنه يجب تعزيز الحضور الميداني للمسؤولين في القرى المستهدفة سياحيًا من أجل تقديم خدمات أفضل للسياح، كما يجب أن تقوم دائرة شؤون القرى في ديوان المحافظة بتقديم قائمة كاملة بهذه القرى إلى باقي الدوائر.
وقال فرهادي: يجب الإسراع في تحسين البنية التحتية للاتصالات وتغطية الشبكة والوصول إلى الإنترنت في القرى المستهدفة سياحيًا.
وأشار فرهادي إلى الإمكانيات الكامنة في المحافظة في مجال التقنيات الحديثة، وقال: السياحة الرقمية، وإنتاج المحتوى الافتراضي، واستخدام الأدوات الحديثة هي فرص يمكن أن تسهّل مرحلة الانتقال بعد الحرب المفروضة في المجالين الاقتصادي والثقافي.