وتهدف هذه الاتفاقية إلى تحويل واحة العلم والتكنولوجيا التابع لجامعة طهران إلى مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي، حيث سيتم تعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير، ودعم الشركات الناشئة في هذا المجال، وتسهيل نقل المعرفة والتكنولوجيا بين الأطراف المعنية. ويأتي هذا التعاون في إطار الجهود الوطنية لتعزيز مكانة إيران في مجال التقنيات الحديثة والاقتصاد الرقمي.
وتم توقيع هذه الاتفاقية لمدة عام واحد بهدف تطوير التكنولوجيا والابتكار في البلاد ودعم ازدهار الشركات القائمة على المعرفة، كما تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، وخلق أرضية للتكامل في المشاريع والأنشطة ذات الصلة، بالإضافة إلى دعم الشركات الناشئة والشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
وفي هذا الحفل، أكد الدكتور “علي أسدي”، رئيس واحة العلم والتكنولوجيا بجامعة طهران، على كلمات سماحة قائد الثورة الإسلامية حول ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيات الاستراتيجية، قائلاً: هذا التعاون يُمثل خطوة نحو تعزيز المكانة العلمية لإيران. وأضاف: واحة العلم والتكنولوجيا بجامعة طهران، باعتباره أقدم واحة جامعية في البلاد، يقدم دعمًا خاصًا لشركات الذكاء الاصطناعي.
وأشار الدكتور أسدي إلى الاستثمارات العالمية الواسعة في هذا المجال، وأكد قائلاً: الحفاظ على السيادة الوطنية يتطلب تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويجب على الجامعات والجمعيات العلمية وحدائق التكنولوجيا أن تكون في طليعة هذا التوجه. وأضاف: من الضروري إنشاء شبكات تعاون بين الشركات المعرفية والجمعيات العلمية الطلابية لاستغلال الإمكانات المتاحة، كما أن عمليات تحديث الأساليب التقليدية في واحات العلم والتكنولوجيا تتطلب رقمنة مسارات العمل.
وأكّد رئيس واحة العلم والتكنولوجيا بجامعة طهران: يجب أن تتحول حدائق العلم والتكنولوجيا في البلاد إلى “قطب للذكاء الاصطناعي”، مع التركيز على واحة جامعة طهران بالتعاون مع الجمعيات المتخصصة.
من جانبه، أشار الدكتور زاهدي، رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي الإيرانية، إلى بدء النشاط الرسمي للجمعية في عام 2023-2024، مُعلنًا عن تطوير شبكة الممثلين التابعين للجمعية. وأوضح: نحن نعمل حاليًا على مستوى المحافظات ونحن في صدد إنشاء فروع جامعية، وهدفنا هو أن يكون لدينا ممثلون في معظم الجامعات الرئيسية بالمحافظات بحلول نهاية العام الجاري.
وأشار رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي الإيرانية إلى تشكيل 12 لجنة متخصصة ضمن الجمعية، وقال: تم تشكيل هذه اللجان بناءً على أولويات واحتياجات البلاد في مجالات مثل الأمن الغذائي والأمن الصحي. وشدد زاهدي على المشاركة الفعّالة لأعضاء مجلس الإدارة ومديري الشركات المعرفية في أعمال هذه اللجان، مؤكدًا على أهمية توحيد الجهود لتحقيق الأهداف الوطنية في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
* إصدار مجلة دولية ضمن خطط جمعية الذكاء الاصطناعي
وأعلن رئيس الجمعية عن الجهود الجارية لإصدار مجلة علمية دولية ناطقة باللغة الإنجليزية، معربًا عن أمله في “فهرستها في قواعد البيانات الاستشهادية العالمية خلال الأشهر الثمانية المقبلة”.
ووصف رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي الوصول إلى مكانة دولية بـ”التحدي الكبير”، مؤكدًا أن التعاون والتماسك بين الأوساط العلمية والتقنية هو المحرك الرئيسي للإنجازات الحالية.
وأضاف الدكتور زاهدي مؤكدًا: تلتزم جمعيتنا بالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص والجامعات، حيث تقع على عاتقنا مسؤولية استثمار خبرات ومعارف أعضائنا – وخاصة دعم واحة العلم والتكنولوجيا بجامعة طهران ذي السمعة العلمية العريقة – بأفضل صورة ممكنة.
وخلال الحفل، أعرب الدكتور “داود أديب” رئيس مجلس إدارة جمعية الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي الإيراني عن تقديره لجهود الدكتور “أسدي” رئيس واحة العلم والتكنولوجيا، مضيفًا: واحة العلم والتكنولوجيا بجامعة طهران تُعدّ أبرز واحة متخصصة في البلاد، وتشكل منصة انطلاق للشركات التقنية والمعرفية نحو النمو والتطور والوجود في الساحتين المحلية والدولية.
كما أعرب الدكتور “أديب” عن أمله في أن تتحول الواحة إلى المركز الرئيسي للذكاء الاصطناعي في إيران في المستقبل القريب.