قبل 29 عاماً.. مجزرة الحرم الإبراهيمي كشفت التطرف وعزلت الخليل كما خُطط لها

في مثل هذا اليوم وقبل 29 عاماً ، نفذ المتطرف "باروخ غولدشتاين" جريمة بشعة بحق المصلين في فجر الجمعة 25 شباط/فبراير 1994 الموافق لـ15 رمضان 1415، بعد ذلك أطلق الرصاص على المصلين وهم ساجدين مما أدى لاستشهاد 29 مصلياً وإصابة 15 آخرين.

2023-02-25

في تفاصيل المجزرة، بدأت الصلاة، وأنهى الإمام قراءة الفاتحة حتى سمع أحد المصلّين الذين كانوا في الصف الأخير أحد المستوطنين من خلفه يقول بالعبرية بما معناه “هذه نهايتكم وليست نهايتنا”.

وقف اليهودي المتطرف باروخ غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد، وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، وقام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت على “رصاص دمدم” المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم، فاستشهد 29 مصلياً وأُصيب 15، قبل أن ينقضّ مصلون على غولدشتاين ويقتلوه.

حينذاك، أغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبواب المسجد فمنعوا المصلين من الخروج، ومنعوا القادمين من الخارج من إسعاف المصابين.

وأثناء تشييع ضحايا المذبحة لم يكتف جنود الاحتلال بما جرى، بل فتح عدد منهم نيران أسلحتهم على المشيعين فقتلوا عدداً آخر منهم، مما رفع عدد الضحايا ليصل إلى خمسين شهيداً و150 جريحاً.

وبعد وقوع المجزرة، بدأت الاعتداءات تتوالى على المسجد الإبراهيمي وأُغلقت البلدة القديمة في محيطه، وأُغلق شارع الشهداء الذي يُعتبر الشريان الرئيسي وعصب الحياة للفلسطينيين، مما أدى لإغلاق 1800 محل تجاري بالبلدة القديمة، كما مُنع رفع الأذان في الحرم عشرات المرات شهريا، وفصلت مدينة الخليل وبلدتها القديمة عن محيطها.

وكانت تلك المجزرة بداية مخطط الاحتلال لتنفيذ تطهير عرقي للفصل والعزل وتشريد الفلسطينيين من البلدة القديمة لبناء “مدينة الخليل اليهودية”، إذ تعطلت حياة الفلسطينيين في الأزقة بعدما قررت حكومة الاحتلال إغلاق البلدة القديمة بشوارعها وأسواقها، وتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود.