وأعلنت وزارة الصحة بغزة عن ارتفاع إجمالي عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 175 شهيداً بينهم 93 طفلاً. في الأثناء، أكدت المقاومة الفلسطينية دكّها بعدد من قذائف “الهاون” تحشدات الاحتلال الصهيوني في محيط مسجد الرنتيسي في منطقة معن جنوب مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وعقب بث كتائب القسام مقطعاً مصوراً لأسير صهيوني يقول فيه إنه لا يجد ما يأكله، اتهمت عائلات الأسرى الصهاينة في غزة حكومة الاحتلال بالتخلي عن ذويهم، وقالت إن الشروط التي وضعها الكيان الصهيوني للتوصل إلى اتفاق غير واقعية.
في غضون ذلك، اقتحم وزير الأمن القومي الصهيوني الفاشي إيتمار بن غفير برفقة آلاف المستوطنين المسجد الأقصى، على مرأى من شرطة الإحتلال التي تؤمِّن الاقتحامات، ويسيطر عليها بن غفير ضمن صلاحياته.
*العدو يستهدف المجوّعين
ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني، الأحد، مجزرة جديدة بحق مجوّعين عند أحد مراكز التحكم بالمساعدات قرب رفح، واستهدفت مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 44 شخصا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر الأحد، بينهم 22 من طالبي المساعدات.
وفي التفاصيل، قال جهاز الإسعاف والطوارئ: إن 9 فلسطينيين استشهدوا -صباح الأحد- بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمال رفح.
وقد وقعت هذه المجزرة بعد يومين من زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لأحد المراكز القريبة التي تديرها ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” الأميركية.
وبالتزامن، أفاد مصدر بمستشفى العودة في مخيم النصيرات باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين قرب مركز توزيع المساعدات في محور نتساريم (وسط قطاع غزة).
وتواترت في الآونة الأخيرة المجازر بحق المجوّعين بمحيط مراكز المساعدات التي تديرها المؤسسة الأميركية أو خلال احتشادهم في مسار قوافل الإغاثة النادرة التي تدخل القطاع.
وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 38 فلسطينيا من منتظري المساعدات.
ومنذ تولي “غزة الإنسانية” التحكم بتدفق المساعدات في مايو/أيار الماضي، استشهد أكثر من 1500 فلسطيني وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين بنيران جيش الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع المؤسسة، وفق الأمم المتحدة ووزارة الصحة بالقطاع المنكوب.
*استهداف نازحين
في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين إثر قصف قوات الاحتلال فجر الأحد مدرسة فيصل التي تؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صور مصابين بينهم أطفال نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة. كما أفاد مصدر طبي بمستشفى الأمل في خان يونس باستشهاد أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وإصابة 3 آخرين إثر قصف صهيوني استهدف فجر الأحد مقر الجمعية في حي الأمل (غرب خان يونس).
وفي تطورات أخرى، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بانتشال جثامين 5 شهداء إثر قصف صهيوني على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأفاد المصدر نفسه بانتشال جثامين 22 شهيدا من أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون في المناطق الشرقية للمدينة.
وقبل ذلك، ألقت مسيّرة صهيونية قنابل في شارع النفق وسط المدينة مما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص بينهم أطفال.
وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 62 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال.
*عمليات نوعية للمقاومة في القطاع
في المقابل، أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، دكّها بعدد من قذائف “الهاون” تحشدات الاحتلال الصهيوني في محيط مسجد الرنتيسي في منطقة معن جنوب مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تنفيذها عملية بالاشتراك مع لواء العامودي التابع لكتائب شهداء الأقصى.
وفي التفاصيل، تمّ قصف مقر قيادة للاحتلال باستخدام صاروخ من نوع “107”، في شارع 5 في مدينة خان يونس، ورُصد هبوط مروحية صهيونية في موقع القصف لإجلاء المصابين، ما يشير إلى وقوع إصابات مؤكدة في صفوف قوات الاحتلال.
وفي وقتٍ سابق الأحد، عرضت سرايا القدس مشاهد توثق استهداف مجاهديها مقر قيادة وسيطرة لـ”جيش” الاحتلال، بتوجيه صاروخ من نوع “107”، وذلك شمالي مدينة خان يونس.
كذلك، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبيّة قصفها تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال في محيط كف القرارة شمالي مدينة خان يونس، وذلك بقذائف “الهاون”.
وتواصل المقاومة الفلسطينية تنفيذ العمليات والكمائن ضد “جيش” الاحتلال في محاور توغّله في قطاع غزة، وتوقع جنوده بين قتيل وجريح.
*القسّام تنشر فيديو جديد للجندي الصهيوني الأسير
إلى ذلك، نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مجدداً، تسجيلاً مصوراً للجندي الصهيوني الأسير “أفيتار دافيد”، ظهر فيه متحدثاً عن وضعه الصحي والمعيشي داخل الأسر، موجهاً انتقادات حادة لحكومة الاحتلال الصهيوني.
وقال دافيد في الفيديو: “أنا لم آكل منذ أيام، وطعامنا القليل هو عدس وفاصولياء، والآسرون يقدمون لنا ما يستطيعون”. وأضاف: “نتنياهو تخلّى عنا، وكل ما تربينا عليه في الكيان الصهيوني هو كذب”. وتابع: “أنا أحفر قبري بيدي، لأن جسدي يضعف كل يوم، وربما سأُدفن هنا في النفق”.
*احتجاجات في تل أبيب
وفي السياق، أغلق أهالي أسرى صهاينة، صباح الأحد، طريقا حيويا في تل أبيب، للمطالبة بصفقة فورية مع حماس تفضي إلى إطلاق سراح ذويهم من قطاع غزة.
وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الصهيونية أنه بعد نحو 20 دقيقة، وصلت الشرطة إلى المكان، وقامت بإخلاء المتظاهرين وتحرير مخالفات لهم.
وجاء ذلك بعد أن نشرت المقاومة الفلسطينية مقاطع للأسيرين الصهيونيين وهما يعانيان من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها قوات الاحتلال الصهيوني في غزة.
*اقتحام الأقصى في “ذكرى خراب الهيكل”
من جانب آخر، اقتحم وزير “الأمن القومي” الصهيوني الفاشي إيتمار بن غفير، صباح الأحد، المسجد الأقصى المبارك، على رأس مجموعات كبيرة من المستوطنين الذين أدّوا طقوساً تلمودية جماعية، بالتزامن مع ما يُسمّى بـ”ذكرى خراب الهيكل”، في تصعيد خطير أثار استنكاراً واسعاً في الأوساط الفلسطينية.
وتجاوز عدد المقتحمين الـ3000 مستوطن، دخلوا على دفعات إلى باحات الأقصى بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، وسط صلوات جماعية، وهتافات ورقصات وصراخ داخل المسجد. وفي المقابل، مُنع الفلسطينيون من دخول المسجد الأقصى ومن دخول البلدة القديمة كلّها عبر الأبواب القريبة من الأقصى.